مستقبل الحراك الثوري السوري بين السلمية وعسكرة الثورة
مستقبل الحراك الثوري السوري
بين السلمية وعسكرة الثورة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
أحد مراقبي اللجنة العربية أنور مالك الانسان الحر والشريف قرأ الواقع السوري كما هو , ولم يدع ولم يتأول بشيء غير موجود , والواقع أفظع مما شاهده بكثير .
مع مايعرفه الشعب السوري عن حقيقة عصابات الاجرام الحاكمة في سورية , وعن عملياته الاجرامية , طيلة حكمه , لهو دليل دامغ على أن هذه العصابات دواؤها بنفس الإسلوب , التي تتبعه للسيطرة على الشعب السوري وتنفيذ عمليات إجرامها بكل أريحية , وبرودة دم , فالقتل صار وراثياً , ومنذ عدة قرون , لم يجدوا من يحاسبهم عليه , وعندما قامت الثورة السلمية جن جنونهم , واستخدموا كل أنواع الاجرام لقمع الثورة , وأمام إصرار مدن بعينها على الزخم الثوري , بقيت الثورة مستمرة , وأخذت تطور وساؤلها , من المظاهرات السلمية , إلى الاضرابات والتكبير والهتافات والأناشيد الحماسية , في مقابل هذه التحركات السلمية , كانت العصابات الاجرامية وما زالت ترتكب أبشع انواع الجرائم بحق هذا الشعب الذي رفض العودة للذل مرة أخرى .
ونتيجة حتمية للكم الهائل والمتتابع من الجرائم , وبمساعدة أجرم الناس في إيران والعراق ولبنان , والشيعة بشكل عام , معتبرين أن هذه العصابات إن سقطت , سيسقط من بعدها المخطط الطائفي , الذي رسمه دهاقنة الفرس وحاخامات تل أبيب , والسيطرة بالكامل على الدول العربية , وتقاسم النفوذ بين دولة اليهود والدولة المجوسية , والانتقام من العرب المسلمين , ولن يتم لهم ذلك إلا بالقضاء على المسلمين السنة في هذه المنطقة , وما قصة المهدي عندهم , إلا اسطورة اخترعها الصفويين , للقضاء على الأمة التي أسقطت دولة فارس المجوسية , فالفرس يعتبرون العربي وبغض النظر عن مذهبه وطائفته حيوانات لها ذيل , وأشد بني البشر سوءاً ويحتلون المرتبة الدنيئة من الحيوانات , لذلك فمالهم ودمهم وعرضهم مباح .
إن سقوط الطاغية في سوريا وعصاباته الاجرامية , تعني أن مخططهم قد تقطعت او صاله , وأذرعهم في المنطقة ستتكسر وتتحطم لسنين طويلة ليست واضحة لهم في الأفق القريب .
نجاح الثورة في سورية الشام , يذكرهم بفعل الأمويين عندما قضوا على الدولة المجوسية كلها وامتدت الدولة العربية الاسلامية , إلى الصين شرقاً والأندلس غرباً .
فالدولة اليهودية والدولة الصفوية , لايخفيان إصرارهم على مساعدة بقاء هذه العصابات الاجرامية الحاكمة في سورية ومن والاهم , ولكن هناك جبهة قوية صاعدة , هذه الجبهة تتمثل في شعب رفض هذا المخطط , وأراد أن يعيد كيانه المغتصب , وإن أي مغامرة خارجية ضد هذا الشعب ستكون نهاية المغامرة وبالاً على صاحبها حتماً , وحتى تستطيع هذه الجبهة الصمود , وليس الصمود فقط , وإنما النصر الأكيد بإذن الله تعالى , عليها أن تعي حقيقة الدفاع عنها وكسر شوكة العدو , ومن ثم دحره نهائياً .
المسار الأول : المظاهرات السلمية والاضرابات وتوابعه , فهذه العصابات الاجرامية تستمد قوتها من عناصر وقدرات الشعب الثائر , وبالتالي فإنها تستنزف قدرة العصابات على الاستمرار , وانخفاض مواردها , وتشتت مقدراتها المتوزعة على كامل التراب السوري , والزيادة في تخلي القدرات البشرية والعسكرية عن هذه العصابات .
المسار الثاني : المقاومة العسكرية والممثلة بقيادة الجيش الحر وألوية الضباط الأحرار والمجالس العسكرية الثورية في المحافظات السورية , يتحتم الواجب على هذه الفصائل والكتائب المقاتلة والمدافعة عن الشعب الثوري السلمي الثائر , تشكيل قيادة مركزية ثورية , وناطق اعلامي رسمي لها , لتنظيم عمليات المقاومة .
المقاومة ستكون حسب المعطيات والامكانيات المتوفرة , وخير وسيلة لهذه المقاومة , هي حرب العصابات , وحرب العصابات تعتمد في البداية , عندما لايكون عندهم منطقة محررة , على مجموعات صغيرة أو كبيرة , تضرب أهداف محددة لها تأثير مباشر على أركان هذه العصابات المجرمة , والعمل خارج المدن ونصب الكمائن على الطرقات , وتجنب الوقوع في أخطاء المقاومة العراقية , باعتماد جزئ كبير منها على التفجيرات في المناطق السكنية , مهما كان الهدف ثميناً , فالعبوات والسيارات المفخخة تستخدم فقط على الطرقات والمواقع البعيدة عن وجود المدنيين .
ولا يمكن إزالة هذه العصابات الاجرامية في سورية والنصر عليها , إلا عن طريق المسارين أعلاه , وهنا لابد من نداء وتوجيه وحس كل من عنده القدرة المادية أن يدعم الثورة , ويدعم هذه المقاومة الشريفة , من السوريين المتمكنين في الداخل والخارج , ومن المؤمنين بعدالة الثورة السورية من الأشقاء العرب والمسلمين في دول العالم كافة , فالموقف العربي والدولي لازال ضعيفاً , وأعتقد سيبقى هكذا , إلا عندما يفقد الأمل في انتصار عصابات الاجرام على الشعب الثائر , وعندها سيبحث عن مصالحه الذاتية , مع السلطة القادمة , أي بعد انتصار الثورة السورية .
نجد أن المعارضة السورية وأحزابها الرئيسية منقسمة لقسمين رئيسيين , منهم من يعتمد الحراك السلمي فقط , فنقول لهم ادعموا الثوار السلميين , ومنهم من يؤيد الجيش الحر والمقاومة فنقول لهم ادعموا وجهة نظركم بدعم هذه الجهة مادياً وعسكرياً ومعنوياً , وبالتالي :يكون الخلاف بين المعارضة خلافات وجهات نظر فقط , فلكل فريق يدعم وجهة نظره , وتبقى الثورة السورية , من الواجهة القانونية الدولية ثورة حق وواجب , ولا يمكن الاشارة للإرهاب فيها , فثورتنا ثورة حق وعدل وحرية وثورة مباديء سامية , والله مع الحق ,وسينصرنا الله تعالى بالتأكيد ,وقريباً بإذن الله تعالى .