تحية من القلب لأهل تونس

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

ما أجمل تونس وأهلها ؟ ..

قلوب طيبة ، وشعور رائع بمفاهيم المعاني الأخوية .

لم أكن زرت تونس من قبل وإن كنت رغبت أن أزورها منذ أكثر من ثلاثين عاماً حين كنت وزوجتي معارَينِ إلى وزارة التربية الجزائرية عام ثمانين وتسع مئة وألف من القرن الماضي نعمل مدرّسَين في المدينة الرائعة الجميلة بأهلها وأرضها( بجاية )، وكانت الإجازة الانتصافية أسبوعين تقريباً – في الشهر الثالث من السنة ( آذار – مارس) وكان الجو لطيفاً فانطلقنا بسيارتنا إلى الشرق الجزائري فمررنا بمدينة جيجل  ثم بسكرة ثم عنّابة ، وهناك التقينا قدَراً ببعض المدرسين الذين رغبوا أن يزوروا تونس – وفي (عنابة ) قنصلية تونسية اتجهنا معهم إليها نطلب التأشيرة للدخول إلى الأراضي التونسية ، وكنت وزوجتي آملَين أن نحظى بالتعرف عليها ..  وانتظرنا ساعة أو أكثر..

كلُّ من طلب تأشيرة الدخول نالها إلا – المسكينين – ( عثمان وزوجته) لم يحظيا بها ، لقد كنت – وما أزال – ملتحياً ، فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت زوجتي محجبة ، ولم تعجب صُورَتانا القنصلَ ذلك اليوم ، ومُنعنا من الدخول فعدنا أدراجنا نبتسم ابتسامة المتألم من فهم قاصر وتصرف ( مُقصٍ) ..

وأمس كنت من الزائرين في وفد المجلس الوطني السوري إلى تونس فوجدنا ترحاباً من الإخوة وعوناً وكانت كلمة رئيس الجمهورية الجديد مريحة حين وعد بالاعتراف الرسمي بمجلسنا حين تشكل الحكومة التونسية ، وكان الوزير الأول مثال الفهم واللطافة .

التقيت بالعديد من الإخوة التونسيين فكانوا يحيطوننا بمعاملة تدل على طيب وأصل عريق وحب لإخوانهم في المشرق ، ويدعون لنا بالنصر على الطاغية الأسد وزمرته ويهيئون كل وسائل الراحة والتيسير شأن الأخ الذي عانى من ظلم فادح فنصره الله وحرره من كابوس جثم على صدره عشرات السنين فأحب أن يتخلص كل العرب والمسلمين ، والعالم كله من الطغاة الجبابرة الفاسدين ، ويريد الحرية للعالم كله

أنى التفتُّ وجدت الجمال الخضرة في تونس الخضراء ، جعل الله أيامها نضرة وخضرة وسعادة وأمناً وأماناً ، ولهم دعائي القلبي أن يتم الله تعالى عليهم نعمة الحرية والسيادة ، وأن يمن علينا معشر السوريين بنصر من عنده على الطغمة المجرمة في سورية الحبيبة ..

لكم يا إخوتنا في تونس كل حب وتقدير. ونصيحتي لكم أن لا تلتفتوا للوراء وانطلقوا بعزم وثقة إلى الأمام .. وفقكم الله وأيدكم.