امريكا والصراع على سوريا – ولنا كلمة للمغفلين –
امريكا والصراع على سوريا
– ولنا كلمة للمغفلين –
محمد هيثم عياش
نتابع يوميا تطورات انتفاضة شعبنا السوري المباركة كما نتابع معها جهود السياسة الدولية التي تسعى لفك الحصار الذي يفرضه نظام الطاغوت عن شعبنا الطموح الابي والمحاولات التي تسعى لتأديب هذا النظام المجرم الذي استولى على السلطة منذ قرابة الخمسين عاما، فحزب البعث لم يكن في يوم من الايام حاكما شرعيا ونظام اسد منذ استيلاء حافظ على السلطة وتوريثه حكم بلادنا لابنه نظام غير شرعي فهو نظام عصابة مجرمة سرقت المال واستلبت خيرات هذا البلد وجعلت اعزة اهلها اذلة ولصوصها اعزة وقد اصبح هذا معروفا لدى العامة والخاصة . فقد أصبحت سوريا في عهد الطاغيتين مثل قول الخريمي الشاعر وهو اسحاق بن حسان القوهي ابو يعقوب الخريمي في بغداد أيام فتنة الامين والمأمون :
يا بؤس بغداد دار مملكة دارت على اهلها دوائرها
امهلها الله ثم عاقبها لما احاطت بها كبائرها
وما ان تاب شعبنا عن خطاياه بصمته من استلام البعث وطغاته انتفض ضد الطاغية السفاح ونظامه المجرم حملت الولايات المتحدة الامريكية راية الدفاع عن شعبنا مطالبة بشار اسد ونظامه بالتنحي عن السلطة واكدت واشنطن ان نظام دمشق غير شرعي وزعمت انها ستبذل قصارى جهودها مع شركاءها الاوروبيين بمجلس الامن الدولي وبالتعاون مع وزراء خارجية ما يُطلق عليه جامعة الدول العربية لاصدار قرار يدين نظام دمشق ، وانتظرنا نحن في مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدولي الذي انعقد يومي 3 و 5 شباط/ فبراير الحالي تصريحا لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي كانت مشاركة بالمؤتمر ان تفصح لنا نحن معشر الصحافيين والسياسيين الذين شاركوا بالمؤتمر عن رايها وضع روسيا والصين قرار النقض / الفيتو/ الذي صدر يوم السبت في 4 شباط/ فبراير ضد مجلس الامن الدولي وانتظرنا مشاجرة تجري بينها وبين نظيريها الروسي والصيني سيرجي لافروف ةيانغ يشي اللذين كانا في المؤتمر لمعاتبتهما ومعها وزراء خارجية دول الاتحاد الاوربي في مقدمتهم وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه على وضع بلادهما قرار / الفيتو / الا أنه لم يحصل اي عتاب ومشاجرة . ثم خرجت كلينتون عن صمتها واشارت اثر قرار / الفيتو / الى ضرورة اجراء حوار سياسي مع نظام سوريا مؤيدة بصورة غير رسمية رأي نظيرها الروسي لافروف .
هناك لعبة خطيرة للولايات المتحدة الامريكية تقوم باعدادها في سوريا انها لعبة شيطانية لو عرف السوريون المتأمركون خطرها تكمن بأن واشنطن لا تريد لبلادنا الخير ولا تريد ان ترى دمشق خالية من بشار اسد ونظامه لأن مصلحة بقاءه هي في مصلحة الكيان الصهيوني فالغرب يخاف من دماء جديدة في سوريا كما يخشى منتلك الدماء الجديدة التي سرت في شرايين مصر وتونس وليبيا .
ولو يعلم هؤلاء المغفلون الذين يرون بواشنطن منقذا لشعبنا فهم مثل الببغاء عقلها في لسانها ، وسوريا لن ينقذها الا شعبها فانتفاضته انتفاضة شعب كريم ابي حر والمغفلين الذين يرون في امريكا واوروبا جامعة الدول العربية منقذا مثل قول الشاعر :
المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير بالرمضاء من النار
ومن يمد يده الى واشنطن وموسكو وغيرهما مثل الذي قال عنه الاعشى :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
الا أن شعبنا الذي مضى على انتفاضته قرابة العام ماض في مسيرته حتى يُهلك الله عدوه بشار اسد ونظامه وازلامه فهم يستمدون من الله القوة والعزم والنصر ، فهم يستنصرون الله على هذا الطاغية وهو سينصرهم لا محالة فقد وعد بذلك / ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم / وشعبنا لم يعد يبالي بدبابات ذلك النظام ومرتزقته ، فقد قيل لهم / ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل / ، وشعبنا بانتفاضته استمد عزمه ايضا من الشافعي رحمه الله الذي قال :
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجةٍ فاقصد لمعترفٍ بقدرك
فامض ايها الشعب بانتفاضتك ضد طاغيتك والله سينصرك لا محالة وعند ذلك يفيق اولئك المغقلين من غفلتهم وغرورهم بامريكا والغرب والجامعة العربية وعلى الله قصد السبيل .