حل الأزمة السورية بنظر الآخرين

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قبل الخوض في هذا الموضوع ,لابد لنا من توضيح من هم هؤلاء الآخرين أولاً ؟

الفرقاء هم :

المعارضة السورية , وهذه المعارضة تصطبغ بألوان متعددة كالأبيض , والأسود , والرمادي

فالمعارضة ذات الصبغة البيضاء هي :

تلك الشخصيات والتكتلات والتي لسان حالها يقول ( كل شعار يخرج من عند الثوار في الداخل, فنحن نتبناه كما هو ,وعلينا العمل بأقصى جهد ممكن حتى ندعم طلباتهم تلك )

فالثوار يطلبون , الحماية الدولية , والضربة الجوية , وإيجاد المنطقة العازلة ودعم الجيش الحر , والذي على عاتقه سيقع تحرير البلاد والعباد .

أما المعارضة ذات الصبغة السوداء , فهم أولئك الذين يقولون , لا لهذه الطلبات , وسموها اللاءات الثلاثة , والمتمثلة بهيئة التنسيق , بزعامة حسن عبد العظيم

والمعارضة ذات الصبغة الرمادية , والتي أخذت الشرعية من الشارع السوري , ولكن هذا المجلس لم يستطع أن يكون ,لاأبيض ولا أسود (فهو لايستطيع أن يتخذ قراراً بطلب الحماية الدولية , وطلبه دائماً ضبابي , ولا يستطيع إعلان دعمه للجيش الحر , يحترم المنشقين عن الجيش ويقدر لهم موقفهم , ولكنه لن يدعمهم ليكونوا أقوياء , وهو ضد أي عملية هجومية ينفذها الأبطال في الجيش الحر , وعليهم أن يتحملوا مسؤلياتهم بأنفسهم ويدافعوا عن أنفسهم , كما صرح رئيس المجلس غليون أخيراً ) .

تركيا والدول العربية لاتريد تدويل الأزمة السورية , وموقفهما ضبابي كموقف المجلس الوطني , وتلتقي نظرتهم المستقبلية مع هدف اسرائيل في الابقاء على بشار حتى نهاية فترة حكمه , ولكن بدرجة أضعف .

روسيا وإيران والصين يسعون حالياً لبلورة خطة عمل لحل الأزمة سياسياً , تشبه الحالة اليمنية, كالمبادرة الخليجية على سبيل المثال .

ومما سبق أعلاه , يمكن تصنيف المعارضة السوداء والرمادية  بالكتلة التي تسعى لحل الأزمة عن طريق , مشروع عربي اقليمي دولي , والمعتمدة على أساس الاصلاح , وتشكيل حكومة من هذه الكتلة , تسعى بعدها لعمليات اصلاح ,وبوجود النظام نفسه مع تحميل البعض المسئولية , والتضحية بحزب البعث , وهذه الكتلة بين الرمادي والسواد من السهل تحرك اللونين باتجاه واحد , لينشسأ لوناً أشد قتامة , إذا توافقت المصالح بين الطرفين , وعن طريق الضغط من قبل الأطراف الداعمة والممولة , وجزيء كبير من المجلس يقولها علناً , لاللتدخل العسكري الخارجي , ولا لدعم الجيش السوري الحر , وبسبب هذه المواقف واللاءات , ولكي نكون منصفين في داخل المجلس يوجد عناصر تنتمي للمعارضة البيضاء , والتي أصبغت المجلس بالصبغة الرمادية تلك , تجد أن عملها داخل المجلس يعتمد على مبدأ العمل من الداخل له تأثير أكبر من العمل خارج المجلس , للوصول فيه للمعارضة البيضاء , ولكن وزنها المادي ضعيف , مقارنة بالكتلة السوداء في المجلس .

فالحل الوحيد يكمن :

في أن توحد المعارضة البيضاء جهودها , والاتفاق فيما بينها على تكوين وفد من كتلها وهيئاتها المعروفة , ومن الشخصيات والتي لها وزن محلي ودولي , بجدول أعمال بسيطة يتفقون عليه يتضمن نقاط رئيسية , طلب الحماية الدولية أولا كما يطالب فيه الثوار في الداخل ,وثانياً دعم الجيش الحر مادياً وعسكرياً ولوجستياً , وخطوط عريضة لمستقبل سوريا السياسي , وتطمين الاقليات والاعتراف بالقرارات الدولية , بالنسبة للمستقبل والخاص بالصراع مع اسرائيل ,وعلى مبدأ تبادل المصالح مع الدول . مهمة هذا الوفد الحوار مع الدول التي يمكنها تحقيق هذه الطلبات .

في المقابل يجب أن يتوافق مع هذه التحركات في الداخل , وضوح المجلس العسكري والمجالس الثورية المنضوية تحت اسمه , وزيادة زخم الحراك الشعبي من خلال المظاهرات والاضرابات , وزيادة الضربات النوعية للجيش الحر , فهو الذي سيجبر الدول القوية على الرضوخ للطلبات المقدمة من قبل الوفد المشكل أعلاه , فحجة هذه الدول بعدم التدخل هو أن المعارضة الرمادية والسوداء لم تطلب الحماية الدولية والتدخل العسكري .

فالوفد مهمته في هذه الحالة عرض بضاعته على هذه الدول , وفي نفس الوقت معاينة بضاعة الآخرين , وتكون التجارة بين الفريقين , قائمة على منفعة ومصلحة كل فريق .