الاسرى ويوم الاسير

الاسرى ويوم الاسير

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

يقول الإمام الشهيد حسن البنا في كتاب الرسائل (( ظاهرة نفسية عجيبة نلمسها ويلمسها غيرنا في نفوسنا نحن الشرقيين أن نؤمن بالفكرة إيمانا يخيل للناس حين نتحدث إليهم عنها أنها ستحملنا علي نسف الجبال وبذل النفس والمال واحتمال المصاعب ومقارعة الخطوب حتى ننتصر بها أو تنتصر بنا ، حتى إذا هدأت ثائرة الكلام وانفض نظام الجمع نسي كل إيمانه وغفل عن فكرته ، فهو لا يفكر في العمل لها ولا يحدث نفسه بأن يجاهد أضعف الجهاد في سبيلها ، بل إنه قد يبالغ في هذه الغفلة وهذا النسيان حتى يعمل علي ضدها وهو يشعر أو لا يشعر ؟ أولست تضحك عجباً حين تري رجلاً من رجال الفكر والعمل والثقافة في ساعتين اثنتين متجاورتين من ساعات النهار ملحداً مع الملحدين وعابداً مع العابدين ! .)) هل أستطيع أن اسقط هذا الحديث عن حالنا في هذه الأيام؟ فجل ما يحدث هو خطب رنانة ومقالات إنشائية، أما على الأرض فالقضايا منسية ومغيبة منذ سنين لمصالح شخصية أو لجهل آو لسر يٌحضّر له في الخفاء لا اعلم ، إن القضية الفلسطينية و قضية الأسرى التي هي جزء مهم من قضيتنا الفلسطينيه ، و يظن البعض ان الاسرى مجرد ارقام واحصاءات يتم جمعها كل شهر لنشرها بوسائل الاعلام ، تم اعتقال كذا وكذا وتم الافراج عن كذا وكذا ، لكن يتناسى هؤلاء ان الاسرى هم عبارة عن ارواح واجساد وحكايات يملؤها الامل والألم ، وان هؤلاء الاسرى هم جزء من مجتمع كامل وشعب يدفع يوميا ضريبه الاحتلال وضريبه ضعف امتنا، هؤلاء الاسرى هم الان خط الدفاع الاول عن امتنا بل هم ايضا خط المواجهة المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي ، والمطلوب منا جميعا دعمهم واسنادهم والوقوف مع قضيتهم بكل الوسائل المتاحه وان لا نتقاعس ولو لحظه واحده عن نصرتهم.
وبحسب تقارير واحصاءات فإن أكثر من ربع الشعب الفلسطيني قد دخل السجون على مدار سنوات الصراع، إذ يقدر عدد حالات الاعتقال في صفوف الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، بنحو 800 ألف حالة، أي ما نسبته 25 في المئة من الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن معدل الاعتقال اليومي في صفوف المواطنين بلغ خلال الانتفاضتين الأولى والثانية 20 حالة اعتقال يومية.

إن يوم الأسير الفلسطيني  يشكل محطة نضالية متجددة عنوانها التأكيد على أن قضية الأسرى ستظل دوماً في مقدمة المهام الوطنية لشعبنا حتى تحرير جميع الأسرى والمعتقلين من باستيلات ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي دون تمييز  ، و يأتي يوم الأسير الفلسطيني هذا العام في ظل معارك البطولة التي يخوضها أسرانا البواسل في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي البغيض بأمعائهم الخاوية وجوعهم النبيل كتعبير واضح عن رفض الحركة الأسيرة لإرهاب الاحتلال وسياساته الإجرامية والعقابية والمنافية لحقوق الإنسان وللاتفاقيات والمواثيق الدولية ، إذ يمر السابع عشر من نيسان في ظل البطولات الأسطورية لأسرى الحرية المضربون عن الطعام والذين قدموا نماذج ساطعة لأسطورة الصمود والمعنويات الفلسطينية التي لا تنكسر ، حيث سطر الأسير المناضل خضر عدنان والأسيرة هناء الشلبي وعبدالله البرغوثي ومعهم كل الأسرى المناضلين ملحمة نضالية سيذكرها التاريخ دائما .

في يوم الاسير لابد لجماهير شعبنا وقواه السياسية إلى تكثيف الفعاليات الشعبية التضامنية لدعم صمود الأسرى  ويجب على وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بشكل خاص تحمل مسؤولياتها في متابعة ملف الأسرى وفضح الممارسات والاعتداءات الاحتلالية عليهم ، وعلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان تحمل مسؤولياتها والتدخل الفاعل لحماية الأسرى في سجون الاحتلال ، وإجبار حكومة الاحتلال وإدارات سجونها الفاشية على الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة والعمل الجاد للإفراج عن كافة الأسرى تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة .