حوار مع أستاذ قومية 3

حوار مع أستاذ قومية

الحصة الثالثة

تابع الأستاذ الكريم حديثه و تابعنا معه الحوار ...

. . . . والتحسين الجاد في دعم ثقافة التشجير لعموم القطر ولو انها تداخل معها دور الفساد والمفسدين،

والدعم لثقافة التنمية الروحية والبدنية فكانت المدن  والنوادي الرياضية و الدعم للبنية التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات ولو انه لم تترافق مع التطبيق للمعايير العلمية والدولية في السويات المطلوبة لها. إن ما أفشل الكثير من الخطوات التنموية والتطويرية في عهد حافظ هو الفساد الذي  كان من مهمة الحزب القائد وحده أن يجعل مكافحته من أولوياته بتشاركية مع الفئات الوطنية والمدنية المعنية و المهتمة والحرص على تجميع الكفاءات والخبرات الوطنية لدعم التوجهات القيادية من الحاكم القوي.

الحزب القائد تفرد ولم يفعل وكلنا لم نفعل والكثيرون من الفاسدين والإنتهازيين و اللاعبين مع الأقوى ينتظرون اليوم نتائج الربيع العربي لينقلبوا نحو إفساد أي مرحلة قادمة وإستثمارها لمصلحتهم . 

اسمح لي بأن أسل لك المتناقضات من بين سطور الكلام:

اولا و اخذين بالعلم امرا اساسيا هو ان الاسد هو الامين العام للحزب عدا انه رئيس الدولة و القائد العام للجيش وووووووو

دعا الاسد لتحسين التشجير و لكن تداخل ذلك مع مصالح المفسدين

دعا الاسد و دعم المشاريع التربوية والبنى التعليمية و لكن لم يترافق ذلك مع المعايير العلمية او التطبيقات الواقعية.

إن ما أفشل الكثير من الخطوات التنموية والتطويرية في عهد حافظ هو الفساد مع أن الاسد و اولاده كان مثالا للنزاهة و العفة (كان يركبون المسكليتات و بيتهن بالاجار و بيروحوا مشي و بياكلوا خبيزة) و لكن قيادات الحزب (من غير العلويين طبعا) كانت مهلهلة نخرها الفساد و المحسوبية.

بكلمة اخرى: الديكتاتور ما في منوا بس الحزب و من حوله أساؤوا لسمعته وطلته!

أليس هذا منطق الديكتاتورية العمياء و منطق ابواق النظام؟ سيدنا ماله مثال و لكن من حوله عشعش فيهم الفساد؟ دخلك شو هل القائد المغوار يلي ما بيمون على شلته من ارباب الفساد؟ قبل قليل كنت تقول حاكم قوي مهاب, لك يا أستاذ, بالدول التانية بيستقيل الرئيس لخطأ في النظام ليس له فيه يد و لكن يتحمل المسؤولية لانه من انتقى الاشخاص و فتح لهم المجال, لماذا نخلق صنما اجوفا و نضرب به المثل و نحمل غيره الاخطاء و الهزائم و الإحن و المحن؟

4- رابعا كان حافظ الأسد صادقا في إحداث نظام ممانع للتبعية وللمشاريع الأمريكية الصهيونية، وللإختصار في هذا الجدل أسوق مؤشرين:

* مسارعته للدخول في حرب تشرين عام 1973 وإصطدامه الواضح والمستمر مع الجبهة المصرية التي افشلت هذه الحرب نتيجة سقوط مصر في أحضان التآمر على مكاسب ونجاحات الجيش المصري (الناصري ) في هذه الحرب وتحويل مصر ذات الثقل العربي الكبير إلى أكبر قوة داعمة للأمن الصهيوني لسنوات طوال وحتى سقوط العميل الأكبر مبارك في ربيع مصري عربي حقيقي. 

رجعنا للممانع, قلنالك يا استاذ ما ضرب رصاصة من 38 سنة, و بعدين شو دخل الجبهة المصرية؟ الجبهة المصرية على الاقل انتصرت و عبرت خط بارليف, اما نحن فجنودنا طحشوا لطبرية و ما وجدوا بطريقهن حدا و لما حاولوا يرجعوا اكلوها من ورا!!! شو هل خطة العبقرية التي وضعها الرئيس المهاب المطاع الذي مالو مثال؟ و لولا انوا اسرائيل مو حاططتوا بالحسبان و لا عاملة له اعتبار لدخلت الشام بس يلي عندوا عشي ليش ليزفر ايديه؟ و القنيطرة أعطوه إياها على البيعة بعد ان دمروا جيشه ليرفعوا من معنوياته بين المساكين افراد شعبه, هل خطر ببالك شي يوم تسأل كم كانت خسائر اسرائيل البشرية و على مستوى الطائرات و المعدات مقارنة بخسائرنا في حرب تشرين, و لا كمان وقتها كنت عم تسمع اذاعة سوريا و اعلامها شبيه الصحاف؟ هل عندك فكرة كيف كانت قواتنا و طائراتنا تتهاوى اثناء الاجتياح في لبنان و كانها دبان, نحن نقدر و نحترم الشهادة و الشهداء و لكن هذا لا يعني ان نضحي بشبابنا بغباء من دون خطة او احتياط ليبني حافظ مجده في القنيطرة و لبنان. 

شو رأيك انوا بينا و بين اسرائيل و نحن اكبر قوة ممانعة بعد تحييد مصر و الاردن ما في حتى حقل الغام و اكتر اماكن سياحية في اسرائيل بعد 38 سنة من السلام موجودة في الجولان؟ اي شو هل ثقة العمياء؟ شو رأيك أن جيشنا حاليا مبحتر في الوسط و الشمال و تارك لاسرائيل المجال بس مأمن انوا الجماعة ما بيعملوها لانهن و هو صحاب؟

ومين قلك انوا الاسد ما كان يسعى للصلح مع اسرائيل؟ بعمرك ما سمعت بالسلام العادل سلام الشجعان الذي كان ينادي به الاسد المغوار؟ لماذا نعيب على المصريين ما كنا نعمل له كل يوم وحين؟

أما العميل الاكبر مبارك فلعلك لم تره مع الاسد و لا مرة يتبادلون القبل و التبريكات و احيانا التعازي و يطلقون النكات!!

* مساهمته في دعم أهل الجنوب اللبناني (بعد ايش بعد ايش, بعد أن ذبح الجيش السوري الفلسطينين في تل الزعتر و المخيمات و دعم أمل - والتي هي أس حزب الله - لذبح الفلسطينيين أهل السنة في صبرا و شاتيلا و سائر لبنان)الذين تجاهلتهم الحكومة اللبنانية وأرهقتهم بإيجاد كيان عسكري في الجنوب موالي لإسرائيل (لا أدري من قال لك ان الحكومة اللبنانية اوجدت كيانا عسكريا في الجنوب لارهاق اهله و كل الحكومات اللبنانية المتعاقبة كانت في جيبتنا الصغيرة)أذاقهم لسنوات تجاوزت 20 عاما أشكالا من الذل والقهر والإحتلال، فكان البديل نشوء قوة فريدة وجديدة وغير مألوفة في التاريخ العربي المعاصر من نموذج لمقاومة تستند على منهجية إيمانية وعلمية(عباد القبور, مكفري الصحب, اصحاب اللطم منهجيين علميين!!!)هي حزب الله العظيم(لا أدري العظيم صفة لله ام للحزب فلو توضح لنا؟)قوة أفرادها شعب كامل بأحيائه و بعمرانه وبترابه وبهوائه وسمائه ( أليس لبناني ام شعب مستقل؟) نظيف جدا من مكافة الجوانب، يعتمد الدعم الإيراني لأنه لم ىيحظى بأي دعم عربي (أليس لان توجهه ايراني و مذهبه صفوي و تحركه الملالي ؟)،  كله مقاوم متحد لا يخترق بخيانة أو عمالة (لانه بحد ذاته خيانة و عمالة و مرجعيته ايران كما صرح الطفيلي رئيسه قبل الامين الحالي)، يمتلك إستراتيجية لم يمتلك ما يشابهها أي حزب سابق له . ودليل وطنيته ومصداقيته أن الذين يحاربونه ويوجهون الربيع العربي السوري ضده، هم أعداء الأمة وحلفاء الصهيونية وأجراء المشاريع الأمريكية الغربية الإسرائيلية التقليديين ، كتلة 14 أذار في لبنان، والسعودية وحكام الخليج العربي أصحاب القواعد الأمريكية وعلى رأسهم قطر، حزب صدقت في دعمه سورية بالرغم من الكثير من التهديدات و العقوبات والتحديات.

شو هل الدليل على الوطنية و الرجل و حزبه و باعترافهم يتكلمون باسم ايران وولائهم للأيات الا اذا كنت تقصد المواطنة الايرانية؟ و هل خالفه من خالفه لانه ضد اسرائيل ام لانه يسعى لتشييع الهلال الخصيب؟

إن الدعم السوري لحزب الله ليكون القوة الحقيقية العربية المؤمنة التي تهز الكيان الصهيوني عام 2000 في التحرير المعجزة للجنوب اللبناني و في خوض حرب مفتوحة واسعة مع إسرائيل عام 2006 وفتح سورية حدودها لإستقبال عائلات الجنوب التي قبلت التضحية بمدنها وقراها و بأرواح أبنائها و ثرواتها بغية الدفاع عن جزء عربي وهي تراقب بحزن دامي كيف أن العرب جميعهم عدا سورية كانوا يتمنون النصر لإسرائيل ، وكيف أن السوريون كانوا في حالة تفاخر وتباهي بموقف القيادة السورية المختلف والمتناقض تماما مع الموقف العربي الطاغي وكان السوريون مع مقولة رئيسهم بوصف الحكام المتآمرون بأنهم أنصاف الرجال.

* اليوم يساق الربيع السوري ليكون موظفا لمصلحة انصاف الرجال لينتقم من دور سوريا في عام 2006.

فيكون المستهدف العلني من الربيع السوري حزب الله المنتصر دائما بإذن الله و الرئيس صاحب مقولة أنصاف الرجال.

أولا لا ادري لماذا حشرت حزب الله؟ ولولا انه يكيل بمكيالين و توجهه ايران و تحكمه الحزبية و الطائفيات لكان على الراس و العين؟ يساند ثورة تونس و ليبيا و مصر ضد الديكتاتور و يدعم الاسد و طوشة البحرين لانهم و فقط شيعة!! ثم من هذا الذي كان يتمنى نصر اسرائيل و من قال اصلا ان اسرائيل خسرت الحرب؟ شو الشغلة زعبرة و خطابات مَنْفَخَة يا مثقف ولا ورقة و قلم و حساب؟ تقول ضحوا بالقرى و المدن و الالاف مقابل ماذا ياحباب, شوية تلميع للحزب و سيده ومالبث ان اذهبها لما كشر عن انيابه في شوارع بيروت و اظهر وجهه الحقيقي البشع؟ اذا نصر الله بذاته قال لو علمت ان هذا هو الثمن لما دخلت هذه الحرب!! شو الشغلة ضرب كم صاروخ لتأجيج المشاعر و تهييج النفوس ابهذا يكون الانتصار؟ ام منطق النصر هو ماذا خسرت اسرائيل و ماذا ربح لبنان؟

الأن صارت السعودية و قطر وحكام الخليج اعداء و أنصاف رجال و رئيسك بيوقف قدامهن متل الشحاد و يقبل الايدي و الاقدام ليقبلوا الاعتذار؟ سفاراتهم مفتوحة ليل نهار ليش عم يطلب قمة معهن؟ ليش استقبل وزراءهم؟ ليش ما طرد سفراءهم و استدعى سفراءه؟

و بعدين نسيت استقبال اهل الجنوب للمعونات الخليجية؟ نسيت زيارة أمير قطر للجنوب والترحيب الذي لقيه و القرى التي عمرها؟ الان صاروا هم من يوجه الربيع العربي ولا الشغلة يا معنا عالباطل يا منسب و منلعن اولهن على الاخر؟

ثم هل فكرت يا استاذ لماذا هاجمت امريكا طالبان و سكتت على نصر الله بلبنان؟

الاولى مفروض انها راديكالية سنية و الثاني معلوم انه طهراني شيعي

الاولى سلفية بَنَتْ امارةً اسلامية و الثاني صفويٌ ينادي بشيعةٍ عالمية 

الاولى تبعد عن امريكا الاف الكيلومترات

والثاني بينه و بين اسرائيل بضعة خطوات

ايهما اكثر خطرا على امريكا واسرائيل والمستوطنات؟

حزب الله على قولك - العظيم - ام طالبان الفقراء المساكين؟ 

هل فكرت في هذا ايها الأستاذ العظيم؟

تحويل تام و تزوير شيطاني  لما يجب أن يكون عليه الربيع السوري في أن تكون أهدافه واضحة مستهدفة الحرية والإصلاح الجذري ببرنامج علمي وعملي واضح ينطلق من واقع المعاناة للشعب السوري.

والإصرار على ضبط  القبضة الأمنية وترشيدها وحصرها بما يتعلق بأمن المواطن وحريته وحرية التعبير والعدالة وضرب أركان الفساد أينما وجدت وتعزيز الوطن والموقف السوري العربي القومي الذي يأبى التبعية والإنجراف إلى معسكر أنصاف الرجال.

تأكد أن برنامجنا علمي و خططنا و اضحة و اصلاحنا جذري و كلها منطلقة من واقع معاناتنا و كلها موجهة لضرب الفساد و تحرير المواطن من بطش المخابرات و عدم التبعية لاحد مهما كان, و لكن امثالك, تعاموا عن ذلك لانهم أبوا الا ان يكونوا ابواقا للنظام فلا يرون الا ما يعجبهم و لا يرددون الا رأي سيدهم, و أما أنصاف الرجال فليس من ببالك و لكنهم في الحقيقة ذكور مخصيين ليس للرجولة اليهم سبيل, استمالهم سيدك بالترغيب و الترهيب, فتجدهم في شوارعنا فلتانين بايديهم سياط مشرعة و عصي ايرانية مكهربة يتداعون على الضحية المسالم الأعزل المسكين بالعشرات كما تداعى الاكلة الى قصعتها, ينهشون لحمه و يكسرون عظامه و لكن الله قريب, و الشعب قد استيقظ من سبات عميق و خرج من التيه مستبشرا بالنصر المبين على الاسد و عصابته و ابواقه النابحين *و لتعلمن نبأه بعد حين*

إن مداخلتي هي بهدف دفع المثقفين والأكادميين ممن يسبقون أسماءهم (بحرف  د. ) أي يشيرون أنهم علميين وموضوعيين و يتبعون  الطرق العلمية من رصد الواقع بأمانة ومن ثم التحليل الموضوعي الصادق و الغير متحيز والغير إنتقائي لما هو على الساحة السورية و بتوجهات وطنية بحتة وبما لا يخدم الإملاءات الخارجية و بنفس مؤمنة كريمة لا تنتهز  الفرص  لركوب موجة الربيع السوري لأغراض رخيصة.

مع احترامي الشديد, بس مقالتك- و ليس شخصك الكريم يا استاذ - كانت خالية مما ذكرت من العلمية و الموضوعية و الطريقة العلمية و الصدق و عدم التحيز و التوجهات الوطنية التي لا تخدم الاملاءات الخارجية و لا تستأهل أن يرد عليها, و لكن كما ذكرت في البداية, كان لا بد من رد و توضيح لمن يحاول يائسا دفع النقم عن الهالك الاسد كتبت هذه الكلمات يا أستاذ يا فحّام.