أنا مش حخاف من الإخوان
أنا مش حخاف من الإخوان
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
خلال مراحل الانتخابات المصرية المختلفه وخاصة مرحلة الجولة الثانيه من انتخابات الرئاسه المصرية ، شنت الاجهزة الإعلامية المصرية حملة قاسيه على الإخوان المسلمين ، وكالت هذه الوسائل الاعلاميه المئات بل الآلاف من التهم والقصص المدسوسة والكاذبة على الإخوان ، لم تتوقف الآلة الاعلاميه المصرية التي لازالت تتبع للنظام السابق لم تتوقف عن شيطنة الإخوان وأفكارهم ، لكن هذا كله لم يكن وليد اللحظة وليس هو عبارة عن معركة أو جولة مرحليه إنما هو عبارة عن جولة من معركة بدأت منذ عشرات السنين حتى أنها بدأت مع بداية نشوء الإخوان المسلمين ، فالعائد قليلا إلى التاريخ يرى ويتابع كيف سخرت وسائل الإعلام الرسمية وأبواق الانظمه في الحرب التشويهيه ضد الإخوان المسلمين ، بل ان معظم خسائر الامه قُيدت ضد الإخوان المسلمين ولازال يذكر اباؤنا في فلسطين كيف كان يُلاحق شباب الإخوان في المدن الفلسطينيه والقرى بعيارة : ( يا إخونجي يا جاسوس بعت الوطن بالفلوس ).
اعتقد انه الخلل الموجود في عقول وقلوب الناس هو سوء فهمهم للإخوان المسلمين وكثرة المعتقدات الخاطئه التي نشرت وعممت عن الإخوان سواء من الانظمه او حتى من بعض الأخطاء الاخوانيه، فالإخوان المسلمين يتحملون جزءا من المسؤليه عن هذا التشويه الواقع على جماعتهم ، فانزواء وانطواء جزء منهم وابتعاده عن الشارع جعل بينهم وبين المجتمع فراغ وهوة استغلها الحاقدين على فكر الإخوان واستطاعوا غرس عدد كبير من المفاهيم المغلوطة عن الإخوان .
كان للبَنّا حسن آراء سديدة ونظرات ثاقبة في قضية النهضة التي تشغل المسلمين منذ قرنين من الزمان وما زالوا ينشدونها، فقد ربطها بقضية التحرُّر من الاستعمار والتبعية لأوربا من ناحية، وبالتقدم العلمي الذي يجب أن يحققه المسلمون من ناحية أخرى، وفي ذلك يقول: "لن تنصلح لنا حال، ولن تنفذ لنا خطة إصلاح في الداخل ما لم نتحرر من قيد التدخل الأجنبي". ويقول: "لا نهضة للأمة بغير العلم، وما ساد الكفار إلا بالعلم" ويرى أيضًا أن قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية؛ ولذلك فقد اهتم بها منذ بداية تأسيسه لجماعة الإخوان، فأنشأ لها قسمًا خاصًّا باسم (الأخوات المسلمات) ولم يَدْعُ البَنّا قَطُّ إلى إقامة نظام حكم ديني ثيوقراطي بالمعنى الذي عرفته أوربا في عصورها الوسطى، بل دعا إلى إقامة حكم إسلامي على أساس الشورى والحرية والعدل والمساواة، وقَبِل قبولاً صريحًا بصيغة الحكم الدستوري النيابي، واعتبره أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام.
المطلوب الان هو تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة التي حملها الناس عن الإخوان وتوضيح الفكر الاخواني السليم ليزال الخوف المعشش في قلوب البعض ، فالمطلوب الآن هو العمل والعمل والعمل ، العمل الدعوي السليم الذي عرف به الإخوان ، والعمل السياسي الواعي الحريص على مصلحة ألامه ، والعمل الاعلامي الصادق الامين الذي ينقل الصورة الواضحه والسليمه.