نُتفٌ ثورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
سألني أحدهم فقال :
هل تعتقد أن الثورة السورية ستنتصر ؟
فقلت له نعم
قال وضح لي الأمر
فقلت ببساطة , هي ثورة شعبية والأنظمة الاستبدادية لاتسقط إلا بطريقتين هما :
إما عدو خارجي أو ثورة شعبية
وعقب قائلاً: فالقوة التي تتصاعد عندنا كانت في معظمها من أركان بقاء هذا النظام المجرم , والشيء الثاني طبيعة الشعب السوري ,إن أراد شيئاً لايمكن ايقافه أبداً , فقد رأينا المجاهدين السوريين في كل مكان وفي الغالب يكونون قادات الثوار , من الشيشان لافغانستان للبوسنة وكشمير وآخرها العراق , والآن الثورة في بلادهم , وبالتالي لايمكننا القول إلا أن هذه الثورة ستنتصر بإذن الله تعالى , ولكن نحتاج لتسريع النصر , فلو اقتنعت تكتلات المعارضة لاستطاعت في أيام قلب الموازين لصالح الثورة .
اعتمدوا منذ البداية على الوصول لوحدة الموقف الدولي وهذا لم يحصل , وعندما يخرج أحدهم على الاعلام يبدو محترما ويتحدث بلباقة وتعجبك أقواله , ولكن ماأن يسأل عن التسليح للجيش الحر , حتى تتخربط أقواله وتدب القشعريرة في جسده ,ويصبح على رأي عادل إمام (دنت مسخرة أوي ) .
فقال إذاً وما العمل ؟
بسيطة يشكلون المعارضة وفوداً رسمية وتجرى محادثات علنية وإن اقتضى الأمر سرية مع بعض الدول الداعمة بقوة ونحدد طلبات الثوار , بعض الدول تستطيع تقديم المال , وبعضها الآخر السلاح والبعض منها إدخال السلاح , وإن كان هناك احرج لبعضها, نعدهم بالسرية , وثورتنا والحمد لله لاينقصها رجال وأبطال , وكل دولة نحادثها بالأسلوب الذي من خلاله الدخول لاثارة عواطفها أو لعابها , وباعتماد هاتين الوسيلتين ودمعتين في مكانهما , يستيقظ ضمير المقابل مهما كان ضميره غائباً , إن مداعبة المشاعر الانسانية والتي تتعامل مع الضمير الانساني لها فعل كبير في نفوس الآخرين .
فأجاب أعتقد أنني قد اقتنعت بما قلت , ولكن أين ستجد هؤلاء الناس من المعارضة تعمل على هذا الهدف فقط ؟
فقلت له أنا
فضحك وقال ههههههههههه , ومن أنت ؟ لعلي أتحدث للدكتور برهان غليون وانا لاأدري !!!
فقلت أعوذ بالله فلن يفعلها غليون ولو صار بحجم سفينة (التايتانك )
فسألني وما دخل غليون بالسفينة ؟
اسمع ياصاحبي كان المصريون يطلقون على مركب الصيد الصغير اسم غليون , فهو عندما يسأل عن دعم الجيش الحر يكون غليوناً وبعد السؤال يصبح شختورة من ورق كنا نصنعها ونضعها في طشت من الماء .
وشربنا بعدها فنجانين من القهوة , فنظرت لرسوم على فنجاني وقلت له انظر انظر ماذا يقول فنجاني ؟
فقال وهل تؤمن بقراءة الفنجان ؟ قلت له لا ولكن تأكيداً لكلامي , أن الثورة منتصرة فانظر لهذه الصورة , إنه حصان يركب أسداً , فقال بالفعل يبدو هكذا ولكن هل يعقل أن يحمل الأسد من الحصان ؟؟!!!
فقلت له هي الصورة تقول ذلك .
أقول لك شيئاً آخر يؤكد سقوط عائلة الأسد وقريباً بعون الله
قال وما هو ؟
في 27/4/2011 صحوت من النوم مرعوباً لصوت سمعته في أذني جعلني أجلس في فراشي من الخوف
فقال لعله كابوس والعياذ بالله
قلت له لا , وإنما كان خوفي من طول الزمن الذي ستستغرقه الثورة حتى تنتصر , فالصوت يقول إن بشار الأسد سيسقط في ذكرى ميلادك يوم 27/4 , فكان بالفعل هو نفس التاريخ وذكرى عيد ميلادي المسجل هو 5/2 , ولكن الحقيقي هو 27/4 , فما هو رأيك ياصديقي العزيز ؟
فقال فيها وجهة نظر , وقائع تاريخية , ووقائع الثورة الحقيقية وفنجان القهوة والرؤيا , وأرجو من الله تعالى تحقيق النصر قبل ذلك التاريخ , فدعى الله ودعونا سوية في أن ينعم علينا بالنصر القريب .