فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي

وملك المغرب عرف كيف يقي بلاده

من موجة الاحتجاجات...

رضا سالم الصامت

الملك المغربي مختلف تماما عن باقي حكام العرب و هو ليس كزين العابدين  أو كمبارك أو كالقذافي ، و انه رجل متفتح و محترم من طرف شعبه ، لماذا ؟ لأنه  ببساطة شعبي ....هو ليس كبشار الأسد رئيس سوريا و لا كعلي عبد الله صالح رئيس اليمن  و لا كنظيره السعودي الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين .

الملك المغربي له نظرة بعيدة ، انه لا ينظر  من أمام انفه فحسب ، بل هو ينظر لأبعد  و لذلك  عندما قرر إحداث إصلاحات  كان عند وعده ...عندما قامت احتجاجات في المغرب قابلها بخطاب  و بمعاملة  اللين  " تعالوا لنسمع بعضنا البعض "  لم يقابلها بالقمع و لا بالرصاص  و لا بتقتيل شعبه ، كما  هو الحال في اليمن و سوريا و البحرين ...

 ملك المغرب عرف كيف يجيد لغة الحوار و يقنع شعبه  ليجد لهم الدواء إن صح التعبير  لنيل رضاءهم ... فادخل تعديلات على الدستور و أجرى استفتاء عليها و دعا إلى انتخابات مبكرة . هذا ما فعل ملك المغرب بذكاء و حكمة  ...

 و اليوم و قد فاز حزب العدالة و التنمية الإسلامي  بما يقارب عن 107 مقعد في البرلمان ال395 في الانتخابات التي جرت أخيرا و بحصول حزب الاستقلال على المركز الثاني ب 60 مقعدا  مما يشكل ائتلاف بين الحزبين فقد يكلف ملك المغرب محمد السادس رئيسا للحكومة الجديدة من العدالة والتنمية، يشغل 47 مقعدا في البرلمان السابق. وبموجب دستور جديد تم إقراره بأغلبية كبيرة في استفتاء جرى في تموز / يوليو 2011، سيتعين على العاهل المغربي الملك محمد السادس تسمية رئيس الوزراء من الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، أي العدالة والتنمية الإسلامي.

هذا و إن  العاهل المغربي " محمد السادس " الذي اعتلى عرش الملكية التي تحكم المغرب منذ 350 عاما، اقترح تعديلات دستورية تحد بعض صلاحياته شبه المطلقة بينما تهاوى حكام عرب تحت وطأة احتجاجات شعبية في دول مجاورة في كل من تونس ومصر وليبيا ومع بدء احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في بلاده بالذات.

فهل يتغير الحال بالمغرب بعد فوز حزب العدالة و التنمية الاسلامي المغربي؟ و هل  يعود الهدوء أرجاء المملكة و تنتهي الاحتجاجات ؟ و هل يعيين الملك الغربي  الأمين العام  للحزب عبد الإله بن كيران رئيسا للوزراء ؟