وماذا بعد..؟؟!! جمعة الجيش السوري الحر... يحميني
وماذا بعد..؟؟!!
جمعة الجيش السوري الحر... يحميني
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
أصبح الآن عند الثورة ثلاث ركائز رئيسية, اثنان منهما راسختان قويتان جذورهما ممتدة في أعماق الأرض , وفروعهما يعانق السماء , الشعب الثائر على الأرض والجيش الحر البطل , وتحتاج الثورة لمرتكز ثالث هو موجود ولكن, ضعيفاً ولد بشكل قيصري , ولم ينفع معه الحاضنات للأطفال الخدج , لأنه يرفض المكوث في ذلك المكان حتى تقوى عضلاته ويشتد عزمه , فهو المجلس الوطني .
إن الثورة تزداد رقعتها جغرافياً على أرض وطننا الحبيب , ودخلت مناطق مع الثورة, لم تكن موجودة سابقاً , والجيش الحر متصاعد في قوته وفي أعداده وزخمه وضرباته الموجعة , وهي ستكون الماحقة لهذه العصابات الاجرامية بإذن الله .
الثوار على الأرض مع المجالس العسكرية للثورة في المحافظات واللجان التنسيقية , ومع المجلس العسكري للجيش الحر وتوابعه الأحرار ومن ينضوي تحت لوائه , هاتان الدعامتان القويتان , تحتاج للدعامة السياسية الثالثة , وعليها أن تكون سابقة في تطورها وقوتها , إن لم تكن متوازية في قوتها مع القوتين الأخريين , وليست متخلفة عنهما , وطولها لايكاد يصل موضع الرأس من القدم لرجل قصير.
وحتى يتم ذلك وتساير شقيقاتها في النمو والقوة , عليها واجبات , وهذه الواجبات إن وجدت النية الخالصة في المجلس فعليه تطبيقها مباشرة , وإن لم يفعل ذلك , فأعتقد سيكون الوقت قد حان , بالاعتماد على الذات فقط , الجيش الحر وشقه التوأم في أرض المعركة , فكل ثورات العالم تبدأ من قلة ثم تقوى وبضرباتها ضد النظام يوماً بعد يوم , حتى يتم التحرير , بغض النظر عن الخسائر , عندها يكون تحقيق الهدف منوط بكلمة , النصر أو الشهادة , ولا مجال للتراجع أبداً (نستشهد أو ننتصر ) .
مهمة المجلس الآن وحتى يكون قوياً في المستقبل , ويمثل الثورة وقواها خير تمثيل أن يسارع إلى :
1- الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل لايستثنى من الدعوة أحد , والمعروفين بجلاء ونصاعة أهدافهم , والتي تواكب أهداف الثورة السورية
2- انتخاب هيئة تأسيسية من خلال المؤتمر
3- أن تكون الهيئة التأسيسة ناطقة بلسان الثورة , وليس لها الحق الاعتراض على طلباتها كما يحدث الآن
4- الثوار يطلبون الآن :
حماية دولية , ودعم الجيش الحر بكل الوسائل , ولا يمكن التنازل عن المطلب الرئيسي وهو اسقاط النظام بكل أشكاله ومكوناته , وبالتالي تكون قوة المجلس متناسقة مع قوة الركائز الرئيسية للثورة في الداخل , ومعبرة عن طموحاتهم في المجلس الذي يمثلهم , ومن السهل جداً عندها اعتراف معظم دول العالم بالمجلس كممثل شرعي وحيد لسوريا .
ومن ناحية أخرى , هو تنبيه ونصيحة لكل من يشارك على الصفحات الثورية , في أن يتم تغيير لغة الخطاب , وعرض الكلمات , وأن يكون الاتجاه , برفع معنويات الجميع , عن طريق بث روح النخوة والتحدي , وأننا نحن في حرب مع عصابات مجرمة , والحرب فيها توقع الخسائر من الطرفين ,
وكما ذكر لنا أبطالنا في حمص البطلة والمقولة المشهورة (استشهد فلان , الله يرحمو عادي , قصف بالدبابات والصواريخ, والجرجى كثر, والمعتقلين كثر, عادي ) .
إن تسمية هذه الجمعة بجمعة الجيش الحر يحميني , لابد من بث روح التفاؤل والقوة والعزيمة في نفوس الأبطال أيضاً , إن المتتبع لأقوال الأخوة والأصدقاء , يجعل المعنويات عند الشخص مهما كانت عالية في الحضيض , فأرجو من إخواني الثوار الاهتمام بهذه الأمور فلها وقع كبير , فلو أثرت بكلامك القوة والعزيمة لتبعك الكثير , ولو بقيت على نمطك في تصوير الأمر على أنك ضعيف لهرب من مساندك الكثير
فاحرص أخي الكاتب على كل كلمة تكتبها , وشجع الناس وعدهم بالنصر , ولا تقل أبداً أننا ضعفاء , وهي حقيقة لابد من وضعها , فنحن لسنا ضعفاء , ولو كنا ضعفاء لكنا سكتنا منذ أول يوم , ولكن الحمد لله نقوى ساعة بعد ساعة , ويوماً بعد يوم , وقبل فترة , كل العالم ضدنا , أو يقف على الحياد , ولكن بقوة أبطال الثورة جعلت العالم ينكس على عقبيه , فإن لم يكن معك الآن, فهو على الأقل ترك عدوك .