انشقاق بشار الأسد
د.
هشام الشاميأنا الدكتور بشار حافظ سليمان الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية و القائد العام للجيش و القوات المسلحة و الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي أعلن انشقاقي عن الدولة و الجيش و الحزب و انضمامي للثورة الشعبية السورية ، و ذلك للأسباب التالية :
أولاً- أسباب انشقاقي عن رئاسة النظام السوري :
1-عدم وفائي بالتزاماتي التي قطعتها على نفسي أمام الشعب و ذلك منذ خطاب الفسم عام 2000م عند خلافتي لوالدي و حتى الآن حيث وعدت الشعب بوعود براقة إصلاحية لم استطع على مدى أكثر من عقد تنفيذ أي منها
2-عدم امتلاكي لقراري في حكم البلاد ، و سيطرة مافيا العائلتين الأسدية و المخلوفية من جهة ، و مافيا الأجهزة الأمنية من جهة ثانية على كل قراراتي و مواقفي ، حتى أصبحت أشعر بنفسي أمامهم و كأني ريشة في مهب الرياح لا حول لها و لا قوة
3-فشلي في المحافظة على استقلال سوريا ، و رهن البلد للاستعمار الفارسي الصفوي الشعوبي الحاقد و من يدور في فلكه
4-ثورة الشعب السوري العارمة بكافة فئاته و طوائفه و أعراقه ضدي ، فلم تبق مدينة و لا قرية كبيرة أو صغيرة إلا و ثارت ضد حكمي و طالبت بإسقاط نظامي ، و رأيت بأم عيني كيف مزقت صوري و صور والدي و أخوتي و كيف ديس عليها بالأحذية و كيف حطمت أصنامي و أصنام والدي و كيف لعب الأطغال برؤوس الأصنام بأقدامهم ، و سمعت بأذنيً أقذع الشتائم بحفي و بحق والدي و والدتي و عائلتي من أطفال و نساء و شيوخ غاضبين تظاهروا ضدي بعد أن سئموا من حكمي و حكم والدي من قبل
5- عدم تمكني من تأمين الحياة الكريمة للسوريين ، و شعور الشعب السوري أنه أصبح يعمل في مزرعة آل الأسد و آل مخلوف ، مما أدى إلى أن يفبع أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر و تهجير الملايين من السوريين خارج البلاد سعياً وراء لقمة العيش أو هرباً من جحيم الأمن ، و تكدس رؤوس الأموال بيدي و يد ثلة فليلة من آل الأسد و آل مخلوف
6- انعدام الثقة بيني و بين الشعب السوري ‘ خصوصاً بعد مقتل الآلاف منهم على يد الأمن و الجيش و الشبيحة منذ انطلاق الثورة ضد حكمي في 15آذار من العام الماضي ، و اعتقال عشرات الآلاف و إذلال معظم الشعب السوري على يد مرتزقتي من الأمن و الشبيحة
ثانياً – أسباب انشقاقي عن الجيش
1- تحول الجيش العربي السوري عن مهمته الأساسية في حماية الوطن و الشعب إلى حماية النظام و العائلة الحاكمة
2- ترك الجيش للحدود مع العدو و لثكناته العسكرية و انتشاره في كافة المدن و المحافظات السورية لقمع المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية
3- سيطرة الفاسدين و المرتشين و القتلة و الطائفيين الموتورين و أصحاب العقد النفسية على قيادات الوحدات العسكرية الذين حولوا قطعاتهم إلى مزارع لحسابهم و عساكرهم إلى عمال و خدم لهم و لعوائلهم
4- قيام هذا الجيش بجرائم شنيعة بحق السوريين على طول و عرض الوطن عوضا عن الدفاع عنهم و كذلك قتله لكثير من الأخوة الفلسطينين و اللبنانيين و غيرهم من العرب
5- عدم تمكن هذا الجيش من تحرير الجولان المحتل ، و عدم و جود أي خطة واضحة أو برنامج عملي لتحرير الجولان ، بل أصبحت مهمة الجيش الموجود في الجولان حماية حدود إسرائيل ، وعدم تمكن القوات المسلحة من الرد على كل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للداخل السوري و التي وصلت إلى حد تحليق الطيران الإسرائيلي فوق قصري دون أي رد
ثالثاً0 أسباب انشقاقي عن الحزب
1- عدم تمكن هذا الحزب من تحقيق أي شعار من شعاراته المرفوعة منذ تأسيسه في 7نيسان 1949م ، فالوحدة أصبحت شرذمة و تقسيم حتى على مستوى البلد و الوطن الواحد و الحرية أصبحت سجونا و فروع أمن و إذلال و إرهاب و الاشتراكية أصبحت أقطاعات و رأسمالية في حسابات آل الأسد و مخلوف و شاليش
2- تحول عناصر الحزب إلى ثلة من الانتهازيين و المستفيدين و الفاسدين و المرتشين و المهربين و المتسلطين على رقاب الشعب فالبعثي أصبح بنظر المواطن رمز التخلف و الاستبداد و الفساد و الخيانة
3- تحميل هذا الحزب مسؤولية ما آلت إليه البلاد من تدهور الأوضاع قي كافة المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية و الأمنية في سوريا ، مما أدى إلى يأس المواطن من قيادة هذا الحزب للدولة و المجتمع حسب الدستور على مدى نصف قرن من الزمن
مر هذا الشريط سريعاً كالبرق في مخيلة بشار الأسد ، عندما سمع رئيس مكتبه و ابن عمته ذو الهمة شاليش يوقظه من نومه قائلاُ :
-
سيدي الرئيس ، سيدي الرئيس ، القيادة في انتظارك ، العائلة كلها في غرفة الاجتماعات ، أمك و خالك و أخوك و صهرك و ابن خالك كلهم هناك ، لقد أرسلوني لإيقاظك ، يقولون : لقد تأخرت عن الاجتماع ، الاجتماع اليوم مهم ، سيناقش زيادة وتيرة الانشقاقات عن الجيش و تدهور الأحوال الأمنية ، لقد دعوا كافة القيادات الأمنية إلى الاجتماعرفع بشار الأسد رأسه و جبينه يتصبب عرقاً ، و اسند جسده المنهك و وجهه الكالح المكفهر إلى حافة السرير ، و هو يقول بصوته المختنق :
-
كابوس مخيف ، حلم مريع ، كل أحلامي أصبحت كوابيس ،لم أعد أستطيع النوم ، عشرة أشهر من الكوابيس , لماذا لم أبقَ في مهنتي الإنسانية ؟، لماذا تحولت من دكتور إلى ديكتاتور قاتل ؟، لقد حملني والدي إرثاُ ثقيلاُ ؟ متى سينتهي هذا الكابوس المرعب ---قاطعه شاليش قائلا ً: اخفض صوتك سيدي الرئيس ،قد يسمعك محمد ناصيف و علي مملوك و محمد الشعار و حافظ مخلوف و عبد الفتاح قدسبة و جميل حسن و محمد ديب زيتون .. فهم جميعاُ في الخارج
مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية