حـوارات مع أهلنا في سوريا (1)

حـوارات مع أهلنا في سوريا (1)

السلام عليكم,

وصلتنا الرسالة اللطيفة التالية من أخت مسيحية, فأحببنا أن يكون الردّ و التوضيح عاما لجميع السوريين...

تقول عبير:

أنا مسيحية ومع الثورة وعم استغرب كمان اللهجة الدينية الطاغية بإيميلاتك مع العلم انو نفس الرسالة ممكن توصلها بالطريقة السورية و باللهجة السورية المريحة

و انزعجت لمن قرأت عبارتك انو شوفو الأقليات لوين وصلوا سوريا ومليح ما استلموا السريان !

يعني خلص , حكمتوا علينا انو نحن الأقليات رح نهدم سوريا !!! صرنا كلنا بسعر بشار حتى الي ضدو والـّي عم يشارك بالثورة و من أول يوم ضدو ؟

لكن شو رأيك بسنة حلب وبقية المحافظات من السنة الي ما شاركوا لهلأ وبالعكس عم يدعموا النظام؟

لغة التعميم يا صديقي بالوطن لغة فاشلة ..و الأقليات ما خربوا سوريا , عيلة الآسد و صمتنا كلنا هو يلي وصل البلد ليلي نحن فيه

بعدين انت تقول ان دستورك القران وهنا يقف النقاش, فهذه ليست ديمقراطية التي تدعونها, فاذا كان دستورك القران وتريد تطبيقه فلن يستطيع احد ان يطالب بالتغيير باعتباره من عند الله كما تدعون وهذا واضح عندما جزمت ان عقيدتك قامت عليها الارض والسماء وانا لا ارى هذا فجزمك قد يكون ورائه دكتاتورية وتهديد؟

بتمنى تتقبل مروري وبتمنى ما تجيب سيرة الأقليات بالعاطل لإني أنا ورفقاتي كتار من المسيحية عم نشارك بالثورة ومن أول يوم وعانينا كتيررر لهلأ من بشار 

عبير 

نـقـول, عبير خانم شكرا على التواصل و حسن الإستفهام,

الذي ذُكر كان مثالا على ما يمكن ان يحدث ان وصل للحكم الاقليات و من دون تعميم لان المثال يضرب للتوضيح و لا يقتضي التعميم ...

و لو قرأت الموضوع من دون تعصب لاقلية او تعصب ضد اكثرية بتلاقي الكلام ما فيوا شي, كنت احاول فقط ان اشرح وجهة نظري و ادافع عن حقي في التعبير و الكلام و انت مسكتي بهل كلمة السريان و تركتِ كل المقال, ردك الان ما هو إلا رد فعل, يعني صدام افهام و حرب عصبيات و اقليات و امور موروثات انتقلت عبر الاجيال ومع انك بتعرفي اني معك ضد النظام بس ما فينك تمرئيلي ياها,

شوفي اختي, اي وزارة استلمها حدا من الاقليات بتلاقيها عم تغلي غلي بجماعتوا لانه يرى فيهم حماية له, هيك علموه انوا لازم يخاف على حالوا و ما بيدير بالوا عليه الا جماعتوا ...

بالمقابل هذا المنطق لا يوجد عند الاكثرية لان هذا الخوف عندهم (يعني من الاقلية) ليس له وجود أصلا و إنما وُجد الان و تشكّل في تجربة بشار و من قبله أبوه الغدار, و اعذريني اذا قلت الاقليات هم الذين خربوا البلد, أو دعيني اصحح الكلام: في اقلية خربت البلد و انا جربتها و صار عندي رد فعل منها و من غيرها, اليس لي الحق ان اشعر هذا الشعور؟

و موضوع السريان لا توقفي عندوا رجاءً لانوا ذكرهم - الله وكيلك - جاء فقط للوزن, يعني لو قلت السمعونية او الدروز ما بيزبط الوزن. J

بالنسبة لدستوري القرآن, فأرجو أن تتفهمي أولا أننا مسلمون, وبالتالي سنتكلم عن دستورنا لا عن دستورك, عن وجهة نظرنا لا وجهة نظرك, عن رؤيتنا و ليس عن رؤيتك, و قد قلت سابقا و اعيدها من دون مواربة, قد لا يعجبك ما اقول و لا أفرض عليك الاعجاب لأني لا ادعوك في رسائلي هذه الى الاسلام بل الى ان تحترمي رأي و أن تذكري انه "بالنسبة لغيرك عقيدة قامت عليها الارض و السموات"

أختي الكريمة, انا لم أدّعِ الديمقراطية و لم أدعُ لها لتلزميني بها و تقوّلني بما لم أقل و لا اعتقد, انا اهاجم التسلط على افكار البشر و اموالهم و اعراضهم و حرياتهم التي لا تتعارض مع حريات الاخرين, لكني لا افرض عليك ديني او حزبي او منطقي بل اعرض وجهة نظري و معتقدي, اعبدي من تشائين و اعتقدي ما تشائين فلن احاسبك بل يحاسبك و يحاسبني رب العالمين, أنا أتعايش معك لكني لا أتنازل لك ولا لغيرك, وأذكرك انه ليس في شرعي ان اقتل من يخالفني او أعذبه أو اسحله او اقصف بيته و اغتصب امرأته, هذه تسمى ديكتاتورية و نحن متفقون على هذا, أما ما أقول - و أرجو أن توافقيني - فهو حرية اعتقاد و دفاع عن مبادئ و افكار.

و بإمكانك من باب المعرفة بالشيء, أن تبحثي في ديننا عن نصّ يقول بقتل المخالف؟ بالنسبة لي, لديّ الآن من هذه الثورة و سابقا كذلك, امثلة كثيرة ممن قــــُــتــل او سُحل او عُذّب لانه خالف رأي النظام, فهل رأيتني قتلت احدا لمجرد الاختلاف في الاراء؟

بعدين, دستورنا هو خطةُ عملنا, فإذا عندك اعتراض أو عدم اعجاب, فببساطة لا تـنـتـخـبـيـنـا مستقبلا و لكنّا نبقى احباب.

كل البشر على مر العصور تقدس الكثير من الكلمات والاعتبارات وكلاما لاشخاص ولا تقبل له ان يبدّل او يحرّف بأي حال, ولو كان هرطقة من فلسفة اليونان ...

دساتير الارض الموضوعة في اغلب الاحيان ثابتة لا تتغير ... فتريدننا أن نغير دستورا نعتقد جازمين أنه من السماء؟

كل حزب لديه ثوابت و دستور و خطة عمل لا تحول و لا تجول, أفلا يحقّ لنا ان يكون لنا دستور و ثوابت و خطة عمل لا تحول و لا تجول؟ 

شوفي أختي, أنتِ و كل من قدّم شيئا لهل الثورة المنصورة - باذن الله - و لهل الشعب - المسكين المقهور - عالعين و على الراس و حاشا ان نتهم حبك لبلدك, بل نحن معك في ان كل من في صفّ النظام, حكمهُ كحكمِ النظام ولو كان من الاكثرية, و لو كان أبي و أخي و عمي و مرتي, انا لم اكن اهاجم الاقلية, بل ذكرت تجربة حصلت مع جانب منهم كالعلوية, كما انني كنت ادافع في نفس الوقت عن حق الاكثرية يلي راحت في معركة الامم بين الرجلين, وبإمكانك أن تقرأي التأكيد و التركيز الدائم من الأمم المتحدة و الرؤساء على حقوق الاقليات مع نسيان المذابح التي سالت فيها انهار من الدماء!

أخيرا, لكِ و لغيرك من الأصحاب, هذه دعوة أطلقناها من زمان تحت مسمى دعوة خير و سلام إلى ملل و طوائف الشام,

اخواني الاكراد و السريان النصارى و اليهود, السنة والشيعة والعلوية والدروز:

نحن نأكل نفس الطعام و نشرب من نفس الشراب, نعيش فوق نفس الارض و تحت ذات السماء, يوجد في امريكا الف ملة و مذهب يتعايشون و أكثرهم كفار, بنوا بتعاونهم و تعايشهم وتجاوز خلافاتهم اكبر دولة و اعظم بنيان, الا يسعنا ما وسعهم و نحن من اهل اديان السماء؟

نعمل فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.

واما ما كُتب سابقا فرد فعل على فعل و كل فعل له فعل يساويه و يعاكسه في الاتجاه و البادي اظلم و هو أجدر بالعتاب.

انا لا اقول ان الأكثرية اهل السنة هم خير الناس و ان كنت اعتقد ذلك و بايمان

لكن وعلى الاقل ليس في رؤوسهم قتل غيرهم ممن يخالفهم في فهم او اعتقاد.

عشتم معهم سابقا بأمن و سلام و محبة و وئام

من قبل ان يأتي هذا المتوحش الغدّار و حزبه و شبيحته من القتلة اللئام

و بامكاننا الآن ان نعود كما كنا و نبني معا البلد و الدار

والسلام عليكِ يا عبير خانم و على جميع إخواننا من الثوار