العسكر والأفلام الهندوأمريكية
العسكر والأفلام الهندوأمريكية
خليل الجبالي
وصلت إلي البيت متاخراً فوجدت زوجتي تقابلني بسؤالٍ غير معتاد منها : ماذا سنتناول في العشاء؟!
فتبسمت إبتسامة خفيفة وقلت لها ممكن نشاهد بعض القنوات الفضائية لنتابع نتيجة التصويت في إنتخابات الرئاسة المصرية.
فقالت لي : هذا هو السبب الذي جعلني لم أقم بإعداد العشاء حتي الآن، فأنا علي أعصابي وفي توتر مستمرٍ مما تعرضه الفضائيات.
فقد تلفت الفضائيات أعصابنا بأكاذيبها في فوز أحمد شفيق وأن أصوات الشعب كلها في صالحه إلا القليل!.
فقلت لها : لا عليك دعيني استريح قليلاً وأتابع نتيجة التصويت ثم نفكر في العشاء.
وبعد متابعات لنتيجة التصويت وإستقرار الوضع علي فوز الدكتور محمد مرسي تقريباً قمت بتغيير نوعية القنوات من إخبارية إلي ترفيهية حتي لا يصبني الملل وتلف الأعصاب كما حدث لزوجتي ، فبحثت عن بعض أفلام الأكشن الأجنبية التي يوجد فيها إستخداماً واسعاً لوسائل التكنولوجية التي تبهر عقلية البشر، وكيف يسيطرون علي عقول الناس بالتكنولوجيا الحديثة التي تحول خيالهم إلي حقيقة وهمية.
فقررت أن أعود مرة أخري لمتابعة أحداث الرئاسة، فوجدت قرارات تطير من فوق رؤوس المصريين يصرح بها مساعد المخرج المعني بإخراج الفيلم المطلوب لتسلية المصريين في هذه الفترة، بل وجدت قرارات تمر فوق الرؤوس كأنها ألواح صاج مسنونة تكاد أن تطير بسببها الرقاب .
فقلت بصوت عالي : لا أفلام الأكشن أهون من أفلام المجلس العسكري.
فقررت أن أتحول بمشاهدتي إلي القنوات الهندية : فهي قمة المتعة في المشاهدة.
فما أن وجدت فيلماً هندياً يستعرض فيه البطل إمكانياته الخارقة في التحلق في الهواء، أو الوقوف فوق قمة الأشجار بقدم واحدة، أو يتقلب في الجو عدة مرات – شغل شقلبنات يعني- حتي وجدت جسدي بدأ يرتاح نوعاً ما من حرقة الأعصاب نتيجة قرارات المجلس العسكري الذي طار في الجو فجأة بعد أن علم بفوز الدكتورمحمد مرسي وأخذ يستعرض بعض الأكروبات الهندية في إصدار الإعلان الدستوري المكمل ، وتعيين رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، وإعادة تشكيل قيادات الجيش مع تعديل وترقية بعض الرتب العسكرية وغيرها، عندها تذكرت المشير محمد هنيدي في فيلمه فول الصين العظيم .