رسالة مفتوحة إلى السيد خالد مشعل

رئيس المكتب السياسي لحماس

السيد المقاوم خالد مشعل حفظك الله : اسمع مني أبيّن لك

إن بشار الأسد رجل بلا شرف ، احتضنك لكي يكسب بك شرفا لأنك رجل حرٌ وشريف ، وقد تمسّك بك لتصبح رمز عزّته التي لا يملكها إلا كذبا ونفاقا وتقية ،وعندما افتضح أمره وكشفت عورته للقاصي وللداني وجب عليك التبرّؤ منه ، والوقوف في صف الشعب وثورته المحقّة الربانية العادلة ، ونحن نعلم أنّك تمسّكت به بداية من باب " من قلّة الخيل شدوا عالحمير سروج " غير أن الخيل كثرت هذه الأيام ، والتمسك بالحمير لن يكسبك إلا وهنا وتأخّرا ، وترنّحا في السير واللحاق في ركب النضال والحرية والكرامة .

يا خالد مشعل :

الذي منحكم في حماس الحب الشرف والعزة هو دفاعكم عن إرادة الشعوب ومطالبها المحقّة النابعة من سعيها للحرية والكرامة ، وعدم محاباتكم أو تزحزحكم عن موقفكم من المستبد الظالم ، فقل لي بالله عليك :

 

- ألسنا إخوة في الله ، اليس السوري كالفلسطيني اخوانك إن آمنوا بالله ؟!

- أليس دم المسلم واحد سواء كان في فلسطين أو سورية أو أي بلد من بلاد الدنيا ؟!

- أليس المجرم مجرما سواءً كان يهوديا أو مسلما أو كافرا أو اسرائيليا أو سوريا أو أيا كان ؟!

- إن استضافك من يقتل أخاك ويغتصب اختك ويدوس لحية أبيك - كما يفعل بشار مع إخوتك - هل ستبقى وفيّا له ؟!

- هل الحفاظ على حياة الاف الفلسطينيين في سوريا أولى من الحفاظ على دماء ملايين السوريين فيها ؟!

- ألا تعلم من قتل من الفلسطينيين أكثر: اليهود ، أم آل الأسد ؟!

- أتراك نسيت ما فعله بشار في مخيم الرمل باللاذقية بأخوتنا الفلسطينيين ؟!

- ألا تعلم لماذا غاب أخوة عز الدين القسام عن نصرتكم ونجدتكم ، ألا تعلم بأنهم يقتلون ويعذّبون ويسجنون منذ أن ابتلينا بحكم من كنت وفيّا له ؟!

- أليس شيخك ومرشدك حسن البنا ، وأنت تعلم أن من يرتضيه شيخا ومرشدا في سوريا من السوريين يحكم عليه بالإعدام ؟!

- أليست " الغاية تبرر الوسيلة " من شعارات الماسونية ، وتصرفك أقرب ما يكون إليها ؟!

- ألست إسلاميا ، والاسلامي لا ينحاز إلا إلى الحق ، وإلا فما الفرق بين الإسلامي والبراغماتي ، وما الفرق بين موقفك وموقف القادة العرب من الثورة ؟!

- هل ينفع مسك العصا من الوسط في مثل هذا الموقف المغمّس بدم الشهداء القاني ؟!

- هل بقي هناك عاقل وعنده ذرة ضمير ولا يميّز بين الجاني والضحية في سورية ؟ !

- إن كان الاحتلال الإسرائيلي داءً شلّ يدنا اليمنى " فلسطين " ألم يكن الاحتلال الاسدي سرطانا استشرى في قلب أمتنا " سوريا " ، فمن الأولى بالمعالجة ، القلب أم اليد ؟!

- هل تريد أن أحدّثك أكثر ؟ هل تريد أن أذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" المسلم أخو المسلم، لا يخذله ولا يسلمه، التقوى ها هنا - يشير إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه "

أم قوله عليه السلام : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه المؤمن مثل ما يحبّه لنفسه "

- ألم تسمع قوله عليه السلام :

" ما مِن مُؤمن نصر مؤمنًا في يوم يحب فيه نصرته، إلا نصره الله في يوم يحب فيه نصرته، وما من مؤمن خذل مؤمنًا في يوم يحب نصرته، إلا خذله الله في يوم يحب فيه نصْرته "

ختاما خذها نصيحة مني من رجل من عوام المسلمين إلى إمام من أئمتهم :

إن بطولتكم وجهادكم ومقاومتكم لليهود أعطتكم شرفا وعزّة هي بعيدة عن بشار وآله بعد المشرق عن المغرب ، وقد جاءه شيء من هذا الشرف والعزة عندما احتضنكم ، فأصبح يسوق الشرف علينا وهو بلا شرف ، ويتذرّع باحتضان المقاومة وهو ألدّ أعداء المقاومين وحامي حمى إسرائيل ، واليوم وقد ذاب الثلج وبان المرج وبدت حقيقته جليّة واضحة فأنت أمام خيارين لا ثالث لهما :

- إما أن تكشفه على حقيقته وتلفظه وتنزع الشرف الذي أكسبته إياه ،

وإما أن تبقى " وفيا له " فينزع عنك الشرف والمجد والعزة التي نجلّك ونحترمك ونقدّرك لأجلها

والله من وراء القصد