الثورة السورية تدخل منعطفاً حاسماً

الكتلة الوطنية الديمقراطية

بيان الكتلة الوطنية الديمقراطية من تطورات الأحداث

بتصفية عديد رموز الطغمة الحاكمة من " خلية الأزمة" ، وما تمثله من تداعيات، وإعلان عصابات الإجرام الحرب الشاملة على المدن والمناطق السورية، ومجمل التحركات الدولية بعد "مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية"، و"مؤتمر أصدقاء سورية" في فرنسا.. يدخل بلدنا طوراً جديداً يبشر باقتراب نهاية نظام الطغمة الفئوي، وتحقيق النصر المنتظر .

وبغض النظر عن الجهة التي قامت بتصفية تلك الرموز المجرمة من قيادات نظام الطغمة، فإنها، ولا شك بذلك، ضربة قوية لبنيته الأساس، ودليل على تداعيها، وقابليتها للانهيار النوعي، وبالوقت نفسه تدفع عصابات الإجرام لردود فعل حاقدة بإعلان حرب إبادية ودمارية ضد شعبنا في عموم المدن والمناطق والقرى، بما يتجاوز الرهانات الخاسرة على سحق الثورة إلى الانتقام من بلدنا الحبيب : شعباً، وحياة، وعمراناً، واقتصاداً، وإجبار مئات الآلاف على الهجرة والنزوح واللجوء في ظاهرة سورية باتت ملفتة، وتلقي بأعباء كبيرة على الثورة حاضراً، وقادماً .

ـ لقد كان انعقاد" مؤتمر المعارضة السورية" برعاية الجامعة العربية خطوة مهمة على طريق توحيد الرؤى، والاتفاق على الثوابت الرئيسة للثورة، والمرحلة الانتقالية عبر إقرار وثيقتي " العهد الوطني"، و"المرحلة الانتقالية" من قبل أوسع طيف للمعارضة، يحدد الموقف الواضح من جميع" المبادرات السياسية" بالاشتراط المسبق على رفض المشاركة فيها إلا إذا رحل أو تنحى رأس النظام ورموزه، وتحويل المتورطين بالقتل إلى المحاكمة، وبالوقت نفسه دعم الحراك الثوري، والجيش السوري الحر، والتأكيد على الوسائل الثورية في عملية إسقاط النظام التي تعتمد على القوى الذاتية لشعبنا، والمعمّدة بالشهادة والتضحيات . ورغم أنه كان يمكن لمؤتمر المعارضة ذاك أن يكون أكثر نتائجية على صعيد الحصائل، إلا أن اللقاء الإيجابي الذي جرى بين المكتب التنفيذي للمجلس الوطني و"هيئة التنسيق" خطوة مهمة على طريق مواصلة الحوار البنّاء للتوصل إلى الصيغ الممكنة لوحدة عمل المعارضة، وما يعكسه ذلك من آثار إيجابية على الثورة في الداخل، ويلغي الذرائعية للمجتمع الدولي في منع نجدة وحماية الشعب السوري تحت عنوان : ضعف وتشتت المعارضة .

ـ كما أن انعقاد" مؤتمر أصدقاء سورية" في باريس، بحضور إضافي ل /27/ دولة ومنظمة، والكلمات التي ألقيت من رؤساء دول ووزراء، ووزراء خارجية، وممثلين عنها.. يعتبر دعماً جديداً لجهد الثورة السورية في حسم المعركة مع نظام الطغمة، رغم أن المواقف لم ترتق إلى المستوى المطلوب، وبما يعكس إرادة دولية واضحة في عدم التدخل الحاسم لصالح حماية الشعب السوري من القتل والإبادة، وبما يفتح المجال لتأويلات واقعية عن قرار القوى الدولية النافذة في استمرار نهج الطغمة في القتل والخراب وتدمير مؤسسات الدولة، انتظاراً لمرحلة ما يمكن التدخل فيها وفقاً لحساباتهم ومصالحهم، الأمر الذي يضع الثورة السورية في موقع الاعتماد على الذات بشكل أساس، والمضي في معركة المقاومة حتى الإسقاط الكامل للنظام .

ـ وكان دخول العاصمة دمشق، بتاريخها، وثقلها، ورمزيتها ميدان المواجهة على أوسع نطاق، وفي عديد أحيائها، وما عرفته الأيام الماضية من معارك ضارية، واجهها نظام الطغمة بالقصف المدفعي والصاروخي، واستخدام الطيران المروحي وغيره لتدمير البنايات والمنازل على رؤوس أصحابها، وإجبار الآلاف على النزوح بحثاً عن ملجأ آمن صار متعذراً، وإطلاق قطعان مليشياته الموتورة لتعمل ذبحاً، وفتكاً في بعض أحياء العاصمة .. تحولاً مهماً يفتح الطريق واسعاً لانهيار وسقوط الطغمة .

إن معارك دمشق، وانتقال المواجهات الواسعة إلى مدينة حلب، وغيرها من المدن السورية..إنما أخلت بميزان القوى لصالح الثورة، ودكّت ركائز النظام في صلب تماسكه، وبما يبشر بمزيد الانهيارات والانشقاقات، وكان تصفية عدد من رموز" خلية الأزمة" تتويجاً نوعياً لصمود الثورة، وانتقالها إلى مرحلة الهجوم الواسع .

ـ إن الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية وهي تتابع الأحداث والتطورات، ومن موقع التزامها بأهداف الثورة وخياراتها، ترى :

1 ـ أن وحدة عمل المعارضة يبقى هدفاً مهماً من أهدافها، تعمل بكل الجهد الممكن على تحقيقه المرتكز على ثوابت الثورة، واتفاق المعارضة فيما يخص الموقف من المبادرات المطروحة، وترى أن العامل الذاتي ودعمه، وهو هنا : الجيش السوري الحر، وقوى الحراك السوري، هو الأساس الذي يجب أن يولى الأهمية الأولى .

2 ـ أثبت شعبنا قدراته الخارقة على الصمود والتضحية، بفضل قيادات الميدان الثورية التي نجحت في عبور المراحل الصعية، والإخلال بميزان القوى لصالحها . لذلك فإن التزام أطياف المعارضة السورية بمبادئ و خط، وشعارات، وأهداف الثورة المعلنة في الإسقاط الكامل لنظام الطغمة برأسه، ورموزه.. يمثل الخيار الرئيس الذي نلتزم به، ونعمل على دعمه .

3 ـ وبالوقت الذي نرحب به بالدعم العربي متعدد الأشكال، والدولي، ونطالب بالمزيد والمحدد منه لحماية المواطنين، وإيجاد المنطقة العازلة، والممرات الآمنة، وتقديم الدعم اللوجستي وغيره للجيش السوري الحر، وفي العمل الإغاثي المتنوع . وفي الوقت الذي يمليه علينا الواجب الوطني، ومحاولة تجنيب بلادنا مزيد الدمار والقتل، القبول ـ من حيث المبدأ ـ بأية مبادرة سياسية يكون شرطها رحيل رأس النظام ورموزه، وكل من تلوثت أيديه بالدماء، وتقديم المتورطين بالقتل إلى المحاكمة، فإننا نعي أن تلك المبادرات اصطدمت وتصطدم بطبيعة النظام البنيوية واستناده إلى تحالفاته الإقليمية والخارجية، الأمر الذي يعزز الخيار الرئيس في إسقاطه بقوة تصميم ومقاومة الثورة .

ـ إن الثورة بحراكها، وتنسيقياتها، وقيادتها هي المرجعية الأساس في كل ما يخص واقع ومستقبل بلادنا، ومن هنا فإن التحركات التي تعجّ بها ساحات كثيرة حول ما يشاع عن النية بتشكيل حكومة مؤقتة، أو مرحلية، أو مجالس عسكرية وغيرها.. ستفتقر إلى المشروعية والجدوى ما لم تأت نتاجاً لقرار القوى الثورية، ناهيك عن الأجندات الخارجية التي تقف خلف كثيرها والتي يحاول بعضها قطع الطريق على عملية التغيير الجذري . ومن هنا أيضاً فإنها مطالبة بإلحاح أن توحد مرجعيتها وصفوفها تجنباً للتشتت، وتعدد الاتجاهات وبما يعجل بالانتصار، ويجعلها أقدر على ملء الفراغ المتوقع في حال حدوث انهيار مفاجئ للنظام، أو الاستعداد للمرحلة الانتقالية ومتطلباتها .

4 ـ إن المجلس الوطني السوري، وكي يكون الممثل السياسي للثورة، المعبّر عن أوسع طيف للمعارضة والحراك الثوري، مطالب ليس بإعادة الهيكلة جذرياً وحسب، بل بالانفتاح الجدّي على جميع مكونات وأطياف المعارضة والحراك الثوري، للمساهمة فيه على قاعدة المأسسة، وانتخاب الهيئات القيادية، وتفعيل المكاتب، ودور الأعضاء فيه .

الثورة السورية المجيدة تعبر اليوم الحد الفاصل الذي يسبق الانتصار الكبير، وهي قادرة على الصمود والتصعيد رغم حجم القتل والدمار والخراب الذي يحيق بشعبنا وبلدنا، لأن ذلك معبرها الوحيد الذي فرضه نظام الطغمة الفئوي. وهي ثورة الشعب السوري بمختلف مكوناته السياسية والقومية والدينية والمذهبية، لذلك فإن جميع فئات الشعب، وأولهم ابناء الطائفة العلوية، الذي يتخذ منها نظام الإجرام والتطييف ذريعة بإدعاءاته حمايتها وخوفه عليها، مدعوة للمشاركة المباشرة في الثورة، والانفضاض عن نظام عصابات القتل والحقد، وستجد مكانها فيها، بما يعزز ويصون الوحدة الوطنية، ويحطم محاولات النظام للانزلاق  نحو الحرب الأهلية التي يسعى إليها قاصداً .

الرحمة  والخلود لشهداء الثورة السورية ..

الشفاء للمعطوبين والجرحى..

الحرية للمعتقلين..

المزيد من العمل الإغاثي لمنكوبي شعبنا، وللمهجرين والنازحين واللاجئين..

والنصر الأكيد للشعب على طريق بناء دولة الحرية والكرامة . الدولة المدنية الديمقراطية

الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية

الهيئة التنفيذية