تحت قدمي هاتين ستسقط كل المؤامرات
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
إن الثورة السورية المباركة ثورة الحرية والكرامة تتعرض لمؤامرات كثيرة , ويمكن تقسيم هذه المؤامرات لمجموعتين رئيسيتين :
مجموعة المؤامرات الداخلية , ومجموعة المؤامرات الخارجية
فالمؤامرات الداخلية كثيرة ومتعددة , وكذلك المؤامرات الخارجية , وقد لانستطيع الفصل بينهما . نتيجة ارتباط هذه المجموعات بالأجندة الخارجية .
فالمعارضة السورية بتكلاتها وصيغها المختلفة , في الخارج أو الداخل , لم تستطع الخروج من القمقم الضيق والذي تربت وعاشت فيه منذ نشأتها وحتى الآن , وهو أن جميع هذه التكتلات تنظر للوطن من خلال مصلحتها هي ..واديولوجياتها هي, واقصاء الآخر , ولسان حالها يقول : إما أنا أو يفنى الجمع إن لم أكن أنا المسيطر على كل شيء , والصراع المستمر دائماً هو أن السلطة هدفاً , ولم يكن في يوم من الأيام غاية لجمع مقدرات الأمة من خلال السلطة ومشاركة الجميع في بناء مجتمع متقدم ومتطور , ومهما حاول أي هذه الأحزاب الخروج عن هذه الصيغة فلن يقدر , فالاقصاء يكون داخلها دائماً باعتمادها على سياسة الموالاة , ومبتعدة بشكل كامل عما يسمى بالاستفادة من الكفاءات الموجودة عندها . فهي أول ماتعمل على افراغ ساحتها من الكفاءات الموالية لها ,خوفاً من تقدمها لمراكز تهدد أصحاب القرار فيها , متهمة تلك الكفاءات بالخيانة أو التجسس , أو تحطيم معنويات الشخص , والتصدي له نفسياً ومادياً لتفريغه من كل مضمون , وتصل حالة هذه الأحزاب كرأس يظهر لامعاً وجسداً محطماً تشترك في تكوينه كل أنواع النفاق .
فعندما انطلقت الثورة السورية لم يكن لهذه الأحزاب أية علاقة فيها , انطلقت من قلب المعاناة , وتعرض نور الثورة لعواصف كثيرة , ولكن الثوار حافظوا على هذا النور بقواهم المادية والجسدية وعمق ايمانهم , وعقيدتهم الراسخة بالنصر مهما بلغت التضحيات .
وكانت الثورة شمعة أشعلت في ظلام دامس في درعا البطلة , وأشعلت أنوارها في كل المحافظات بعدها, وحاول الجميع في الداخل والخارج اطفاؤها , وكانت المؤتمرات , ولجان التفتيش والداعمين للثورة ظاهرياً, وبين كل حدث وحدث شهور , لفسح المجال للمجرم ....حتى يتم القضاء على الثورة .
وعندما فشلت كل الخطط الناعمة الخارجية , والخطط والعمليات المدمرة الداخلية ومعها الأحزاب الهزيلة والمنتمية للمعارضة الداخلية , وقويت حراب الثوار , بدأ انهيار البناء السلطوي للعصابات المجرمة الحاكمة في سوريا , وبشائر النصر المرسومة على جباه أبنائنا الثوار .
فكان مؤتمر جنيف ومؤتمر القاهرة , وظهور نجم ابن المجرم مصطفى طلاس والترويج له واعطائه مقاماً كبيراً
فعلى حد زعم الشيعة خروج المهدي من وكره , وعند غيرهم هو المهدي المنتظر حتى يخلص السنة , وعند اليساريين هو لينين خرج من قبره .
وحركات المجرم أنان بين الأطراف الموالية , واجتماع موسكو الأخير
والسؤال برسم البيع للمعارضة السورية ؟
هل لكم أن تظهروا الفرق للثوار بين اجتماعكم على الحدود تدعمون الثورة , وبين ذهابكم لموسكو متوسلين ؟
بينما لسان حال الثائر عندنا يقول:
تحت قدمي هاتين ستسقط كل المؤامرات .