ملاحظات شخصية ورأي خاص
ملاحظات شخصية ورأي خاص

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
الطبيب الميداني البطل والشهم في حمص بارك الله فيه وحماه من كل سوء , ومع أسفي الكبير لأنني لم أستطع تذكر اسمه , عندما وجه نداء استغاثة لنساء حلب , وقد علق أحدهم على ذلك مسنكراً , وهل وصل الحال بنا لنستغيث بالنساء ؟؟!!
فلا تعجل ياأخي على هذا , يقال في المثل (وراء كل عظيم امرأة ) وكم من النساء تفوق الرجال في الشجاعة والصبر والاباء , وفي نفس الوقت عندما تعدم العون من أخيك فقد تلجأ لأختك , وإن بقيا الاثنان في صمم , فلا خير لافي رجالهم ولا نسائهم
أمام المجازر التي ترتكب بحق إخوانهم في حمص . فحمص منتصرة بعون الله عاجلاً أو آجلاً وأرجو من الله أن تكون عاجلاً حتى يحتفل ممن بقي بالنصر القريب .
كنت أتحدث لأحد الأصدقاء الأتراك اليوم فقال لي لقد ذكر أو صرح وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركية , أنه لايستطيع النوم , من رنين هاتفه وكلها قادمة من سوريين يطلبون منه الغوث والتحرك لنجدة الشعب السوري , فهو يعبر عن انزعاجه من قلة النوم .وقبل التعليق على ذلك نذكر اللاعب الارجنتيلي ليونيل مسي ولاعب نادي برشلونه , والذي تبرع بعلاج ألف جريح سوري على نفقته الخاصة , وقد ضرب بذلك النظرية اليهودية في بروتوكولات حكماء صهيون , (في أن يشجعوا الناس على الرياضة لأن الرياضي لايهتم بالسياسة وهمه الوحيد الفوز والخسارة ) , ولكن ميسي والساروت ضربا تلك القاعدة .
عندنا كمسلمين على سبيل المثال (حق الجار على الجار : إن كان الجار من ذوي القربى فله ثلاث حقوق حق القربى وحق الاسلام وحق الجيرة , وإن كان غير مسلم فله حق الجيرة , وإن كان مسلماً فله حق الجيرة وحق الاسلام )
وهنا نجد أن النداء الموجه لنساء حلب , والذي وجه النداء عنده عليهم ثلاث حقوق , حق الاسلام وحق الجيرة وحق القربى , وعلى داوود أوغلو حق الجيرة وحق الاسلام .
بينما اللاعب الارجنتيني ليس لنا عليه أي حق من تلك الحقوق , ولكنه فرض على نفسه حقوقاً, منطلقاً من شعورٍ إنساني يمتلكه في داخله , ومن ضميره الانساني وعلينا أن نقدم لنا شكره على عمله الطيب هذا .
أما الذي لايمتلك ضميراً إنسانياً لايمكن أن يشعر بشعور الآخرين , ولا يمكن أن يمتلك إيماناً ولا يمكن أن يمتلك رابطاً من روابط الرحم ولا يعي حق الجار أو القربى , وهذا يتلاقى مع ماذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه (من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم ) .
ملاحظة أخيرة : عرض على صفحات الثورة البارحة قائد الجيش الحر البطل في الزبداني يتفقد الفرن الآلي للخبز في المدينة , وصدق أحد الأخوة عندما عبر عن موضوع الفيديو , ان ناشره يقصد شيئاً غريباً , وبالفعل كانت رؤية الأخ في محلها , فقد منعت عصابات الاجرام اليوم دخول الطحين إلى الزبداني .
والسؤال هنا لكل من يصور وينشر , يجب أن تسأل نفسك قبل النشر مالفائدة من النشر ؟
فناشر الفيلم لايحمل سوى احتمالين : الأول أنه شبيح تابع للعصابات الأسدية , أو أنه غبي , وكلاهما أسوأ من بعض .
أرجو من الجميع أن لاتساعدوا في قتل إخوانكم الأبطال .
![]()