الصفوية والصوفية 3
الصفوية والصوفية
خصائص وأهداف مشتركة/3
علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي
القدرة الإلهية صفة يشارك فيها الأئمة والشيوخ الذات الإلهية
هناك صفات منوطة فقط بالذات الإلهية ومنها علم الغيب والشفاعة والمغفرة وإحياء الموتى وأمر الملائكة والروح وقضاء الحاجات والمعجزات(الكرامات) وغيرها. وهذه الصفات ربانية بحته وموضحة تماما في القرآن الكريم لا تحتاج الى تأويلات أو تفسيرات باطنية. والسر الرباني في أن يقول" للشيء يكن فيكن" تتجلى في قدرة وعظمة الرحمن، قدرة لم يمنحها لرسول ونبي إلا بمشيئته وفي حالات إستثنائية مهمة وقتها ولم تتكرر. فقد جاء في سورة النحل/40(( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقل له كُن فيكون)) كما وردت بنفس المعنى في سور غافر، يس، مريم، الأنعام، آل عمران والبقرة.
وقد نُسب الصفويون حديثا قدسيا للرسول(ص) يقول فيه" عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون". أو بصيغة أخرى ذكرها علي بن يونس العاملي في كتابه(الصراط المستقيم1/169) هي" إن لله عبادا أطاعوا الله فأطاعهم، يقولون بأمره للشيء كن فيكون". ( كذلك جاءت في كتاب الجواهر السنية/361 للحر العاملي). وذكر المحقق النراقي في كتابه مستند الشيعة" إن الإنسان يرتفع بهما يرتفع حتى يعد بمنزلة الملائكة، بل بمنزلته تبارك وتعالى كما ورد في قوله تعالى ((عبدي أطعني تكن مثلي)).علما أن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد فندت هذا الحديث وكذبته. فما لم يمنحه الله من قدرات للأنبياء لا يعقل أن يعطيها لخلفهم أو لرجال لمجرد كونهم صالحين. ولم نشهد حديثا للنبي(ص) بهذا المعنى أو قريبا له عن تلك القدرات الخارقة! فكيف نشهدها مع شيوخ وأئمة لم تكن لهم منزلة كمنزلة النبي(ص) ؟ وكيف نصدقهم وعلى أي أساس؟
فيما يتعلق بالمتصوفة فقد نُسب للشيخ الرفاعي القول بأن الله جلٌ جلاله" صرف الأولياء في الأكوان وجعلهم يقولون للشيء كن فيكون". (راجع كتاب البرهان المؤيد للرفاعي/تحقيق عبد الله الحبشي). ونقل الشعراني في كتابه( جامع كرامات الأولياء) عن الشيخ النبهاني قوله" إن أحد الأولياء ترك قوله للشيء كن فيكون، تأدّباً مع الله". يا سلام على هذا الأدب، يعمل الكبائر ويتأدب مع الصغائر! كما إدعى في نفس الكتاب بأن الإمام علي بن أبي طالب(رض) قال لعمر النبتيني: أعط طاقيتي هذه للشيخ عبد الوهاب الشعراني وقل له أن يتصرف في الكون. بمعنى أعطى من لا يملك لمن لايستحق! كما نقل الصيادي عن السيد أحمد الرفاعي قوله " وإذا صرف الله تعالى الولى فى الكون المطلق صار أمره بأمر الله. إذا قال للشيء كن فيكون". ( راجع كتابي قلادة الجواهر والبرهان المؤيد). ويضيف البنهاني بأن الغوث الأعظم( ابن عربي) كان يقول بأن" الأولياء يُنتقلون إلى مقام كريم يقولون فيه للشئ كن فيكون" (جامع كرامات الأولياء). ويذكر الشيخ الكيلاني" أمري هو أمر الله إن قلت كُن! يَكن".
ويشرك شيوخ الصفوية الأئمة بتملك القدرات الإلهية بأن يقولوا للشيء كُن فيكون! فقد جاء في بحار المجلسي بأن " الله يقول في بعض كتبه(لاحظ العبارة بعض كتبه!): يا إبن آدم أنا أقول للشيء كُن فيكون. أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون".( بنفس الصيغة وردت في مستدرك الوسائل11/258. الفوائد الرجالية 1/17 للسيد بحر العلوم، وإرشاد القلوب للديلمي). وتلاعب الصفويون بهذا الكلام فنقلوه بصيغ أخرى منها" عبدي أطعني أجعلك مثلي". ( شجرة طوبى 1/330 وهامش بحار الأنوار لمحمد مهدي الحائري 102/165). وبصيغة أخرى" تكن مثلي" وقد وردت في( مستند الشيعة للشيخ النراقي 1/6 والفوائد الرجالية 1/39).
احياء الموتى
يخاطب رب العزة نبيه المصطفى بقوله(( إنك ميت وإنهم ميتون)) سورة الزمر/30. وإحياء الموتى صفة إلهية محضة. ولم نشهد للنبي(ص) هكذا قدره. ولو كانت له لأحيا عمه الحمزة لحبه الشديد لهو، وعمه أبي طالب عسى أن يهديه الى دين الحق، بدلا من أن يموت مشركا!
يذكر الصفويون بأن" الأئمة يُحيون ويُميتون" الكافي 1/426. وقد سئل ابو جعفر: أنتم تقدرون على ان تحيا الموتى وتبرئوا الأكمو والأبرص؟ أجاب: نعم بإذن الله". الكافي 1/391 وأنهم إن شاؤوا أن يحيبوا الموتى فإنهم يفعلون بسهولة ومن الأدلة على ذلك أن شاباً من بني مخزوم أتى الإمام علي(رض) يريد منه أن يحيٌ أخاه الميت فخرج معه إلى قبره فلما وصلوا خرج ذلك المخزومي من قبره وهو يتكلم بلسان الفرس، فلما سأله الإمام علي عن سبب تغير لسانه من العربي إلى الفارسي ذكر"أن هذه عقوبة من الله لأنه مات على سنة أبي بكر وعمر"! لاحظوا الدس والإساءة الى الصحابيين الجليلين. ( كتب الكافي 1/457، بحار الأنوار 41/192، بصائر الدرجات 76). و"إن عليا أحيا موتى مقبرة الجبانة كلهم"(بحار الأنوار 41/194) وأن الإمام علي" لو أقسم على الله بإحياء الأولين والآخرين لأحياهم الله". (بحار الأنوار 41/201). وروا عن الإمام الصادق" أنا أحي وأميت، وأخلق وأرزق، وأبريء الأكمة والبرص، وأنبأكم بما تأكلون" (كتاب تأريخ الدعوة الإسلامية/ مصطفى غالب). وهناك العشرات من هذه الأحاديث الكاذبة المنسوبة للإمام وبقية الإئمة.
فيما يتعلق بالمتصوفة فقد أحيا السيد أحمد البدوي ولدا لإمرأة استغاثت به لأحياء إبنها" فمدٌ السيد أحمد البدوي يده اليه ودعا له فأحياه الله". كتاب(الجواهر السنية). وفي العراق قتل البدوي اعدائه عندما نطق كلمة موتوا ثم احياهم بعد موتهم بقوله" قوموا بإذن من يحي ويميت"( للمزيد راجع كتاب السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة/ د. احمد صبحي منصور). وروى الصوفية عن الشيخ أحمد الرفاعي قوله" أن الولي يحيي الموتى وأنه إذا قال للشيء كن فيكون" (قلادة الجواهر/ 73 المعارف المحمدية 47). ولم يقتصر إحيائهم على البشر فحسب! فهذا الشيخ عطار النيسابوري في كتابه(تذكرة الأولياء) يذكر بأن حمار رابعة العدوية" قد مات عند سفرها للحج، ثم عاد للحياة من جديد". كما أعاد أبو عبيد اليسري دابته الميتة إلى الحياة، وأحيا الشيخ مفرج الدماميني فراخ مشوية! ويذكر القشيري في رسالته بأن الشيخ إبن أبي عبيد اليسري ذكر عن أبيه بأنه "كان في غزوة فمات المهر الذي كان تحته فسأل الله أن يعيره إحيائه حتى يرجع إلى قريته فإذا بالمهر قائم" ولم يعلمنا فيما إذا مات المهر بعد الإستعارة أن بقي حيا..
المعجزات والكرامات
يلاحظ إن ما يسمى معجزة عند الأنبياء والأئمة تدعى كرامة عند الأولياء، ويذكر عبد القاهر البغدادي(أصول الدين/174) بأن كلاهما متساوية في كونها ناقضة للعبادات. موضحا بأن الفرق بين المعجزة والكرامة، إن صاحب المعجزة يفصح عنها علنا متحديا من لايصدقه، في حين يجتهد صاحب الكرامة في كتمانها. في حين يرى هاشم البحراني(مدينة المعاجز1/41) بإن" معجزات الأنبياء والأئمة دليل على صدقهم على الله في دعواهم النبوة والإمامة، لأن العجز الخارق للعاده فعله الله". وقد عارض الكثير من العلماء والمفكرين حديث المعجزات والكرامات لعدة أسباب: منها إنها تعكس العبث في الفعل السماوي، وإن ظهورها في غير الأنبياء يقلل من قيمة معجزاتهم وكراماتهم، وهذا من شأنه أن يجعل المعجزة والكرامة مفهوما واحدا. وكانت محاور المتصوفة حول كراماتهم تتجسد في إحياء الموتى والكلام معهم، رؤية الذات المقدسة والتكلم معها وكذلك ورؤية النبي(ص) والكلام معه. المشي على الماء والدخول في النار وطي المسافات، الكلام مع الحيوان والجماد وإنصياعهما لأوامرهم. علم الغيب، والقدرة على ابراء العلل والأمراض والشفاعة وغفران الذنوب. والتحكم والتصرف بالكون.
الطامة الكبري إنهم يجعلونا مشركين إذا لم نقتنع بها! بمعنى أن تؤدي الفرائض كلها وتبتعد عن الكبائر كلها وتحصر أعمالك بالبر والتقوى، فهذه المسائل لا تنفعك إن أنكرت كراماتهم وتخاريفهم. ويحصر الشيخ إبن عطاء الله السكندري الكرامات بطرفين هما: الجواز والوقوع من ثم يجعل من الجواز وجوبا أي وقوعا! محذرا بأن" جحد الكرامة في الولي هي جحد لقدرة الله العزيز القدير".(كتاب لطائف المنن)! بربكم أي منطق أعوج هذا؟
إقرأ هذه الأعاجيب التي يريدون منا أن نصدقها. أحد شيوخهم يختم القرآن(360000) ختمة في اليوم الواحد. أي (15000) ختمة في الساعة! أو(250) ختمة في الدقيقة الواحدة. وهذا الأمر يذكرنا بمثل غربي(Han leser som fanden leser Bibelen ( ترجمته" السيد يقرأ مثلما يقرأ الشيطان الإنجيل". وآخر لم يأكل ويشرب لمدة(40) عاما. وآخر أمر الشمس بالغروب لإكمال سفره! ربما أزعجه الحر الشديد. للمزيد راجع كتاب(صور من الصوفية) لأبي العزائم جاد الكريم. وفي ترجمة النبهاني للشيخ بركات الخياط يذكر بأنه" إذا قدموا له لحم الضأن وإشتهى لحم حمام ينقلب في الحال إلى حمام". (جامع كرامات الأولياء)! وفي كتاب(تذكرة الأولياء) للشيخ عطار النيسابوري يحدثنا عن الحسن البصري بأنه كان يصلي الصلاة الأولى في البصرة والثانية في مكة والثالثة في البصرة وهكذا دواليك وهذا ما يسمونه طي المسافات. ومن كرامات الشيخ ذو النون المصري إنه كان في سفر في سفينة، فسُرق من أحد ركابها جوهرة ثمينة وأتهم الشيخ بسرقتها" فإذا بآلاف الأسماك تخرج وفي فم كل سمكة جوهرة لتقدمها الى ذو النون".( كتاب تذكرة الأولياء/ الشيخ عطار النيسابوري) كل هذه التخاريف ويحذرونا بأن" من لايصدق هذه الكرامات فقد كفر".
وكذلك الأمر مع الصفويين. في كتاب(مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج1/220) يتحدث بأن النبي محمد(ص) أخبر الإمام علي(رض) بأن الشمس سوف تحدثه، وفي اليوم لتالي سلم عليها الإمام فائلا" السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيها الخلق السامع المطيع. فردت الشمس: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء"! لاحظ يناديها بصيغة المذكر وليس المؤنث. وفي كتاب (دلائل الرضا) عن عبدالله بن جعفر الحميري، بإسناد الحميري إلى سليمان الجعفر، إلى أبي الحسن الرضا(ع): كنت معه وهو يريد بعض أمواله، فأمر غلاماً له يحمل له قباء، فعجبت من ذلك وقلت: ما يصنع به! فلما صرنا في بعض الطريق، نزلنا إلى الصلاة وأقبلت السماء تمطر، فألقوا القباء علي عليه، وخر ساجداً فسجدت معه ، ثم رفعت رأسي وبقي ساجداً، فسمعته يقول : «يا رسول الله يارسول الله . فكف المطر". وفي (كتاب الأنوار النعمانية 1/25) ورد عن الإمام علي(رض) بأنه "هو الذي الذي جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم. وهو الذي أنجا نوحاً من الغرق. وأنجا موسى من فرعون وآتاه التوراة وعلمه إياها. وأنه الذي أنطق عيسى في المهد بالحكمة وعلمه الإنجيل. وكان مع يوسف وأنجاه من كيد أخوته. وكان مع سليمان على البساط وسخر له الريح" ". وفي (كتاب إثبات الوصية للمسعودي الهذلي/160) أن بعضهم قال للإمام علي(رض) بأن الفرات قد فاض بمائه" فقام حتى توسط الجسر، ثم ضربه بعصاه ضربه فنقص ذراعين، ثم ضربة ضربة أخرى فنقص ذراعين".
و"إن الإمام علي قال لأصحابه يوماً (غضوا أعينكم) ففعلوا فنقلهم إلى مدينة أخرى غريبة أهلها أعظم من طول النخل وأخبرهم أن هؤلاء قوم عاد ثم صعق فيهم الإمام علي صعقة فأهلكتهم". (بحار الأنوار 27/39) .كذلك إن" الإمام علي لو شاء أن يجوب الدنيا والسموات السبع ويرجع في أقل من طرفة عين لفعل"(بحار الأنوار 27/39). ونسبوا للإمام المفترى عليه من المهد إلى اللحد قوله" أنا الذي أقتل مرتين وأحيي مرتين وأظهر كيف شئت" للمزيد راجع( كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين لرجب البرسي ص: 170) وهناك المئات من تلك الأحاديث المفبركة يمكن الرجوع اليها بيسر.
معرفة الظاهر والباطن
من البديهي أن يدعي الأئمة والمشايخ بأنهم أعلم من الأنبياء طالما لديهم من المعجزات والكرامات ما لم يتمتع به خاتم الانبياء نفسه. كمعرفة ملايين اللغات وإحياء الموتى وعلم الغيب والمشي على الماء والطيران في الهواء وطي المسافات. ولا نعرف ما الذي قدمته معارفهم تلك للمسلمين والبشرية؟ فالعلوم التي تركها لنا المتصوفة لم تزد عن الاوراد والأذكار وحلقات الذكر والدروشة، مواضيع لا علاقة لها بالعلم بل تتقاطع معه. كذلك العلوم التي تركها لنا آل البيت(ع) لم تزد عن الادعية والتقية وأحاديث الولاية والتمتع والجفر وقرآن فاطمة. أما علوم الباطن فهذه مسائل بإمكان أي كان إن يدعيها دون أن يثبت صحتها. ففي العقيدتين هناك إدعاء بأن الشيخ والإمام يعرفان الظاهر والباطن في حين الانبياء يعرفون الظاهر فقط! فهم يفسرون القرآن الكريم تفسيرا باطنيا ويؤولون آياته ويكيفونها لتخدم معتقداتهم. وهذا الأمر مستوحى من الديانة اليهودية(الكبالة) التي تعني التفسير الباطني للتوراة. حيث يذكر المتصوفة بأن أي حرف في القرآن له معنى باطن يعرفه الصوفي فقط! يقول البسطامي" خضنا بحرا وقف الانبياء بساحله"! ويضيف" تالله ان لوائي أعظم من لواء محمد". ويذكر الأستاذ ابو العلا العفيفي في مقدمة تحقيق كتاب ابن عربي( فصوص الحكم) بأن عبارات ابن عربي ذات معنين أحدهما ظاهر: وهو ما يشير به ظاهر الشرع خشية من إتهامه بالخروج عن الشرع. والآخر باطن: وهو ما يشير به إلى مذهبه.
يدعي الصفويون كذلك بالباطن حيث ينسبون للإمام جعفر بن محمد الصادق القول" من عاش في ظاهر الرسول فهو سنٌي، ومن عاش في باطن الرسول فهو صوفي".(حلية الأولياء لأبي نعيم ج1/20). ويذكرون مثلا إن" للقرآن ظهراً وبطناً، فما حرم الله في القرآن هو الظاهر، لكن الباطن من ذلك أئمة الجور، وكذلك كل ما أحل الله هو الظاهر لكن الباطل في ذلك أئمة الحق". (الكافي للكليني والغيبة للنعماني وتفسيرالعياشي). ويزيدون" ثم لكل بطن في القرآن، سبعة أبطن إلى سبعين بطناً". (تفسير الصافي ومرآة الأنوار لأبي الحسن الشريف). وإن" ظاهر القرآن هو التوحيد والنبوة والرسالة، لكن باطنه في الدعوة للإمامة والولاية". (كتاب مرآة الأنوار)! وأن " جٌل القرآن نزل فيهم-أي الأئمة- وفي أعدائهم". (تفسير الصافي)
وفي الكافي كذلك 1/223" قال رجل لأبي جعفر: يا ابن رسول الله هل أمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر: اسمعوا ما يقول؟ إن الله يفتح مسامع من يشاء، إني حدثته أن الله جمع لمحمدٍ (ص) علم النبيين، وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين؟".
علل السماء والظواهر الكونية
وهذه من الإشكلال الفلسفية في العقيدتين فكل منهما يدعي بأن أقطابه أو الأئمة هم علة الوجود وينسبون لهم حدوث لظواهر الطبيعية! فعند الصفوية " إن النبي وعلي وفاطمة والأئمة الإثنى عشر هم العلل الأربع لخلق العالم".( للمزيد راجع كتاب شرح الزيارة/ احمد الاحسائي). لاحظ إن الإمام علي حُسب مرتين في الثانية مع الإئمة 12! و"أن الأئمة هم (النور) المنـزل من السماء المذكور في قوله تعالى ((واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)) سورة الأعراف/157. ( راجع كتاب الكافي). وإن"الله خلق الملائكة من نور علي". (المعالم الزلفى ص249 وبحار الأنوار 23/320 والأنوار النعمانية). كذلك" الأئمة هم أركان الأرض الذين يحفظونها أن تميد بأهلها". (الكافي 1/252) وأن " الحوادث الكونية من زلازل وبراكين وفيضانات ورعد وبرق من أفعال الإمام" بمعنى حملوا الإمام مسؤولية كل من يموت بسبب البراكين والفيضانات والزلازل. وإن" الرعد والبرق من أمر الإمام علي". (الإختصاص للمفيد ص327، بحار الأنوار 27/33، البرهان 2/482). كما نسب للامام علي قوله" أنا صاحب الزلازل والرجف. أنا صاحب الكسوف والخسوف". ( للمزيد راجع كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين لرجب البرسي)
وبالنسبة للمتصوفة فإن الغوث/ الأقطاب هم علة الوجود. ويزعم الشيخ عطاء الله الاسكندراني في كتابه(لطائف المنن) بأنه" لولاهم ما أرسلت السماء قطرها، ولا أظهرت الأرض نباتها". ويزيد الشعراني" كان الشيخ الرفاعي قطب الأقطاب في الأرض، ثم إنتقل الى قطبية السماء، فصارت السموات السبع في رجله كالخلخال". (كتاب لطائف المنن/ الشعراني). للحديث تابع بإذن الله.