اضغطوا على روسيا من داخلها
د.أسامة الملوحي
بلا مبادأة سياسية موزونة وبلاعمل فاعل مبادر وبلاجهد حشّاد ضاغط , يمضي محتكرو المعارضة السورية ومحتكرو العمل السياسي المعارض ومحتكرو مال التبرعات والنصرة ...يمضون يحتكرون ولا يفعلون ما ينبغي فعله وما عليهم أن يصنعوه ... ولأن أغلبهم سيقرأ هذا الكلام ويصعّر خده ويُضيّق عينيه ويمط شفتيه ممتعضا , ساقول لهم نعم هناك ما يجب أن تفعلوه غير الذي تتوهمون أنه أقصى جهدكم ..
فليس أقصى جهدكم مع روسيا أن تزوروها مرة بعد مرة وترجون بذلّة إدارتها الشريكة أصلا مع نظام القتلة وتصفون متملقين أعضاءها المنتفعين بالاصدقاء وهم يستقبلونكم بأقل مستوى بروتوكولي لديهم ولا تعترضون بل لا تشعرون بالهوان لأنكم على ما يبدو لم تستحضروا قوة الشعب السوري العظيم الذي كان قد فوضكم ,ومن يفوضه الشعب السوري المنتفض العظيم لا ينبغي له إلا أن يستشعر قوة هائلة وهيبة عظيمة كبرى وأن يتصرف بما يليق.. بما يليق ليس به وانما بما يليق بمن ينوب عنه – الشعب السوري العظيم الشجاع البطل--
ولو علم محتكرو المعارضة حجم ثورة شعبهم ومدى قوة شعبهم وامتدادات شعبهم لعملوا منذ البداية ليضغطوا على روسيا من داخلها .
نعم كان عليهم وما زال أن يضغطوا على روسيا من داخلها ...
أكثر من 20% من سكان روسيا الاتحادية من المسلمين ينتشرون بأغلبية في أكثر من أربعة عشر جمهورية ضمن الاتحاد الروسي وعلى رقعة جغرافية تجاوز النصف من مساحة روسيا.. ومناطقهم حيوية ومليئة بالثروات ... وهم لم يعودوا كما كانوا أيام السوفييت مرعوبين مشلولين بل هم اليوم تواقون للحرية جريئون في طرح مطالبهم ومشتاقون للتواصل مع إخوانهم العرب المسلمين بل هم متلهفون لنصرة إخوانهم الثائرين في سوريا.
لقد أرسلوا لنا الكثير من الرسائل والأمنيات أن ينتصر شعبنا على بشار وكثيرون اعتذروا عن موقف الكرملين وودوا لو كانوا معنا على الارض ضد بشار السفاح ..وبعضهم طالب ومازال بإلحاح أن يقال له ما يفعل ..
وبعضهم ذكّرنا بأقرباء له من السوريين فتذكرنا عائلات بأكملها في كل محافظات سوريا من الشركس والشيشان وعائلات من بيت الداغستاني وفاجأني أحدهم بوجود لعائلات سورية أخرى أصلها من أنغوشيا و بشكيريا وتتاريا والجوفاش وكلها جمهوريات مسلمة ضمن الاتحاد الروسي.
ولو أعد محتكرو المعارضة فرق عمل وكسب وتغلغلوا الى الشعوب المسلمة في روسيا وأججوا فيها حمية الحق والنصرة واستخدموا لذلك كل الوسائل لسمعنا بمظاهرات عديدة لنصرتنا من هذه الشعوب ولتنامى ضغطها مع مضاعفة جهودنا لاستنفارها الى أن يشكل ضغطا قويا على ادارة الكرملين ..
ولدينا سوريون في روسيا وأعدادهم بضعة عشرات من الآلاف ...
ولدينا مئات الآلاف من الجاليات العربية والاسلامية في روسيا....
وفوق كل ذلك لدينا متعاطفون روس سيزدادون لو عملنا على تعريفهم واطلاعهم ..
ولدينا معارضون كثر لبوتين سيضاعف عددهم اطّلاعهم على مؤشرات كثيرة على فساد عظيم فاضح كسب فيه بوتين ومن معه بعلاقاتهم بنظام الأسد ملايين الدولارات من أموال الرشاوى والوساطات و السمسرة السياسية ..
ولدينا المزيد المزيد وسننجح قطعا لو استحضرنا اسم الله الجليل الذي يرفعه الثوار السوريون.. ولو استحضرنا قوة شعبنا العظيم ونحن ننوب عنه...ولوعلمنا حجم ثورتنا العظيمة التي ليس كمثلها ثورة منذ قرون ...سلام على شهدائها ..والله أكبر.