آفاق الحل السياسي في سورية... وجهة نظر

آفاق الحل السياسي في سورية... وجهة نظر

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد أن عجز المجرم وأعوانه في إخماد الثورة السورية , وبلغت جرائمه ضد الشعب السوري حداً , أو بالأحرى سقفاً عجز العالم بعدها احتمال تجاوز هذا السقف , فالكل يعلم أن الذي أسكت ضمير العالم هو اللوبي الصهيوني , في مقابل ذلك تصاعد قوة الجيش الحر , وصمود المدن الثائرة , فحمص العدية لم تصمد فقط وإنما , استهلكت الكثير من المواقف الدولية في عدم المبالاة , ونشاط اعلاميها الأبطال وصمود مقاتليها الأحرار , بالاضافة لبقية المناطق الثائرة .

أمام هذه الأمور , وبعد وصول الحالة لموقف فيه نوع من الركود العسكري في أنه لايوجد في الأفق القريب مساراً واضحاً لانتصار أحد الفريقين , إلا مزيداً من القتل والتدمير , حتى وصلت الأمور أو تُعبر عن بداية , تدخل استخباراتي خارجي , وداخلي له أجندات مرتبطة مع دول متضاربة المصالح , فلا الدول التي تؤيد المجرم وعصاباته استطاعت بدعمها لهم ,من ميلان كفة الميزان لصالحهم , ولا الدول التي أعلنت وقوفها لجانب الثورة استطاعت أن تعبر عن موقفها الكلامي بالفعلي , ولا المعارضة استطاعت الحركة ككتلة موحدة تدعم المواقف الثورية في الداخل , فبات يخشى من فوضى عارمة تجتاح سورية  وتنفذ بأيدي سورية وأجندة استخباراتية خارجية متضاربة المصالح , والفوضى هذه ستعم المنطقة كلها , وبالتالي سينعكس سلباً على القوى الخارجية الفاعلة .

فكان لابد من الخروج من الفوضى القائمة في سوريا عن طريق حل سياسي يبدأ بوقف اطلاق النار , يعقبه ضغط على المعارضة السياسية لتوحيد كياناتها , لاستعمالها في المرحلة القادمة, كطرف محاور للطرف الآخر .

وحتى يتم هذا الحوار , لايمكن للمعارضة تبنيه وبشكل مباشر إلا بوجود النظام الحالي , ولكن بعد التضحية ببشار ,. بقاء النظام في شكله الحالي لتحل الخطة الروسية , والتي فوضتها أمريكا والدول الغربية في حل الأزمة السورية , وذلك عبر تشكيل مجلس عسكري , كما كان مقترحاً من تشكيل المجلس العسكري من  أحد عشر ضابطاً , منهم تسع ضباط من الطائفة العلوية وضابطين من السنة  

وحكومة ترأسها المعارضة , على الطريقة المصرية في جزئها الأول , وعلى الطريقة اليمنية في جزؤها الثاني , وعلى هذا الأساس تضمن روسيا والصين وإيران مصالحهما , وتبقى الطائفة العلوية هي الحاكمة الفعلية , أو حسب تعبير الروس حتى لايكون هناك عمليات انتقامية ضد الأقليات .

مايهمنا نحن  الآن هو الثورة واستمرارها ونجاحها .

إن الاتفاق بين عصابات الاجرام والأمم المتحدة اتفاق هش يمكن لهم الغاء مهمة المراقبين فوراً , والعودة لاحتلال المدن مرة أخرى في حال تم تنفيذ الاتفاق أولاً , والسؤال هنا: فهؤلاء القتلة لايهمهم نقض العهود ولا المواثيق , وعندما يجدون الفرصة سانحة سينقضون مرة أخرى للقضاء على الجيش الحر , والقضاء على الثورة , والسؤال ماهي خطتنا كثوار لمواجهة كل الاحتمالات ؟

الثورة تمتلك عنصرين هامين كانا السبب في استمرارها , والاثنان يكملان بعضهما وهما :

التحرك السلمي أولاً, والكتائب المسلحة ثانياً

التحرك السلمي أمامه اسبوعان عليه أن يثبت قدرته على الفعل في الزخم والاعتصام والاضرابات , واستمراريته والاعتصام في الساحات العامة , هذه الحالة لن يطيقها الأمن , وقد يلجأ ويعود للفعل السابق واستخدام القوة , وهذا سيرتد عليه من قبل المجموعة الدولية , ليكون هو المسئول الوحيد عن خرق الاتفاق , وسينقلب الأمر عليه برمته ولن يكون أمامه فرصاً أخرى للمناورة والمماطلة . أو أن يستوعب التظاهر السلمي في الانتقال للمرحلة القادمة من الحل السياسي المقترح وراء الكواليس من قبل الدول المسيطرة على العالم .

والجيش الحر عليه أن يعتمد اسلوب الدفاع عن النفس , وأن يعد نفسه  لمعركة قادمة , يمكنه خلال هذه الفترة من توحيد فصائلة وانتخاب قيادة عسكرية وهيئة أركان موحدة تشمل كل صفوف المقاتلين والمنتشرين فوق تراب الوطن , فعندما يستطيع مقاتلينا بناء هذه القيادة العسكرية الموحدة في الداخل , عندها من مهمة هذه القيادة التخطيط للمستقبل والتعامل مع الحدث الوقتي المتجدد .