رسالة الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري

رسالة الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري

المنعقد في استنبول 1-4-2012

الناشط خالد أبو صلاح

أيها السيدات والسادة ...

التحية الطيبة لكم لما تبذلونه من جهد من أجل مساعدة الشعب السوري

التحية الطيبة لكم من حمص الجريحة التي مافتئت تثكل أبناءً جدد في كل يوم تحية من أهلها الطيبين الذين تهدم منازلهم فوق رؤسهم .

التحية الطيبة لكم من سوريا الحبيبة التي لا زالت دماء أبناءها تسيل على ثراها الطاهر ..

بعد عام كامل من ثورتنا المجيدة التي تقاس بآلاف الشهداء والمجازر والمآسي الإنسانية التي لم يعرف التاريخ مثيلا لها .

تخلله عدد من المؤتمرات والاجتماعات العربية والإقليمية والدولية والبعثات واللجان من موفدين ومراقبين وجميعها وقف عاجزاً أمام وقف آلة القتل الأسدية التي تذكرنا بالنازية والفاشية والنيرونية بل أشد من ذلك .

الشعب السوري لا يحتاج دموعكم ولا لعبارات الشجب والإدانة ولا لبيانات وتصريحات لا تنفذ .

وان ما ثبت لنا خلال العام المنصرم من ثورتنا المجيدة أن دماء السوريين كانت رخيصة في أعين دول العالم التي اكتفت بعبارات الشجب والتنديد وعقوبات لم تؤثر على النظام بقدر ما زادت من وحشيته وإجرامه وقتله لنا على مرءً ومسمع من دول العالم بأسره .

وأنا أتكلم إليكم من أرض حمص العدية ناقلا لكم مطالب أبناء شعبنا في أنحاء سوريا عموماً وأوجزها في النقاط التالية

أولا ً : نزع غطاء الشرعية الدولية عن النظام السوري بسحب اعتراف دولكم بهذا النظام وطرد سفرائه من عواصم دولكم ووقف كل أشكال التعامل السياسي والدبلوماسي مع هذا النظام .

ثانيا : ثبت لنا طوال 5 عقود من الحكم العبثي المستبد أن هذا النظام المجرم لا يفهم إلا لغة القوة ، وعلى ذلك نطلب منكم بكل صراحة ووضوح التدخل العسكري المباشر المتمثل بفرض مناطق حظر جوي وحصار بري وبحري يمنع وصول السلاح للنظام ، وتقديم السلاح بشكل منتظم للجيش السوري الحر الذي نؤمن بقدرته على تحرير سوريا في فترة وجيزة .

ثالثاً – إنشاء مناطق عازلة في المناطق المحاذية للحدود التركية والأردنية واللبنانية وتأمين ممرات إنسانية بغطاء جوي لتأمين وصول النازحين إلى المناطق الآمنة وإيصال المساعدات الإنسانية لأهلنا المنكوبين الذين طالهم إجرام النظام في مختلف أنحاء سوريا .

ولا بد لنا من التعليق على مخاوف دولكم فيما يتعلق بالثورة السورية :

أولاً- بديل نظام الأسد : الشعب السوري قدم التضحيات من أجل الخلاص من فكرة القائد الفرد المستبد و لن يبني دولته المستقبلية إلا على أسس ديمقراطية ومؤسساتية هدفها الأول هو احترام كرامة الإنسان وحريته كقيمة عليا ومطلقة والحفاظ على وحدة النسيج السوري واحترام حقوق الأقليات ، والشعب السوري غني بالكفاءات العلمية والفكرية القادرة على قيادته في المرحلة المقبلة .

ثانياً - الحرب الأهلية : إننا نؤكد على الحفاظ على الوحدة الوطنية بين مختلف أطياف الشعب السوري وسنضحي بكل ما أمكن للمحافظة عليها ،ولكن وقوف دولكم صامتة أو بمواقف خجولة أمام إجرام نظام بشار الأسد وشبيحته الذين نشروا القتل والإجرام في عموم أنحاء سوريا ، إنما يساعد على تأجيج الصراع الأهلي في سوريا ونرى عدم تدخلكم في القريب العاجل هو فتح لباب الحرب الأهلية على مصراعيه ، ولا سيما أن هناك بعض الأطراف الدولية والإقليمية كروسيا وإيران تقدم الغطاء الدولي لجرائم النظام وتقدم الدعم اللوجستي والعسكري الذي وصل إلى حد إرسال جنود وبوارج حربية لتساهم في قمع الانتفاضة السورية وهذا ما يدفع الأمور نحو التعقيد . وستتحملون المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والتاريخية عما سينجم من مآسي ستعود بنتائج كارثية على المنطقة برمتها بسبب ترككم للشعب السوري وحيداً .

وفي نهاية المطاف إننا نعرف طريقنا نحو حريتنا وتحررنا من نظام الاحتلال الأسدي لذلك اخترنا المقاومة المسلحة حلاًّ وحيدا لإسقاطه وتحرير ترابنا الوطني من هذا المحتل الغاشمالذي نهب الأرض وقتل الشعب على مدار خمسة عقود مظلمة من تاريخ بلادنا .

ثورتنا مستمرة رغم كل التحديات

عاشت سوريا حرة أبية بدماء أبنائها وسواعد أبطالها .

رسالة الداخل السوري إلى مؤتمر أصدقاء سوريا