العد التنازلي للحرب على إيران بدء..

العد التنازلي للحرب على إيران بدء..

واحتمالات دخول سوريا على الخط

عقاب يحيى

الأعزاء

شيء عن إيران وحكاوي اقتراب توجيه ضربة لها

يكثر الحديث منذ سنوات عن ضربة قريبة لإيران تحت داعي الملف النووي، وكتبت قبل عامين، وقبلهما دراستين عن إيران.. واعتقادي الذي ما زال قائماً أن القنبلة النووية الإيرانية لم تهدف يوماً مواجهة إسرائيل، وهذا يفسر السرّ الكبير في عدم تدمير المفاعلات في وقت مبكر، ولنا أن نتصور لو كان الأمر يخص وضعاً عربياً ما كيف كانوا سيتصرفون، ولنا برهان في تدمير مفاعل تموز العراقي 1981، وتدمير محاولات أولية للنظام السوري في منطقة الكبر وكيف أبيدت.. الأمر الذي يعني أن خيطاً رفيعاً، وقوياً أحياناً، لم ينقطع بين الصهيونية والحالة الإيرانية، بما يتجاوز الكلام السطحي عن العمالة والارتباط إلى وجود تصورات لقادم المنطقة، ودور إيران المحسوب ـ بغض النظر عن طبيعة نظامها ومن يحكم فيها ـ ناهيك عن البعد التاريخي في صناعة البعبع اليهودي في المخيال التعبوي ونقله إلى التجسيد وإبقائه حياً والذي يعتبر إيران(سليلة قورش ذو الأم اليهودية الذي دمر بابل، بينما رمزية نبوخذ نصر تتجدد تقمصاً، وكان العراق شاهداً ، وتصوير الرئيس العراقي المُغتال، صدام حسين، سليله، وصورته .. ونضيف عاملاً شديد الحيوية يرتبط منذ سنوات بخط شق المجتمعات العربية عمودياً على أسس مذهبية، والذي تلعب فيه إيران دوراً محوريا.. بتخطيط، ومن حيث النتيجة..

ولنا في صورة وضعها في العراق بظل الاحتلال الأمريكي وتواطؤه ـ الاحتلال ـ المكشوف ما يلقي أسئلة كثيرة، وكبيرة على طبيعة تلك العلاقة، وموقع إيران في الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية، وبالوقت إيّاه، وتواصلاً لذلك يمكن أن نقرأ "التردد "في الموقف الأمريكي من الوضع السوري وتركه قصداً كي يتعفن، وكي تدمر الدولة السورية ـ وبالأصح ما بقي منها ـ  وتعميق الشرخ الطائفي ولا مانع من قرع الحرب الأهلية، بل والغطس فيها.. كجزء من تلك الاستراتيجية، وإلا كان المفروض أن تقطع أهم أجنحة، وجسور وامتدادات النظام الإيراني في المنطقة : النظام السوري، وقبله حال العراق..

القنبلة النووية الإيرانية ـ إذا ما سُمح للنظام الإيراني صناعتها ستكون موجهة بشكل رئيس لدول الخليج العربي بالأساس، وهذا ما يجعل معظمها في حالة رعب، وما يدفع معظمها للدخول بقوة على خط الأزمة السورية، ودعم الثورة السورية.. 

سنوات المناوشات الخفيفة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإيران اتسمت بالمط والرخاوة، خلافاً لما كان الحال عليه مع النظام العراقي، أو مع وضع عربي مفترض، ولذا فإن توجهات الولايات المتحدة، والصهيونية عبرها، وبتأثير كبير لدوائرها في ذلك، تنطلق من فرضية المجيء بشخصيات وسطية تحكم إيران وتقيم علاقات طبيعية مع الغرب.. لذلك ما زلت مقتنعاً أنه لا حقيقة لحكايا الاستعداد لتوجيه ضربة قريبة لإيران، ولعل ذلك الضجيج من نوع تسخين الطبول لتمرير شيء ما، أو لتمرير اتفاقات ما ..