بلغوا عني كل ثائر في سورية الحبيبة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
طالما دعوت إليه ياثوارنا الأعزاء , ولكن كل دعواتي كانت تذهب في مهب الريح , فاسمعوها مني ونفذوا طلبي وحتى رجائي , ولو كنت بموقع المسئول لقلت لكم , نفذوا أمري
مع اختلافي لأراء الكثيرين , ولكن هذا لايمنع من تنفيذ ماأقول .
لقد انطلقت الثورة , ولم تكن هناك قيادات سياسية تدعمها , فسموها ثورة الظلم , وثورة الفقر , وثورة الوجود , والكل في قناعته عندما انتفض , أن الطريق أمامه شاق وصعب ودموي , فالكل يعلم حقيقة النظام , واستعداده لارتكاب جميع أنواع الاجرام , وتسخير كل موارد الدولة .وقدراتها لحماية هذه العصابات , ولم تفكر يوماً بمصلحة الوطن , وتعتبر وجودها في الحكم جاء عن طريق غفلة البعض , وعليهم أن يبيدوا كل شيء قبل الرحيل أو الحساب .
الثورة تحتاج وبإلحاح كبير وسرعة فائقة بتنفيذ الآتي :
1- تشكيل المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية
2- المجلس الموحد , للمجالس العسكرية في المحافظات السورية , مع المجلس العسكري للضباط الأحرار , والمنضوين تحت لوائه بالفعل لابالإسم ,
3- ينبثق عن هذين التكتلين المجلس الأعلى للثورة السورية
4- يتم انتخاب قائد الثورة , من خلال هذا المجلس الموقر
5- مهمة هذا المجلس التحول لحرب عصابات حقيقية , تضرب مرتكزات الدولة القيادية في الدولة والأمنية , والداعمين لهذه المرتكزات
إن هذا المجلس هو الذي يمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً , لأنه هو من يدفع الثمن وهو من يدافع , وهو الذي سيسقط النظام حتماً , وبالتالي هنا المجلس يستطيع تحديد طلباته , من الداعمين له في الخارج , وباعتراف الثوار فيه بالداخل , يستطيع أن يفرض طلباته من الدول المؤثرة , وليس تسولاً أو رجاءاً , لأن القوة أيها الثوار المجاهدون , هي التي تجعل الجميع يتسارع لخدمتك وتحقيق ماتريد .
وهنا كل جهة من المعارضة في الخارج تدعم المجلس وتؤيده , ستعبر حتماً عن إخلاصها لصالح الثورة , وكل جهة تقف متفرجة , أو تعارضه فعدم وجودها ووجودها سواء بسواء .
فاعتمدوا على أنفسكم وحاربوا عدوكم بشتى الوسائل, والطريقة الناجعة لحربكم هي حرب العصابات اضرب واختبئ وانسحب ولا تقاوم
فياأحرارنا وأبطالنا من الجيش الحر والمجالس العسكرية , المعارضة في الخارج والداخل , لم ولن تطلب من أي جهة كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة او الدول القوية , دعمكم وحماية الشعب السوري الحر , وياشعبنا الصابر الأبي , إن عدوكم يحاول أن يضعكم أمام خيارين لاثالث لهما .
الأول : هو حرمانكم من وسائل العيش , كقلة في الطعام والرزق والمال , حتى تعودوا عن ثورتكم وتندبوا حظكم , ومع هذا سيكون تأمين الذي تفتقدونه الآن , بذل وخنوع واستعباد .
الثاني : التلويح بالحرب الأهلية , والسعي الحثيث لها
وبالتالي كما يقال في المثل العسكري , (عندما تحاصر عدواً لك فاجعل له مكاناً مفتوحاً حتى يهرب منه , حتى لايقع بين خيارين الموت أو الأسر , وبالتالي فسوف يبذل كل شيء في الدفاع من أجل البقاء )
فهؤلاء القتلة والعصابات أغلقوا أمامكم كل منافذ النجاة , وبالتالي عليكم اتخاذ التدابير الكفيلة بفتح كل المنافذ وبأقل التكاليف , فالهجوم خير وسيلة للدفاع , والعودة إلى الوراء لأصعب بملايين المرات من الاستمرار إلى الأمام , فلا ينقصكم إلا التنظيم الوارد ذكره أعلاه , وسيتهافت الأشراف لدعمكم في الخارج , بكل أسباب الدعم والقوة , وعندها سيجد كل شخص حر وشريف , أن ماسيقدمه من دعم سيذهب مباشرة إلى مستحقيه
فعمل الجيش الحر يجب أن يكون هجومياً صاعقاً مباغتاً , وأن لايضيع جهوده في حماية المظاهرات السلمية ,لأن ضرباتهم هي التي ستردع الغير عن مهاجمة المظاهرات , فالكثير من الخيرين والمتمكنين , ومن الدول مستعدة للدعم بجميع أشكاله شريطة أن يروا كياناً ممثلاً حقيقياً للثورة , ولن يكون كيان تنطبق عليه هذه الصفات إلا كيان مجلس قيادة الثورة في الداخل .