درس من نتائج انتخابات الرئاسة المصرية
درس من نتائج انتخابات الرئاسة المصرية
الفارق ضئيل... لكن الدلالات كبيرة
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
كما نذكر جميعاً في ثمانينات القرن الماضي, كانت هناك ثورة في سوريا ,هذه الثوره لم تكتمل مقومات نجاحها لإسباب عديده لست بصدد ذكرها في هذه المقاله. لكن دعوني أنقلكم أعزائي إلى ذلك الزمن المشحون بالخوف والألم ففي تلك الفتره المريره كان أحد زملائي المهندسين يعمل مدرساً في أحد المعاهد الهندسيه يشرح لطلابه درساً عن الفلزات مواصفاتها وخصائصها.ختم الأستاذ حصته بجملة قال فيها: إن الفلزات موجوده في الطبيعه بدرجة نقاوة عاليه قد تصل إلى نسبة ٩٩,٩ بالمائه ..فهم الطلاب بذكائهم الفطري المغزى الآخر لهذا الرقم فضحكوا جميعاً وإنتهت الحصه...وإنتهى العام الدراسي وذهب الزميل إلى المعهد لتسليم جداول نتائج الإمتحانات,وأثناء خروجه من المعهد كانت سياره عائده للمخابرات العسكريه بإنتظاره ,ففحملته وإنطلقت به إلى المجهول وأعتبر في حينه مفقوداً . إلا أن من لطف الله أنه خرج بعد عدة أشهر ليروي لنا قصته وعذاباته سببّها له شبيحة مدسوسون في مرافق العلم والعلماء فصادروا الحقيقه العلميه وصادروا معها الإبتسامه فكان جزاءه اقبية مظلمة سوداء بلون قلوبهم
أعزائي القراء
إذا كان النظام الأسدي لم يحتمل ضحكة خاطفه لثانيتين فقط ,فكيف يمكن له ان يحاور رموز المعارضه كما يبشرنا بجدواها( اصحاب القلوب الطيبه) ممن تدّعي بإنتسابها للمعارضه مع نظام فقد كل مواصفات الإنسان وغاص في عالم خاص به تقرف منه حتى الحيوانات المفترسه.
الديكتاتوريون لا يرضون بأقل من هذه النسبه, فإن اكرموكم فبكسورٍ عشريه,ولكن الويل كل الويل أن تنتقدهم حتى بإبتسامه فقد تكون نتيجتها هذه المره غياب أبدي بلا عوده.
الشعب المصري العظيم رمى هذه النسب المصنعه في مختبرات المخابرات وراء ظهره , فخرق هذه القاعده وأفرزت صناديق الإنتخابات رئيساً له هو الدكتور محمد مرسي بفارق ضئيل عن منافسه الفريق أحمد شفيق فكان المتنافسان في موقع الإحترام من الشعب المصري ولكنه إختار في النهايه المرشح الأصلح.هذا الفارق الضئيل له دلالات كبيره عند الشعوب إنها تعني ببساطه تلك الهوة السحيقه بين الديكتاتوريه والديموقراطيه, فمعظم البلدان الديموقراطيه تتقارب فيها نسبة نتائج المتنافسين ولكن الحسم يقرره الشعب لمن هو أصلح.
فالرئيس الديموقراطي مسؤول عن رعايته لكل أطياف المجتع,والقانون كفيل بمحاسبة من يعبث بأمن الوطن والمواطن.
إن المعارضة السوريه بكل أطيافها عليها مسؤولية كبيره مع عمل دؤوب لتثبت أنها فعلاً تنتمي لمبادئ الثوره دون الإختباء بالمنطقه الرماديه ودون ذلك لن يكون لها دور بعد نجاح الثوره تماماً كما كان السيد شفيق حيث إحتفظ برجلٍ في مخيم النظام والأخرى في معسكر الثوره .
إن الكلام المعسول الذي يصدره بعض مقاولي المعارضه للداخل والخارج ليس إلاّ ظلاً يحتمي به النظام من وهج شمس الشعب الثائر ,هؤلاء وبكل صراحه هم الوجه الآخر للفريق شفيق فلا يتوقعوا دوراً لهم بعد الثوره .
أعزائي القراء
لقد إنتصر الدكتور مرسي لإنه كان في مخيم الثوره ذو اللون الأبيض الناصع فباركت له الشعوب العربيه.وخسر الفريق شفيق لإنه كان في المخيم ذو اللون الرمادي فإحترمه الشعب المصري ولم يخونه ولكن لم يسلمه أمره.
فلنعمل معاً على تحصين أنفسنا بموقف واضح هو لا بديل عن إستئصال النظام من جذوره وليكن شعارنا :كل تيارات المجتمع متساوية بالحقوق والواجبات وتحت جناح الديموقراطيه القادمه وأهلاً وسهلاً بعدها برئيس ولو بنسبة ٥١ بالمائه..
مع تحياتي