هبة وأطفالها الأيتام

هبة وأطفالها الأيتام ...

عائلة غزية تحلم بمأوى

ومايسد جوعها في رمضان

ريما زنادة

غزة – "الشرق"

حلوى ..لعبة...مصروف ..دفتر ..قلم ...أحلام بسيطة تراود طفولة يتيمة لعائلة الأرملة هبة يونس في غزة المحاصرة سلب منها الحصار والفقر أبسط مقومات الحياة، كما سلب منها صواريخ الاحتلال الإسرائيلي حضن والدهم الدافئ؛ ليعيشوا الفقر والحرمان في سنوات عمرهم الأولى الصغيرة وهم يحلمون بكل يوم بأشياء صغيرة وجميلة ورغم بساطتها إلا أن والدتهم رغم محاولاتها المتكررة تجد نفسها عاجزة عن تقديم وجبة طعام متكاملة الفائدة على مائدة رمضان وتكتفي بما قد تجده يسد جوعهم وما يتبقى من اللقيمات الصغيرة تأكله خوفاً أن تزاحم أطفالها الأيتام بلقمة هم بحاجة لها...والأصعب من ذلك حينما تعيش هبة مع أطفالها في بيت أبو بالأصح هو أقرب لملامح الصندوق من حيث ارتفاع درجة حرارته وعدم للسماح بأشعة الشمس الدخول له، ورغم ذلك فإنه يتطلب منها كل بداية شهر دفع مئة دينار تجده المبلغ الكبير على أرملة تعيل أربعة أيتام...."الشرق" حملت الأمنيات البسيطة لأطفال أيتام يحملون في أحشائهم الكثير من الأمنيات في شهر رمضان المبارك.

متطلبات بسيطة

الأرملة هبة "28سنة" تحاول أن ترسم ابتسامة تداعب بها أطفالها الأيتام في محاولة منها لتخفف عنهم الألم والمعاناة والحرمان جراء فقرهم، وعجزها من توفير متطلباتهم حتى وإن كانت بسيطة.

قالت هبة وهي تردد بالدعاء بالفرج القريب من الله تعالى، لـ"الشرق": "كانت بداية المعاناة حينما استشهد زوجي عام 2008 حيث تم قصف منزلي من قبل صواريخ الاحتلال الإسرائيلي مما أصاب زوجي في رأسه وما هي إلا أيام قليلة بعد الإصابة حتى استشهد وكنت في ذلك الوقت حامل بثلاثة شهور بتوأم أولاد، وكان الأمر علي صعب جدا".

وتابعت بعد أن أخذت نفساً تطلب به الفرج من الله تعالى: "شعرت في حيرة كبيرة وألم أكبر فقد استشهد زوجي وأنا حامل ولدي طفلتين ولا يوجد أحد أذهب عنده وكنت أسأل نفسي ماذا أفعل..أين أذهب ؟!".

وذكرت، أنها في بداية الأمر سكنت مع أهل زوجها  وكانت العائلة كبيرة العدد مما جعل الأمر صعب عليها البقاء مما جعلها تنتقل لبيت شقيقتها وتسكن في غرفة لمدة عامين تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وبينت، أن شقيقتها أيضا تعيش ظروف مادية صعبة، ومع ذلك قد عاشت معها لمدة عامين في غرفة نادرا ما كانت تخرج منها، وتحاول أن تطلب من أطفالها بأن لا يخرج أحد منهم صوت خوفاً من إزعاجهم فكانت تواصل الدعاء بأن يفرجها الله تعالى عليهم وتسكن بسكن خاص بها.

بيت الأيتام

وبعد العديد من محاولات البحث أوضحت هبة، أنها وجدت بيت يتكون من غرفة صغيرة وصالة صغيرة ومطبخ وحمام ورغم صغر حجمه إلا أنها وجدت شيء من الاستقرار الخاص بها.

وبينت، بأن المنزل شديد الحرارة بالصيف ويصعب لأشعة الشمس والهواء الدخول لها مما جعل البيت يفتقر لأبسط مقومات الحياة، مما يشكل ذلك حرارة مرتفعة على أجساد صغارها الأيتام حيث أن أكبرهم طفلة لا تتجاوز تسعة أعوام، وأصغرهم طفل يزيد عن ثلاث سنوات.

ولفتت، إلى أنها لا تمتلك إلا غسالة كل ما تبقى من منزلها الذي دمره الاحتلال، وخزانة صغيرة جدا كلما أرادت أن تأخذ منها ملابس أطفالها لابد أن تزيل كل ما في داخلها من ملابس حتى تستطيع أن تلبس الأطفال، وتمتلك قطع من الفرشات القديمة البالية ومع ذلك لا تجد بديل عنهم للنوم عليهم رغم أن أطفالها يتمنون النوم على سرير وليس على الأرض.

وأضافت وملامح التفكير والتعب كانت واضحة على ملامحها: " إيجار البيت يتطلب مني دفع مئة دينار وهذا المبلغ كبير جدا علي دائماً أفكر مع بداية كل شهر من أين سوف أدفع الإيجار ؟!".

مائدة الإفطار

وعن مائدة الإفطار التي اجتمعت بها مع أطفالها الأربعة الأيتام كانت قد حضرت دجاجة صغيرة مع رز قد حصلت عليها من فاعل خير تبرع لها بها مما جعلها تطعم بها أطفالها وما يتبقى تأكله هي حيث قالت:" حينما أجد أطفالي يأكلون أشعر بأنني أنا من أكل وما يزيد منهم أتناوله".

وأوضحت، أنها لم تستطع شراء احتياجات رمضان خاصة ما تعده لطعام السحور والإفطار حيث لا تملك المال الذي يساعدها على شراء أبسط الأشياء.

ورغم صغر طفولة أطفالها إلا أنها تعلمهم ما تعني كلمة الصبر حيث تصبرهم على كل مافيهم من ظروف وكثيرما تجتمع معهم وتقول لهم: " ادعوا الله تعالى بأن يفرجها علينا ...قولوا يارب بدنا حلوى وطعام.. ومصروف ...." حيث تعلمهم الدعاء حينما يريدون شيء حيث أن طفلتها رنين التي تبلغ من العمر خمس سنوات تحفظ سورة الواقعة وتحفظ قول الرسول "صلى الله عليه وسلم" : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ...".

عائلة هبة وأطفالها الأيتام الأربعة كل ما يحلمون به هو العيش في بيت يحتوي على مقومات الحياة وأن لا يرهقهم التفكير في كيفية تدبر إيجار البيت رغم صعوبة العيش فيه، وأن يجدوا ما يحلمون به من أمنيات صغيرة تتناسب مع أجسادهم الصغيرة المحاصرة والفقيرة خاصة في شهر رمضان المبارك.