بيان حول مجزرة الحولة في حمص
مؤسسة علماء ودعاة الثورة السورية
بيان حول مجزرة الحولة في حمص
يوم الجمعة 4 رجب 51433 – الموافق 25 أيار 2012م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:
(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين).
يا شعبنا البطل، يا من أدرك أن الحرية والكرامة هما من خصائص الإنسان بعد أن طال الزمان..
يا شعبنا البطل، يا من أدرك أن الحرية لا تنال إلا كما قال شوقي:
وللحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ يدق
يا شعبنا البطل، إن قامت عصابة الإجرام بذبح أبنائنا وبناتنا، وإن هتكت عصابة الأسد المجرمة أعراضنا، فإننا نؤمن أن الناصر هو الله، فهو سبحانه قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين الإنسانية محرماً، ويقسم أنه سينصر المظلوم ولو بعد حين..
يا شعبنا البطل، إن الله سبحانه قد
بين لنا حقد أمثال هذه العصابة فقال: (لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمةً) فحقدهم
مرتبط بإيمانكم، وأنتم من يقول الله لهم (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن
كنتم مؤمنين) فكيف علوا علينا والله يبين لنا خطورة ذلك بقوله (كيف وإن يظهروا
عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمةً يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم
فاسقون)..
النصر لنا بإذن الله مع عودتنا لإيماننا.. مع عودتنا ونحن نقول له سبحانه (يا الله
مالنا غيرك يا الله).. النصر لنا ونحن نسعى إلى تحقيق شروط النصر بثباتنا، وبذكرنا
لله كثيراً، وبطاعتنا لله ورسوله، وعدم تنازعنا بأن نكون يداً واحدة على قلب رجل
واحد، ولنجند أنفسنا بالصبر والمصابرة.
وأنتم يا أمتنا الإسلامية هل ترون ما يحل بإخوانكم والرسول صلى الله عليه وسلم يناديكم بما تحبون من ألقاب فيقول (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)؟؟
وأنتم أيها المجتمع الدولي، وقد أعلنتم بعد عناءٍ طويلٍ ومريرٍ حقوق الإنسان وأسستم جمعيات أممية لترعى هذه الحقوق، نقول لكم جميعاً إن فداحة الموقف وبشاعة الأفعال اللإنسانية الهمجية والتي تجسدت في يوم الجمعة ليلاً وحشاً كاسراً يصطاد العشرات من أطفال سورية الأبرياء، الذين كانوا وغيرهم سيشكلون قوام مجتمع سورية الحديث المتطلع إلى حريته وكرامته، يقتضي منكم الآتي:
1- أن تتحملوا مسؤولياتكم وتقفوا بصدقٍ وحزمٍ أمام تصرفات العصابة الأسدية الرعناء وتبادروا إلى إيجاد السبل والآليات التي تحمي الشعب السوري.
2- وأن تقوموا بدعم الجيش الحر بكل ما يمكن، في سبيل تحقيق مهمته السامية التي اضطلع بها لحماية المواطنين العزل المنادين بحريتهم وكرامتهم الإنسانية.
3- وأن تدعموا الجهود الإغاثية الضرورية والمناسبة لاحتياجات شعبنا.
يا شعبنا البطل، إننا ندعوكم إلى الاستمرار في الاحتجاجات والمظاهرات السلمية بكافة محافظات الوطن نصرةً لإخوانكم في حمص العدية وغيرها من المحافظات الجريحة، ونشد على أيدي الشباب الثائر في كل شبرٍ من أرض سورية للاستمرار في العمل الدؤوب الموفق لنقل حقيقة ممارسات العصابة الأسدية وكشف زيف ادعاءاتها.
كما ندعوكم إلى الاستمرار في عملكم الجاد والفوري لنجدة وإغاثة إخواننا في حمص وفي غيرها من المحافظات في سبيل تعزيز وترسيخ آثار التكافل والتضامن الاجتماعي والإنساني في مجتمع سورية، وتحقيق جوانب العيش المشترك بين كل مكونات الشعب.
يا شعبنا البطل نؤكد لكم بأن النصر قريب بإذن الله (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) وبأن أيام العصابة الحاكمة في سورية باتت معدودة بحول الله وأن أفرادها يعضون على حبل النجاة الأخير ظناً منهم غير مأسوفٍ عليهم بأن لهم مخرجاً مما أوكت أيديهم، ولم يعلموا بأن الله عز وجل ومن خلال سننه الكونية الراسخة يمهلهم ولا يهملهم فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته). ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إن أخذه أليمٌ شديد).
أخيراً يا شعبنا السوري البطل نناشدكم بالحفاظ على الوحدة الوطنية بين كل الأحرار، والتمسك بالمنظومة الأخلاقية للثورة وثوابت الأمة مهما كلف ذلك من آلام وشدائد، فإن نار الحرب الأهلية الطائفية إن انبعثت من مرقدها شغلت الناس بعضهم بعض وحصلت العصابة الأسدية من خلالها على فرصةٍ ذهبيةٍ لالتقاط أنفاسها وإعادة بناء قوتها المتهاوية، فلا نمنح العصابة المجرمة الحاكمة تلك الفرصة. وإن يكن الصبر صعباً فإنه أقل صعوبة من السقوط في الهاوية، ومهما كان الألم الذي سببه العض على الجراح فإن انفجار الحرب الطائفية أشد ألماً وأكثر ضرراً.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في يوم الأحد 6 رجب 51433 – الموافق 27 أيار 2012م
مؤسسة علماء ودعاة الثورة السورية:
أعضاء المجلس الاستشاري:
1- الشيخ: محمد ممدوح جنيد – أمين علماء المؤسسسة.
2- الشيخ/ نور الدين قرة علي – نائب أمين علماء المؤسسة.
3- الشيخ/ جمال الدين السيروان.
4- الدكتور/ عبد الكريم بكار.
5- الأستاذة/ نوال السباعي.
6- الأستاذ/ أحمد سعود.