عام يمر ولسان حال شعب سوريا يقول: لنبني بلد جديد ينعم بالحرية والديمقراطية

عام يمر ولسان حال شعب سوريا يقول:

لنبني بلد جديد ينعم بالحرية والديمقراطية ...

رضا سالم الصامت

مضى عام على ثورة الشعب السوري و الثورة ما تزال مندلعة في كل مدن سورية تقريبا و بشار الأسد لم يحرك ساكنا و كأنه غير  مهتم لما يحصل من  انتهاكات لاانسانية  و من جرائم بشعة ترتكب في حق مواطنين أبرياء .

نعم مضى عام كامل و الحال كما هو ، فبالأمس القريب كانت مجازر في حماه  و ادلب و ريف دمشق و حمص  حيث تعرضت أحياء في هذه المدن  لقصف عنيف من طرف قوات الجيش والأمن وشنها حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات أفضت إلى اعتقال عدد من الأشخاص  و تكاثر عدد القتلي ، و كذلك أحياء تمت إبادتها بالكامل في العديد من المدن، خاصة في مدينة حمص التي تعرضت وتتعرض  لقصف مدفعي عنيف ، و رغم ذلك فان الشعب السوري لن يتنازل عن مطالبه ، وأنه يجب علىالغرب والعالم كله أن يعي أن الدم السوري ليس رخيصا.

 إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن، من أيام حافظ الأسد.

فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات بشار،و إن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه و شبيحته .

 لقد سبق أن نجحت في هذا كل من تونس عندما أطاحت بنظام بن علي القمعي ومصر بإطاحة نظام مبارك الرجعي ، و ليبيا بإطاحة نظام القذافي المستبد و هاهو الشعب اليمني قد أطاح بنظام علي عبد الله صالح  و الشعبين البحريني و السوري يطالبان بنفس المطالب و يسيران على نفس الخطى ، و هذا من حقهما   .

فخلال هذه الثورات يلاحظ المرء بالملموس تعمد الحكام على قمع مواطينيهم بأسلحة فتاكة و محرمة دوليا ، مما أثار سخط المجتمع الدولي .

 فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أن ما حدث في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و بعض البلدان الأخرى تقريبا نفس الشيء ، حدثت اقتحامات متكررة للمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى من حملات تمشيطية ومداهمات للمنازل و ترويع الآمنين من السكان العزل و استهداف ممنهج للأطفال والنساء والشيوخ و اقتراف جرائم وحشية وتعذيب الناس والتنكيل بهم على مرأى العالم وسمعه....!

فالشعوب العربية و منهم شعب سوريا الأبي الذي تمر على اندلاع ثورته العام ،لم يعد يخاف الآلة العسكرية، بل يواجهها بصدور عارية ، رغم تعرضهم لأبشع أساليب القمع ،و بالرغم من أن احتجاجاتهم سلمية فإنهم لا يحملون لا سكاكين ،و لا أسلحة نارية و لا عصى  .

هم يحملون فقط أفكارا يريدون بها تغيير حاكم التصق بكرسي أصبح مهزوزا و نهب ثروات بلادهم  و عاث فيها فسادا .

 شعب سوريا لم يعد يرهبه الرصاص ولا الدبابات ولا حتى  القنابل ، هذا الشعب حر و يريد الحرية . و هكذا عام يمر ولسان حاله  يقول : لنبني بلد جديد ينعم بالحرية و الديمقراطية ...