قد يكونون هم على صواب وأنا على خطأ
ولكنني أرى عكس ما يرون
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
عندما تظهر قوتك في أي معركة , فلا بد ان تصف عدوك بالقوة , ولو وصفت عدوك بالضعف قبل المعركة , وانتصرت عليه أخيراً , فستجد أن هذا النصر ليس له مذاق .
وفي حال وصفت عدوك بالقوة , وفي المقابل عليك أن تصف نفسك بقوة تفوق قوة العدو , حتى ترهب عدوك , وتزيد من ثقة جندك ورجالك ومن يدعمك .
فالمتتبع اليوم لمعظم الذين يشاركون على صفحات الثورة , لوجد حالة واحدة , يصف عدوه بقوة لامثيل لها , ويصف نفسه بضعف شديد , ولا أمل عنده إلا الفناء .
وأخص بالذكر التوقعات الجارية , حول ماستتعرض له حمص الأبية لاقدر الله .
إن الحالة المعنوية عند أبطالنا وأحرارنا في حمص , تعانق الذرى , ولو تتبع هؤلاء الأبطال كلام الكثير , لهبطت معنوياتهم إلى الحضيض , إلا مارحم ربي .
أيها الناشطون والمجاهدون والحرائر والأحرار في حمص وباقي المدن السورية , تجنبوا أرجوكم كل شيء يؤدي إلى هبوط العزائم , والتخويف والإرهاب لنفوس المجاهدين , فاجعلو ا من هذه الآية الكريمة شعاراً يحتذى فيه لأقوالكم (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
فشباب الثورة اختاروا هذا الطريق , واختاروا طريق التحرير , ومن يختار هذا الطريق , فلن يرجو من عدوه باقة ورد , والعدو لن ينتظر من الثوار هدية , وهذه المعارك التي تجري على الأرض هي معركة مصير , فإما أن نتحرر وننتصر , أو نستشهد وفي كل خير . شدوا من أذر إخوانكم في حمص , ولتلتهب المناطق كلها نصرة لحمص , وما يدريكم لعل هذه القوات ستكون وبالاً على عدوكم , بدلاً من أن تكون دماراً لكم .
إخواني لاتهملوا أبداً معنويات إخوانكم , وشدوا من أذرهم , فإن هجموا على حمص اليوم , فقد تكون نهايتهم في هذا الهجوم بإذن الله تعالى .
من لايستطيع مساعدتهم والتخفيف عنهم فليدعو لهم بالنصر والثبات , ومن يستطع نصرتهم أو التخفيف عنهم فلا يتوانى لحظة واحدة .
هي الحرب بيننا وبينهم قائمة , وقد نربح معركة ويربحون هم , ولكن في النهاية , النصر لكم بعون الله تعالى ,
فاحتلوا درعا البطلة من قبل ,وخرجوا منها وعادت درعا بعنفوانها المعهود , وكذلك ادلب والدير وحماة , وغيرهم من المناطق .
فحمص لن تركع لهؤلاء المجرمين , وستنتصر حمص ومن معها من الثوار على كافة أرجاء الوطن , شدوا من عزائمهم , وحيوهم وساعدوهم ماستطعتم لذلك سبيلا . ولا تصدقوا كل مايقال , فالاشاعات كثيرة , وهي من أكثر وسائل الحرب النفسية تأثيراً , فكثير من المعارك والمدن والبلدان سقطت بالحرب النفسية , وبدون معركة تذكر , كسقوط بغداد بثلاث دبابات أمريكية .
والنصر قادم بعون الله