كيف سيتصرف الأسد في اللحظات الأخيرة ؟!
رجا طلب
ربما يكون هذا السؤال هو الاكثر تداولا بين النخب السياسية الحاكمة وبين المتابعين للشأن السوري، فالامور اخذت تتجه وبصورة متسارعة نحو محطات فاصلة في حلقة الدم المنهمر منذ قرابة العام ونصف العام وتحديدا بعد عملية تفجير مبنى الامن القومي الاربعاء الماضي ومقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس الأسد، ووزير الداخلية محمد الشعار ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني ورئيس مكتب الامن القومي هشام بختيار وهي عملية مفصلية اجهزت على العقل الامني الاستراتيجي الذي يدير عمليات القمع ضد الثورة وقادة الاذرع العسكرية والامنية التى تنفذ تعليمات هذا « العقل الامني ومطبخه «، وبدون ادنى شك فان من ابرز النتائج التى باتت ملموسة في التاثير على مجريات الصراع على الارض هي ارتفاع معنويات الثوار وتزايد حالة الارباك لدى النظام وقواته والاقتراب اكثر فاكثر من حالة الشعور بالعجز
وتلمس فشل الحل الامني، وللعودة الى السؤال الرئيس كيف سيتصرف الاسد بعد هذا التطور الكبير في مجرى الاحداث ؟
لا مجال لتصنيف بشار الاسد الا في خانة الشخصيات الديكتاتورية ولكن في اعتقادي انه ديكتاتور ولد من رحم ظروف نشأة وبيئة مختلفتين عن تلك التي انجبت صدام حسين او معمر القذافي، فبشار كان متفردا ببعدين لم يتوفرا في اي من الشخصيات الديكتاتورية عبر التاريخ الحديث :
الاولى: انه لم يأت من بيئة فقيرة ماديا او متواضعة اجتماعيا، فقد خرج من القصر الى القصر.
الثانية: تولى السلطة بطريقة غير مسبوقة ودون اي عناء فقد اصبح اول رئيس لجمهورية يرث الحكم في التاريخ الحديث، وخلال ربع ساعة فقط عدلت المادة 83 من الدستور واصبح العمر القانوني لتولى الرئاسة 34 بدلا من اربعين « فصلت على مقاسه «.
وفي الواقع وفرا هذان العاملان مزيدا من الغرور في شخصيته، كما عززتا لديه الشعور غير الطبيعي في قدرته على اتخاذ القرار الصائب لدرجة مرضية زاد من خطورتها عدم وجود شخصيات قوية محيطة به قادرة على محاورته او نقده على غرار ما عاشه والده في بدايات حكمه، بل على العكس فقد كان ضعف الدائرة المحيطة به فكريا وثقافيا وسيكولوجيا سببا اضافيا في شعوره الدائم بالعظمة والتفوق واحتكار الصواب والحق.
ومع ذلك ولكونه لم يقتل بيده كما فعل صدام ولم يعذب بيده كما فعل القذافي ولخلفيته «المتحضرة» لربما يكون سلوك بشار الاسد في اللحظات النهائية والحرجة من عمر النظام قريب الى حد ما من البحث عن «المخرج الامن» على غرار سلوك بن علي او سلوك مبارك او علي عبد الله صالح، وفي كل الاحوال تبقى السيدة انيسة مخلوف والدة الرئيس بشار هي العامل الحاسم والمؤثر في اتخاذ القرار النهائي وهو عامل لم يكن موجودا في حياة صدام او القذافي، وكان موجودا بايجابية عبر «الزوجات سوزان وليلى» في حياة مبارك وزين العابدين لجهة النجاة والحياة وليس التصعيد، فكيف سيكون لدى الاسد ؟ فهذا ما سوف نعرفه عاجلا ام اجلا ؟؟