تساؤلات.. بعد مؤتمر القاهرة..

تساؤلات.. بعد مؤتمر القاهرة..

أين باتت مفاتيح الأزمة السورية ؟؟

عمرو السراج

يوم كسائر أيام الثورة السورية، يوم جديد فيه الدماء السورية تسيل دون ذنب اقترفته، و دون حراك حقيقي من أجل إيقاف حمام الدم السافر في سوريا .. و مؤتمر كسائر المؤتمرات .. و جدال طويل هو ذاته .. و للأسف نقف عاجزين مكبلين كمعارضة سورية في الخارج و كعرب و كبشر، ليس بأيدينا ما نقدمه سوى أن ندعو للشعب السوري الصامد الله ليخفف عنهم، و أن نجمع لهم بعض التبرعات البسيطة لإغاثتهم و لتأجيل شهادة وفاتهم لأيام أو ساعات أخر، أو التسمر خلف شاشات التلفاز أو الحاسوب لمتابعة أخبارهم و التواصل معهم و مؤازرتهم بكلمات بالكاد ترفع شيئا من عزيمتهم العالية و تقوي من إيمانهم القوي أساساً بالله الذي لن يضيع دماءهم و تضحياتهم ..

و لكن لماذا يكون هذا شأننا؟ لماذا لا نعمل نحن المعارضة السورية في الخارج أو لأقل الشعب السوري في الخارج عقولنا في شيء جديد غير الدعاء و جمع التبرعات و الكتابة و التحليل؟ .. لماذا لا نعمل عقولنا بحل الأزمة؟ لماذا لا نضع كل الاحتمالات على الطاولة؟ و ندرس كيف يمكننا أو يمكن لشباب الحراك في الداخل أن يسقطوا النظام؟ هل هناك حل سياسي يضمن تغييراً سياسياً و إيقافاً للدماء السورية الزكية التي لونت شوارع حمص و إدلب و حماة و درعا باللون الأحمر القاني؟ ماذا لو دعانا الغرب لحل سياسي فيه تقديم للتنازلات من قبل الطرفين؟ ماذا لو دعانا كوفي عنان للحوار؟ ماذا لو رفضنا؟ أقصد هل لدينا بديل  ..؟  ماذا لو عرضت علينا مبادرة سياسية لحل الأزمة؟ ما هي حدود الرفض و شروط القبول؟ ماذا لو اخترنا الاستمرار و الإصرار على تحقيق أهداف الثوار من إسقاط للنظام و على رأسه بشار الأسد؟؟ ماذاا لو اخترنا دعم الجيش الحر؟؟ كيف يمكننا ذلك؟؟ هل نستطيع مادياً و فنياً و سياسياً القيام بهذا العمل؟؟ كيف و ما هي فرص النجاح و ماهي التهديدات لهذا الطريق؟؟

لعل الكثيرين يرون أن الغرب لا يمكن أن يكون مصدراً لحلول حقيقية للأزمة السورية، و يعتقدون أن كل ما يرغب به الغرب و الئرق هو المحافظة على مصالحه في المنطقة و حماية إسرائيل .. إذن من يملك الحل؟ من يستطيع أن يوجد مبادرة ترضي الجميع و يكون فيها النظام السوري الخاسر الأكبر؟ أو على الأقل من أكبر الخاسرين؟

ربما يقودني هذا لتساؤلين أحدهما مهم و الثاني خطير .. و لأبدأ بالأول .. من ذا الذي أو تلك التي يمتلك أو تمتلك جرأة حقيقية و شجاعة كافية ليحدد أو تحدد هدفاً واضحاً عملياً جدياً للمجلس الوطني و المعارضة من أجل دعم الثورة .. و رؤية سياسية و خطة استراتيجية واضحة لا لبس فيها من أجل تحقيق هذا الهدف؟ من ذاك الشخص القيادي العظيم و الجريء القادر على أن يقوم و يقول هدفنا هو إيقاف حمام الدم بسوريا .. و طريقنا هو الثورة السلمية و الحوار و الإقناع مع علمنا أنه طريق فيه كثير من المخاطرة و المجازفة و التضحية .. و لذا مستعدون للتحاور مع أي كان من أجل أن نحفظ دماء أخواننا و أعراضهم و كرامتهم؟؟ .. أو أن يقول أن هدفنا هو إسقاط النظام و هو مطلب الشارع السوري .. و طريقنا هو دعم الثوار السلميين بكل ما نستطيع من دعم لوجستي و معنوي، و دعم من يحميهم من أبناء الجيش الحر بالسلاح و العتاد الكافى و اللازم إلى أن يمن عليهم الله بالنصر بدل من أن تصرف ملايين الدولارات على مؤتمرات و اجتماعات و احتفالات و سفريات غير ذات جدوى؟؟ .. أو أن يقول أن هدفنا هو شيء من هذا و شيء من ذاك فنحن ندعم إخواننا الثوار السلميين في الداخل حتى آخر فلس نملكه من أجل أن يبقوا صامدين، و مستعدين في المقابل للحوار مع الجميع شريطة أن تتحقق الشروط التالية ....؟؟ يا ترى هل نجد هذا الشخص العظيم بيننا و الذي قد لا يكون بالضرورة شخصاً واحداً ؟؟ أم أنتقل للسؤال الخطير ..

دعونا نفكر و لو لدقائق .. ماذا لو بلغ عدد  الشهداء خمسين ألفاً و اللاجئين خمسمئة ألفاً و المعتقلون كذلك ؟؟ ماذا لو دمرت مدن و قرىً و مدارس و مساجد و بيوت؟؟ ماذا لو تبعت حمص كل من إدلب و درعا و اللاذقية و دير الزور؟؟ ماذا لو لحق الميدان و الصالحية و المزة ببابا عمرو و الخالدية ؟؟ ثم ماذا لو لم يسقط النظام ؟؟