شارلي ايبدو وفتوى الخميني وحسن نصرالله

شارلي ايبدو

وفتوى الخميني وحسن نصرالله

أحمد يوسف

في عام 1989 قام المدعو الخميني قائد ايران باصدار فتوى بهدر دم الكاتب سلمان رشدي وكل مترجمي وناشري كتابه المسيء للاسلام  مع تخصيص جائزة مليونية لمن يقتل الكاتب نفسه  (وبالفعل حدثت محاولة لاغتيال رشدي وتم قتل المترجم الياباني وكانت محاولات لاغتيال المترجم الايطالي والتركي والناشر النرويجي وايضا حدثت في تلك الفترة احتجاجات وهجمات وتهديدات نتج عنها حرق وتفجير ومقتل العشرات بسبب ذلك) .

وفي أواخر عام 2005  وبمناسبة قيام صحيفة دانماركية بنشر رسوم ساخرة ومسيئة عن النبي عليه السلام ، أكّد حسن نصر الله في كلمة له مساء الثلاثاء 31 يناير 2006 أمام الآلاف من أنصاره بمناسبة عاشوراء في الضاحية الجنوبية من بيروت،  لو قام مسلم ونفذ فتوى الإمام الخميني الصادرة منذ 17 عاماً بإهدار دم سلمان رشدي لما تجرأ اليوم أحد من هؤلاء السفلة على أن ينالوا من الرسول لا في الدانمارك ولا في النرويج ولا في فرنسا. وقد تبع ذلك لاحقاً إعلان رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي أنّ فتوى الإمام الخميني لا تزال سارية، وغير قابلة للتعديل.

وفي أواخر عام 2012  وبمناسبة نشر الفيلم الهولندي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً ، أكّد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي مجدّداً على سريان الفتوى خلال مخاطبته حُجّاجاً كانوا يستعدون للمغادرة إلى مكة المكرمة. وقد قامت بهذه المناسبة أيضاً مؤسسة خيرية إيرانية حكومية كبيرة فيها بزيادة قيمة جائزة القتل لتصبح 3.3 مليون دولار، مع تأكيد رئيسها حسن صانعي: بأن هذا الفيلم ماكان ليظهر، ولا الرسوم والمواد الصحفية المسيئة من قبله لو أن فتوى الإمام الخميني بقتل رشدي تم تنفيذها.

فإذا كان ماحصل هذه الايام من هجوم على مقر الجريدة الفرنسية، هو كما يصفه (نصرالله) تأثيراً وآثاراً وتهديداً لشعوب المنطقة ولدولها وخريطتها ودمائها وأموالها وأعراضها ومستقبلها وحاضرها كفراً وتكفيراً، فماذا يمكن اعتبار فتوى الخميني وما ترتب عليها من قتل بعشرات الناس إلا من هذا الصنف.

وإذا كانت إساءات مَنْ أساء للنبي محمد من كتبٍ وأفلامٍ ورسوم لاتبرر مافعله الشابان الفرنسيّان من جريمة وخصوصاً أن النبي لايحتاج لمن ينتقم له كما أشارت التصريحات الرسمية الإيرانية، فلماذا تكون مظنّة الاعتداء على قبرٍ أو مقامٍ ما من مقامات آل البيت الكرام في سوريا مثلاً مبرّراً لدخول جماعة نصرالله والكثير من الميليشيات الشيعية بآلافها لقتل السوريين والاعتداء على دمائهم وأعراضهم وأموالهم؟!