ماذا تعني لنا تركيا كثورة
ماذا تعني لنا تركيا كثورة
وشعب سوري والسعودية والبيان المصري
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
شتان بين مقارنتين ، الأولى تركيا أردوغان وحزبه ، اللذان استخدما مأساة الشعب السوري كآلة في صناديق اقتراعهما لا أكثر، وما ذلك إلا بضغط من ناخبيهم الذين فرضوا عليهم الوقوف الى جانبنا، وكلما واجهتهما مرحلة استحقاق أمام شعبهم ، ارتفع صوتهما ، وعند تجاوزهما للمرحلة نجدهما يخمدان بموقف أقرب الى التواطؤ ، ظننا فيما سبق وخلال الفترة الماضية أنّ أردوغان صار بطلاً ومجدناه ، ولكن على صعيد الواقع لم يفعل شيء ، فقط ينشط في الحديث القوي عن سورية وقت الانتخابات ، فيضرب بسيفنا ويتركنا بلا سيوف ، فلا يُحملنا جميلة ، بل المواقف المتقدمة ليست منه ، بل من ناخبيه الذين نُكن لهم كل الحب والتقدير ، ولكنهم انخدعوا مثلنا به ، وهم تفيض قلوبهم من الحزن والألم لما يجري من المذابح التي تُدمي القلوب ، وهم يتشوقون للانضمام للثورة وتقديم الدعم الأكبر التي يمنعها أردوغان بموجب القانون ، الذي يضطهد فيه اللاجئين السوريين اليهم ، وكافة المقيمين هناك باسم القانون الذي لايأمن فيه أحد من غدر الحاقدين الموالين للنظام السوري ، بسبب الربط الطائفي المجيش بكل أسف ، ومنه ماجرى معي في المرة الأولى التي لجأت فيها الى تركيا من بلغاريا التي أرادت تسليمي لسورية ، وبضغط من منظمات حقوق الإنسان تمّ ترحيلي الى تركيا بناءً على طلبي ، ولم أشعر حينها وفيها بلحظة من اللحظات بالأمان ، بسبب قوانينهم الجندرمانية ، مما اضطرني لإلغاء اللجوء والتوجه لمصر العروبة ، حتى أفاجأ بالأمس عند توجهي لتركيا إثر دعوة لحضور مؤتمر يخص المجتمع المدني بمنعي من الدخول بحسب قوانينهم المُجحفة بحق شعبنا وأهلنا السوريين هناك ، واحتجازي لساعات هناك قبل إعادتي للقاهرة ، هذا التصرف يأتي مع أمثالي من المعارضين ، وقد أُخذ به قائد الجيش الحر حسين هرموش من موظف حاقد ، سُلم من خلاله لعصابات آل الأسد ، فكيف هو الحال مع أبناء شعبنا العاديين هناك ، المطلوب إنقاذهم من الذبح ، ولم يعد يهم الحكومة التركية شيء من هذه الغطرسة ، وبالتالي فالأتراك لم يُقدموا لسورية الا الفتات الذي يُغطي ماء وجههم الكالح ، بينما خادم الحرمين الشريفين الذي لم يستعرض ظهوره كثيراً ، وببضع كلمات ، كان لها أكبر التأثير على الواقع السوري ، فهو من أوصل الملف الدامي للجامعة العربية ، وهو من أوصله الى المجتمع الدولي ، وهو من يقوم بالعمل المؤثر بانتقالات دقيقة ومحسوبة ، وأخرها حديثه مع الرئيس الروسي بهذه الكلمات التي لها أبعادها وما بعدها " " وإذاً هو تقديم الدعم اللازم على كل الصعد مباشرة ، وليس كأخينا أردوغان المراوغ
لأعلن عن أسفي لما وصلنا اليه من خيبة الأمل بالأتراك ، وتجربتهم التي كانت متميزة في وقت ما ، لكنها لم تتطور فيما بعد ، وبقيت في مكانها راكدة تراوح ، لاتتقدم بخطوة ، وهي جبانة من أجل الحفاظ على مصالحها الخاصة ، وكأن الغاية عند هؤلاء الوصول للسلطة ، وليس تحقيق مصالح الناخبين ، والتي منها نصرة الشعب السوري ، فنسمع منهم ضجيجا وجعجعة ولا نرى طحيناً ، سوى تصريحات جوفاء ، ربما يكون بعضها مورطاً ، حتى السوريين هناك من هو على صلة بصاحب القرار ، لايستطيع مساعدة شخص في هذا البلد ، ممن غضب عليه الزمان ، سواءً لخطأ اقترفه ان كان ثائراً ، او لهفوة قد يرتكبها ، او لربما يستطيعون ولا يفعلون ، بينما هم يمتدحون على الدوام تلك التجربة ، وكل مانخشاه أن يكون مقتلنا من هناك ، فنؤّمن بالأتراك ليكونوا بموقع الإحباط ، ولابد من المكاشفة ، وتوجيه اللوم للجانب الحكومي والحزبي دون خوف على مصالح أو وجل ، وشن الهجومات عبر الإعلام بما يتعلق بالتقصير في الجانب الإنساني والحقوقي ، تماماً كما نفعل نحن هنا بمصر بكل قوّة ، ونلقى التفهم والاستجابة ، لأننا أبينا إلا أن نكون أحرارا ، بكل ماتعنيه الكلمة ، لنؤكد أنه لاخيار لنا بعد اليوم إلا بالاعتماد على انفسنا ، وإذا ارادت تركيا مساعدتنا ، فلتتفضل بإرسال السلاح لأهلنا في سورية على اقل تقدير ، بعد تباطؤ وتواطؤ المجتمع الدولي في إنقاذ شعبنا السوري ، بضربة عسكرية محدودة وبسيطة تطيح بعصابات آل الأسد ، لأنه نظام لاتاييد له ، وغداً بعد التحرير سنرى الأتراك يتسارعون لجني المكاسب ، ونحن ليس عندنا مشكلة ، وهذا كله مشروط بمقدار الدعم الذي سيُقدم من الدول لأهلنا ، ولكن البراغماتية التي يُطبقها القادة الأتراك ، قد تكون نافعة لرجال الحكم ، ولكنها بالتأكيد مضرة بالشعب السوري
وفي الختام : لابد أن اقول كلمة تجاه مؤتمر أصدقاء تونس الذي نُرحب به ، ونامل بأن يخرج بقرارات عملية وسريعة لإنقاذ الشعب السوري ، والذي ذهب اليه عن غير دعوة بعض أعضاء هيئة التنسيق الوطني المنبوذ الكثير من أعضاءها ، وعلى رأسهم المجرمان سمير عيضة ، وهيثم المناع ، الذي ظهر مؤخراً بإحدى المحطات ، مُعلنا بأنه يقبل الحوار مع المجلس الوطني بلا شروط ، وشعبنا يُذبح ، ليتم الحوار معه على ماذا ؟!! بدلاً من الخنوع امام متطلبات الشعب المذبوح ، ونحن سنلحق بهم الى تونس ، لنُعلنها صراحة وبكل وضوح ، لكل من يقبل هذا الحوار العقيم على الدماء الطاهرة ، بأننا سنُلحقه بالنبذ والعار ، وسنعتبر ذلك خيانة عُظمى ، لنشكر مجلس الشعب المصري على قراراته الأخيرة التي اتخذها ، من تقديم المساعدات المالية والمعنوية للشعب السوري ، والتسهيلات للسوريين اللاجئين الى مصر ، واعتبار سحب السفير المصري نهائي ، وكذلك طرد سفير عصابات آل الأسد نهائي ، وممارسة الضغوط على الصين وروسيا لتغيير موقفهما العدائي ، لنتمنى عليهم اصدار قرار بالدعم العسكري والتسليحي ، لأن من حق شعبنا أن يُدافع عن نفسه ، والوقوف الى جانب الشعب السوري بلا حدود ، واعتبار الشعب السوري والمصري شعب واحد ، يستلزم الدفاع عنه بكل الإمكانات ، والله أكبر ، والنصر لشعبنا السوري العظيم
" شعبنا السوري يُقتل بالسلاح والزخيرة الروسية ، والقناصة الصينية ، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة المجرم المطلوب دولياً بشار، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري ، والجامعة العربية متواطئة مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي وهي تمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب ، وأملنا بكم كبير ياقادة الخليج العربي وبمن وراءكم من غالبية الدول العربية للنصرة ، ونطلب منكم النجدة والإنقاذ بما منحكم الله من المشاعر الصادقة والقدرة والوزن الدولي والثقل ، فكونوا على الدوام مع أهلكم السوريين ، واحملوا راية شعبنا ، وفقكم الله لما يُحب ويرضى لنصرة شعبنا المذبوح من الوريد للوريد.