يا نواب التأسيسي، توصلوا إلى اتفاق

رضا سالم الصامت

يا نواب المجلس التأسيسي ، توصلوا إلى اتفاق  و اتحاد  و وفاق!.....

غريب أمر البعض من المتشدقين باسم  الشعب ، الذي نادي بالديمقراطية  من خلال ثورة  انطلقت بانطلاق ربيع عربي ، كلفت  عديد الشهداء و الضحايا و المجروحين ، سقوا بدمائهم  الطاهرة ارض تونس الخضراء الطيبة  يوم 14 من يناير 2011 . هؤلاء هم من يجب أن نفكر فيهم و نرسم ما خططوا له و نلبي طلباتهم .

الآن و قد حاز  النواب على ثقتهم  و اختارهم الشعب  و جلسوا مكانهم في محراب الحرية و أخذوا مقاعدهم في المجلس التأسيسي   لهم الكلمة .... لكن  دون تجريح للآخرين و قدح  لهم ...

 يجب أن يعرفوا أن لديهم الحق في الكلام  ، لكن في حدود المعقول و المقبول ، لا أن يجتاز حدوده  كبرلماني ليصول و يجول بدعوى " الديمقراطية " يقترحون و يلاحظون و يصححون  ، يغضبون تارة و يفرحون تارة أخرى فهذا منطقي .. و الله يكون في عونهم و عون رئيس المجلس ، الذي و الحق يقال سعى صدره للكل و ابتسامته مرسومة على  شفتيه .

أحيانا يتملكنا، نحن من نتابع أعمال جلسات المجلس ذعرا و أحيانا استبشارا ، هناك من  يخرج من صلب الموضوع و هناك من يتعمق في الموضوع و هذا  جيد ...

و لكن هناك من  لا يتحكم في أعصابه و يخرج عن الموضوع  فنلاحظ أن النقاش  لم يعد ضروري  لأنه انحرف عن مساره و أصبح حادا !

فيخيل إلينا و كأن ديمقراطية تونس  أصبحت أفضل بكثير من ديمقراطية أمريكا أو فرنسا . و لكن الشعب بحاجة إلى الخبز و الشغل و تحسين معيشته و إيجاد شغل لأبنائه الذين يعانون من البطالة ، و مشكلة الغلاء المتفشية في كل القطاعات الحيوية  كاستهلاك الكهرباء و الماء و الصحة إلى غير ذلك ....

الشعب ينتظر من هؤلاء النواب  الجديد ، انه يتوسم فيهم الخير ، هذا الشعب الأبي الذي خرج إلى الشارع ليرفض الذل و الهوان و الظلم أيام المخلوع بن علي ، اختاركم لتلبوا له المطالب  ، و تصنعوا له المستقبل ...

اليوم كل شيء تغير ، هذه مسؤولية  و ضعها الشعب على عاتقكم  أيها النواب الأحرار ، انتم من تمثلونه  بغض النظر عن الحزب الفلاني أو الحزب الفلتاني  ...

يا أخي الأحزاب فازت في الانتخابات .. خلاص .. و هنا " نقطة ارجع إلى السطر " انتم الآن كأشخاص توانسة  عليكم أن تلبوا مطلب الشعب و تؤسسوا دستورا جديدا يكون مفخرة لكم و لكل التونسيين  ...

دستور تجعلونه مطهر لكل  أنواع الفساد ، دستور يزيل الأوساخ المتراكمة التي تركها بن علي و أتباعه  في الماضي الغير بعيد ، لا تتركوا و لو ثغرة  تجعل من دستورنا الجديد لعبة في الأيدي ، بل  توصلوا إلى اتفاق  و اتحاد  و وفاق . و لتكن تونس  دائما مفخرة لكل الشعوب ..