مليونية دمشق وتطبيق البروتوكول العربي
م. زياد صيدم
لم يجد النظام الدموي في دمشق بد من قبول البروتوكول العربي والذي يعد جزء من مبادرة عربية تدعمها الدول العربية والإسلامية والدولية أيضا منعا لانتقال الملف إلى مجلس الأمن محولا بطريقة رسمية من جامعة الدول العربية وذلك لحماية الشعب السوري من بطشه المستمر منذ عقود طويلة حتى طفح كيله فقدم وما يزال يقدم أغلى ما يملكه وهى دماء أطفاله وشبابه ونسائه قرابين على مسلخ نظام يتشبث بالحكم رافضا مبدأ الانتخابات وإطلاق الحريات السياسية في البلاد لعدم اقتناعه بان الأعداد الهائلة من الشهداء تكفى لتنحيه وإفساح المجال للتنافس الحر في بلد يستحق الكثير من الخير لطيبة شعبه ونخوته وكرمه وأصالته عبر التاريخ..لكن السؤال المطروح بشدة :هل يحاول النظام كسب الوقت ؟ كما يقول كثير من المحللين والمراقبين وهنا اجتهد للإجابة عن مضمون هذا الوقت وأين يصب وعن آليته المتوقعة.. نعم فقد كثر الحديث عن حرب وشيكة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبصفته حليفا لها حيث يستمد من خلالها الدعم المتنوع والامتداد الجغرافي عبر لبنان من خلال حزب الله فانه يراهن على بدء مشاركة فعلية في تلك المواجهة فهو ساقط ساقط لا محالة لكنه يستطيع أن يلجم المظاهرات والاحتجاجات المعارضة له وقت الحروب (ويستطيع في توهان الإعلام أن يقتل أضعاف مضاعفة من المحتجين والأسرى المعتقلين جميعا وسيكون القاتل قذائف من الأعداء لخلط الأوراق فهي مبررات وحجج جاهزة في مطابخ مصاصي دماء الشعوب دوما )..لان التهم وقتها ستكون جاهزة لكل من يخالف النظام والبلاد تعيش حالة من الحرب وخاصة ضد الكيان الصهيوني فهو بمفرده لن يجرؤ على إشعال فتيلها وعليه باعتقادي انه يكسب الوقت في هذا الاتجاه فتدمير البلاد المنهجي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا قائم على قدم وساق وكمحصلة نهائية سيكون الإفلاس والسقوط في نهاية المطاف للحزب الشمولي الحاكم والمنتفعين منه وبالتالي فنهايتهم الحتمية إما مطاردين في سهول البقاع أو منفيين في تخوم إيران مترامية الأطراف أو مسحولين في شوارع حماة وحمص ودمشق وهذه الأخيرة لب حديثنا حيث باختصار شديد نؤكد: بان مليونية دمشق قادمة وبهدير يصم الأذان حيث سيقلب كل الموازين في حالة وجود المراقبين فعليا على ارض دمشق تحديدا وعدم مباشرة القتل والرعب ضد المحتجين بعدم التدخل عسكريا بسحب الشبيحة وفرق الإعدام من بين السكان حسب البروتوكول الموقع..وهنا نؤكد بان تسارع وتيرة الانهيار بزحف المليونية على قصور قصيون ومقرات التعذيب الوحشي التي يعلمها جيدا أهالي المعتقلين وكل من خبرها قديما وحديثا . لهذا فالسؤال يجب أن يكون: هل سيصمد النظام في تطبيق بنود البروتوكول؟ وهو يرى بأم عينه سقوطه المدوي وهدير الحناجر المتقدمة من ميدان السبع بحرات وساحة المرجة في قلب دمشق الزاحفة باتجاه قاصيون وأحياء التجارة حيث جلادو الشعب يقبعون في ترفهم على حساب شعب تشرد وذاق الأمرين ..وهل يسمح بسيل عرمرم من جماهير رادفة تأتى من مناطق ساخنة على مدار 9 شهور متتالية ؟ وأعنى من حماة وحمص وادلب ودرعا.. تأتى بكل وسيلة وعلى كل ضامر يأتون من كل فج عميق ليشهدوا مكبرين مهللين سحل الجلادين والطغاة في الشوارع والأزقة والحارات.. لهذا فتوقيع البروتوكول ليس إلا حبر على ورق لكسب مزيدا من الوقت لاتضاح الرؤى الإقليمية الحليفة للنظام ( تلاقى المصالح ) التي أوردناها آنفا للتعامل مع الأحداث في وقتها وللأسف الشديد فان الضحية ستكون هي الشعب مرة أخرى وبأشد همجية وظلما وعدوانا وهنا يبرز تساؤلي انا شخصيا: وماذا بعد يا أمة عربية إسلامية خلت من قبلها الأممُ ؟.