الأقصى حريق لم يطفأ

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

تزدحم الذاكرة الفلسطينية بالكثير الكثير من الأحداث والذكريات ، حتى يكاد لا يمر يوم الا وفيه ذكرى أليمة مرت على هذه الارض وعلى شعبها ، في 21 آب1969 قام الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الأيوبي، ذلك المنبر التاريخي الذي بناه القائد نور الدين زنكي وأحضره القائد صلاح الدين لإلقاء خطبه من فوقه بعد انتصاره وتحريره لبيت المقدس، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالًا داخل المسجد الأقصى.

لكن وبعد ثلاثة و اربعون عاما لا يزال المسجد الاقصى محترقا بممارسات واشكال متعددة ، والواقع الذي تحياه مدينة القدس واقع صعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بل انها تعيش حالة غربية و عزله عن محيطها ، وتاتي ذكرى الاحراق هذا العام في ظل حرب صهيونيه شامله ضد الاقصى تهدف لتهويد الارض وهدم المسجد ، يواصل الصهاينة الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى بهدف تعريضه للانهيار، بالاضافه الان الي الخطه الصهيونيه التي تهدف لتقسيم المسجد الاقصى كما قسم الحرم الابراهيمي سابقا خاصة مع اقتراب الاعياد اليهوديه وبعد السماح لآلاف الفلسطينيين بالدخول الى المسجد الاقصى خلال شهر رمضان المبارك لتكون حجه اسرائيليه للسماح لليهود بالدخول الى المسجد الاقصى خلال الاعياد والمناسبات اليهوديه ، كما ان هنالك طرح لفتح الاقصى للمسلمين يوم الجمعه وفتحه لليهود ايام السبت ، وكل هذا يهدف لسرقة المسجد الاقصى تدريجيا ومن ثم اغلاقه بوجه المسلمين تحت عدة ذرائع واعطاء الشرعيه لليهود بدخول الاقصى والتعبد فيه تمهيدا لاقامة هيكلهم المزعوم .

بداية يجب ان نؤكد ان المسجد الاقصى هو عبارة عن عقيدة تعيش في داخلنا وهو ليس ملكا لاهل فلسطين فقط ، بل ملكا للامة الاسلامية جمعاء ، وبذلك الامه مطالبة بالوقوف بجانب الاقصى وقضيته العادلة ، والشعوب العربية مطالبة بالخروج للميادين والساحات بمليونيات لترسل رساله للمحتل بان المسجد الاقصى لا يمكن المساس به ، بالاضافه الى رساله للحكام والقاده العرب والمسلمين ان عروشكم وحكمكم سيرحل ان مس الاقصى وانتم على صمتكم.

لابد من تحرك عربي و اسلامي شامل لنصرة الاقصى في ظل ما يحاك وينفذ ضده ، مستغلا الاحتلال انشغال الشعوب ما يحدث بمصر وسوريا ولبنان ليقوم بخططه ضد الاقصى والمسرى ، الاقصى ليس بحاجه لكثرة الاقوال والتصريحات والتهديدات انما هو بحاجة الان للعمل ، العمل الجاد الحقيقي قبل ان يضيع منا الاقصى .

بعد ثلاثة و اربعون عاما لازال الاقصى يحترق وينتظر من يطفيء ناره.