شعب سوريا لم يعد يخاف الآلة العسكرية

رضا سالم الصامت

الشعوب العربية و منهم شعب سوريا الأبي لم يعد يخاف الآلة العسكرية، بل يواجهها بصدور عارية ، رغم تعرضهم لأبشع أساليب القمع ،و بالرغم من أن احتجاجاتهم سلمية فإنهم لا يحملون لا سكاكين ،و لا أسلحة نارية . هم يحملون فقط أفكارا يريدون بها تغيير حاكمالتصق بكرسي اصبح مهزوزا و نهب ثروات البلاد و عاث فيها فسادا . شعب سوريا يحمل مطالب مشروعة، مطالب من أجل تحسين ظروفهم الحياتية و المعيشية ...

مطلبهم الوحيد تغيير النظام ، و استعادة كرامتهم الإنسانية التي هدرت على مدى سنوات حكم جائر .

لقد سبق ان نجحت في هذا كل من تونس عندما أطاحت بنظام بن علي القمعي ومصر بإطاحة نظام مبارك الرجعي ، و ليبيا بإطاحة نظام القذافي المستبد و هاهو الشعب اليمني و البحريني و السوري يطالب بنفس المطالب و يسير على نفس الخطى .

 فخلال هذه الثورات يلاحظ المرء بالملموس تعمد الحكام على قمع مواطينيهم بأسلحة فتاكة و محرمة دوليا ، مما أثار سخط المجتمع الدولي . على سبيل المثال لا الحصر ، أن ما حدث في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و بعض البلدان الأخرى تقريبا نفس الشيء ، حدثت اقتحامات متكررة للمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى من حملات تمشيطية ومداهمات للمنازل و ترويع الآمنين من السكان العزل و استهداف ممنهج للأطفال والنساء والشيوخ و اقتراف جرائم وحشية وتعذيب الناس والتنكيل بهم على مرأى العالم وسمعه....! و هو ما خلف مآسي و أحزان كان من الممكن تفاديها

 ففي سوريا أصبح بشار كالغول يصول و يجول و يقتل الشعب الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير و الإصلاح و ما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب ، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه و تمزيق بلد عظيم في تاريخه و حضارته و ثقافته . ... و هو الذي وعد بالإصلاح، و خالف وعده ، قصف مدنا بأكملها و يتم أطفالا و قتل نساء و رجالا و اعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء .. أبناء جلدته ...أهذا هو الإصلاح الذي وعد به شعبه ؟ 

إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن، من أيام أبيه حافظ ..

 فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات طبيب العيون،و إن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه و شبيحته .

لكن ليعلم بشار و مؤيديه أن شعب سوريا اختار الموت لأنه رفض و يرفض الذل و الهوان و حياة الاستبداد و القمع ، و لم يعد يرهبه الرصاص و الدبابات و القنابل ، هذا الشعب الحر يريد الحرية و الكرامة ليبني سوريا جديدة تنعم بالحرية و الديمقراطية .

ان الشعب السوري يُقتل وتُسفك دماؤه ، و لا حياة لمن تنادي ، و الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و أعمال القتل تتواصل و الأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار و المجد و الحرّية و الكرامة الإنسانية .