من قصص العصابات الإرهابية
كتب لنا أحد الإخوة :
إنا لله وإنا إليه راجعون:
تقول العامة: الأخ يردّ عليك الآخ، والصِّهر مسند الظَّهر ...
فكيف بمن فقدَ الأخ والصِّهر تلو الصِّهر ...؟!!
فقدت صهري أبا المقداد (له أربعة أطفال) في 11/8/2011، ومعه ابن عمٍّ لنا أبو بلال محمد (له ستة أطفال)، ثم فقدت أخي أبو خباب عبد الجواد(له ابنة وحيدة) في 23/9/2011، ثم ابن خالي الغالي أبو صهيب ضياء(متزوج لا ولد له) في 9/2/2012 ، ثم اعتقل صهري أبو حسان خالد ولاندري مصيره ومكانه (له ثلاثة أطفال) في 15/4/2012، وبعده استشهد صهري الباقي أبو عمار محمد (له سبعة أطفال) في 18/4/2012.
ولو رحت أعدّ الأصدقاء لطال بي المقام كثيراً ...
فمَن أبكي منهم؟؟؟ أبكي الأخَ الحافظَ الذي كنت أحسبه بركة العائلة؟ أم صهري أبا المقداد صديقَ العمر؟ أم صهري أبا عمار الذي كان والداً لنا؟ أم صهري أبا حسان خيرَ مساعد ومعين أبا المحتاجين؟ أم أبكي أولادَ العم والخال أعوانَ العمل ورفقاءَ الثورة الغوالي؟
اللهم ربِّي إن منعتَني الشهادة لسخطٍ منك عليَّ، فأسألك باسمك الأعظم أن تغفر لي وتكرمني بما أكرمتهم برحمة منك يا أرحم الراحمين، وإن لم يكن بك سخطٌ عليَّ فلا أبالي، لكنني أرجو الشهادة فلا تحرمْنيها، فإن أخّرتها عني فأعنّي على ما صار على عاتقي ... اللهم آمين
ثم كتب الأخ ثبته الله معقّباً:
أعتذر إن ظهرت ضعيفا، لكن منظر أخواتي وزوجة أخي على الأقل حولي هدّني، وأختي التي استشهد زوجها رجتني بحرارة أن أخرج من البلد تحت القصف، فخرجت مكرها، فاستشهد زوجها وابنه الكبير ينظر إليه حين هوت عليه القذيفة بعد خروجي أو هروبي بنحو ربع ساعة، وصهري المعتقل غال وأثير على قلبي، وهو مختار المعونات والأقوى علميا بين الشباب فرج الله عنه، فتصدع قلبي قبل رأسي وسقطت لا أدري كيف أصنع، ويتوالى سقوط الشهداء من الشباب حتى اللحظة يذودون عن حارتنا معقل الثورة وحصننا الأهم من عائلتنا محمود أخو الشهيد عمار وابن الشهيدة سحر ومن غيرها من العوائل؛ فنرجو الدعاء الدعاء، فالوضع كارثي عندنا، وأحمد الله أن أكرمني فكنت معهم أياما قبل المعركة الأخيرة وكنت بينهم وأتفقدهم على خطوط النار كلها ساعات قبل هروبي، ووالله هم من طردني مع أخواتي ...
انتهى.
"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم و أفئدتهم هواء".