لقطات متنوعة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
خطاب بشار
البارحة مما جاء في خطاب طويل وممل جداً لكل من تابعه , ولو كنت أمتلك سلطة , أو من الموالين لاسمح الله من أركانه , لكان الأولى فيهم أن يتم عزله فوراً , ومحاكمته علناً والتخلص منه إلى الأبد , ومن أهم القضايا والتي ستدينه هو الآتي :
1- الكل يعلم أنه عندما يكون هناك صراعاً بين طرفين , فإن أهم مرتكزات النصر لأي طرف يعتمد على , تقليل الأعداء , وتكثير الأصدقاء , وجعل آخرين على الحياد , بينما في خطابه المشئوم عليه وعلى زمرته , أنه لم يترك له صديقاً في العالم العربي أو الدولي والذين لهم الفضل الكبير في وجوده في السلطة .
2- جعل الشعب السوري في غالبيته عدواً له , ولم يقدم أي شيء فيه اطمئنان أو أي ادنى أمل , ولم يستطع تقديم ركائز مستقبلية , يمكن لأصدقائه قبل أعدائه , أن تلج في شعورهم عبارة أمل من هذا الحاكم , ووجدت المعارضة والتي يسميها النظام معارضة إيجابية , قد وجدت نفسها صفر اليدين , وتلك التي صالت خلال المدة الماضية وجالت في لقاءات سرية وعلنية , وفي محادثات مع حلفاء النظام , ةترقبت هذا الخطاب , ليقول لها :
تعالي سأفوضك في تشكيل حكومة أنت ستقودينها , وخرجت هذه المعارضة صفر اليدين ولا حتى بخفي حنين , وانطبق عليها المثل القائل (جنت على نفسها براقش) , ولو نظرنا لرد الفعل الأولي للدكتور هيثم المانع , وكيف انقلبت آراؤه بين عشية وضحاها , وعلى رأي العراقيين (خوش بوري واكل) , لأنه هيئة التسيق على مايبدو ومعها بعض المعارضة من خارج المجلس وداخله , صدقوا الوعود , ولكنهم يستحقون هذا الخذلان , لأن المصلحة الذاتية أعمتهم عن الحقيقة , حقيقة بثار وشلته , في نكوصهم بالمواثيق والعهود , وباطنيتهم المعهودة في التعامل مع الآخرين , وكم أرجو ان يموت أنس الشامي بغيظه قريباً .
3- لم يترك أي معبر أو فرصة لأصدقائه حتى يخرج من الأزمة بأقل الخسائر, وجعل الطريق الوحيد لحل الأزمة هي طريقته الأولى , عن طريق إخضاع الشعب بالقوة فقط , وهذه القوة منذ عشرة شهورٍ يستخدمها , ولو كان يملك ذرة عقل هو وشلته القذرة , والفشل يلاحقهم , والعالم يحاصرهم وينصحهم في التخلي عن هذا لأسلوب , وهناك حكمة تقول , الأحمق من لايتعظ بغيره , وغالبية الشعب السوري ضده , ولن يسكت الثائرون فيه , وسيقاومون القوة بالقوة والحديد بالحديد , وفي نفس الوقت يفيدهم هذا الأحمق في أنه يستجر العالم للوقوف مع الشعب الثائر , بسبب جرائمه التي لايقبلها إنسان عاقل , أو ضمير إنساني , ولعل يكون خطابه هذا هو القبر الذي حفره لنفسه ولنظامه , وسيُدفن بيد الشعب الثائر الحر فيه ,بالقريب العاجل بإذن الله تعالى
4- خطابه اليوم أمام الملايين في ساحة الأمويين كما يدعي , وفيها لقطتين هائلتين جداً , الأولى ان الساحة لايوجد فيها إلا أعداد قليلة من الأمن ومؤيديه , والصور كلها من مسيرات قديمة , والثانية وهي المهمة جداً , عندما كان يتحدث اقترب أحد مرافقيه وألقى بإذنه الطويلة كلمات ومن ثم سحب الميكرفون من يده وتجمعوا حوله ودفعوه للخروج عن المنصة ليولي هارباً , وهذا الذي يتحدى الشعب يهرب عن المنصة .
5- أعتقد ان نهاية هؤلاء الطواغيت والقتلة والمجرمين قد قربت , وعلى جيشنا الحر البطل تكثيف ضرباته , بما يسره الله له , وعلى المعارضة الشريفة دعمها بكل ماتستطيع الآن , لثوارنا الأبطال وسرعة الحركة على المستوى الداخلي والخارجي لجلب جمع انواع الدعم لثوارنا الأبطال , حتى لايتأخر النصر كثيراً , فتوكلوا على ياحرائر وأحرار سورية فلقد قرب النصر الأكيد بإذن الله .