قتل المصريين.. كلاكيت ألف مرة
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
أليس المصريون بشراً من البشر لهم حرمة القتل دون وجه حق.
أليس المصريون جماعة إنسانية ضمن أمتها العربية الإسلامية لا يجوز أرتكاب المذابح والمجازر بشأنها؟
ليق لي أحد: لم يقتلون ألف مرة ومرة.
وبأي ذنب يقتلون؟.
من أعطي القتلة "سطة القتل" علي وجة غير مشروع.
لم يُقتل المصريون ظلماً وقهراً وأستبداداً وفساداً وإفساداً ونهباً وتجريفاً وتجويعا وإفقاراً؟؟.
لم يُقتل المصريون إعتقالاً وتعذيباً طيلة عقود لخلاف في رأي أو تعبير عن رؤية، أو ألتزما بنهج ، أو أبداء منهج.
لم يُقتل المصريون تهجيراً وتشريداً لمنافي يتسولون فيها حرفة لايجدونها في وطنهم.. الغني بموارده، الفقير بسارقيه؟.
لم يُقتل المصريون بأطعمة وقمح ولحوم ودواجن فاسدة ومستوردة.
لم يُقتل المصريون بالمبيدات المسرطنة؟.
لم يُقتل المصريون ببيع مصانعهم وأراضيهم فيما سمي بـ"الخصخصة"، بل "المصمصة" لنخاع الشعب المصري وعموده الإقتصادي الفقري الذي ضحي من أجله سنين؟.
هل تبيع الدول أراضيها لأجانب. فتعود الإمتيازات والتملك الخارجي الذي ضحي وناضل وثار من أجل التخلص منه عقوداً.
لم يقتل المصريون في طوابير الحصول علي رغيف خبز. وهم أصحاب "حضارة زراعية" عمرها 7 ألالاف عام؟.
لم يُقتل المصريون ببيع مواردهم وثرواتهم من الغاز الطبيعي للعدو الصهيوني . ويتقاتلون تهم ـ فيقتلون ويقتلون من أجل الحصول علي أسطوانة غاز تكفي لأسلبيع معدودة . ثم يعاودون كرة التقاتل والقتل والذل والإذلال.
لم قتل المصريون في العبارات، بينما كان "المتحكمين فيهم" يشاهدون المباريات . ففي "عبارة الموت" وحدها قتل ما يزد عن الألف ضحية أمثال العدد الذي قتل في ثورة 25 يناير. كانت قد سُجلت الكارثة "جنحة"، بينما صاحب العبارة مازال حراً طليقا في "ربوع" لندن.
لماذا يقتل المصريون في القطارات، قطارات الصعيد والوجة البحري، وكوارثها الهائلة. ولا إصلاح أو إزالة لأسبابها فتعود من جديد.
لماذا يُقتل المصريون في حواث السير والمرور وعلي الطرقات في أعلي معدلات نزف الدماء في العالز ولا حل لأسابها وكأنها أسباب مستحيلة، ومعضلة من المعضلات.
لماذا يقتل المصريون عندما يعبرون عن رأيهم عبر العديد من المواقف والتظاهرات التي سبقت قيام ثورة 25 يناير وخاصة أحداث المحلة الكبري.
لماذا قتل "خالد سعيد" و"سيد بلال" وغيرهما، آلافا مؤلفة؟.
لماذا قتل المصريون منذ بداية أحداث الثورة في 25 ينايرن ثم في جمعة الغضب في 28 يناير، ثم يوم الأربعاء الدامي وموقعة الجمل في 2 فبراير ثم في أحداث ماسبيرو. ثم هذه الأحداث الأخيرة منذ صبيحة 19 نوفمبر وما تلاها، وما بين هذه الأحداث الهامة والخطيرة.
لماذا ـ منذ صبيحة 19 نوفمبر يأُفض إعتصام سلمي لعشرات من مصابي الثورة واسر الشهداء ومتضامنين معهم بالقوة الباطشة القاتلة، وليس "المفرطة" كما يقال تخفيفاً في اللفظ وليس المعني؟.
لماذأ يتم التعامل من المصريين المتظاهري بالرصاص الحي، والمطاطي والخرطوش (وتصويبه عمدا لفقء العيون) وغازات خانقة قاتلة وليست مسيلة للدموع، فيقتل ويسحل القتلي ما يزيد عن خمسة وثلاثين شابا وشابة. و لعل آخرهم ـ حين كتابة هذه السطورـ أستشاد الطبيبة الميدانية "رانيا فؤاد" جراء إختناقها، وغيرها بتلكم الغازات الخانقة القاتلة.
ليقل لي حملة المباخر وجوقة المنتفعين والنهابين والإعلامين الفاسدين: لماذا قتلت هذه الطبيبة الشابة أثناء نقلها مستلزمات طبية الي المستشفي الميداني لإنقاذ المصابين من شباب التحرير.
أي مبرر لقتل "زهرة شباب مصر" أختناقاً بالغازات، ليست مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين بل بغازات ـ شاهدناهاـ تستهدف الأعصاب وتسبب تشنجاً وشللا في الأيدي والأطراف. مما يستلزم الأسعاف السريع " بعقاقير "النيوريل، والفاليوم" المهدئة؟.
هل شكلت "رانيا فؤاد" خطراً علي "الأمن القومي المصري" كأسرائيل التي قتلت وتقتل أبنائنا. بينما يستقبل سفيرها وقد ترددت كثيرا عما قيل عن إعتذارها عن القتل الأخير للجنود المصريين علي الحدود. في حين لم يتم الإعتذار حتي الآن عن قتل المصريين منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن؟.
لم يُقتل المصريون بلذة ونشوة من هؤلاء "الساديين". لماذا تفقأ العيون وكأنها تدريب علي الصيد وقنص في نادي للصيد. وهذا الذي شاهدناه من متابعات بالصور والفيديو وفيها قول مجند للملازم الأول: "جت في عين الواد ياباشا".
هل كتب علي المصريين القتل ضريبة علي الرؤوس كالضرائب العقارية وضرائب الدخل وضرائب المبيعيات وغيرها من شتي صنوف الجباية التي يتم بها شراء أسلحة تقتلهم. "فمن أموالهم نقتلهم"، و"نحن أسيادهم" كما يقول قائلهم.
لم يُقتل المصريون ليبقي طغمة فاسدة مفسدة مستبدة ظالمة فوق مستوي العباد والبلاد. زكأنها تظن أنها خلقت لصير الشعب المصري لها عبدا وعبيدا. ولله در الفاروق "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه حين قال: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
ودوما قالها وسيقولها الشعب المصري ـ رغم كل محاولات قتله.. كلاكيت ألف مرة ومرة أو حتي إن لم نستطع إحصاء المرات ـ "لسنا عبيداً، والله لن نستعبد بعد اليوم", لقد مضي وولي زمن النظام الذي كرس كل هذا القتل وغيره، حماية لفاسده ونهبه وقهره وطغيانه.
ولن تذهب بالتقادم كل هذه الجرائم والمذابح والمجازر بحق الشعب المصري. مهما تطاول عليهم العمر أو المنصب.
لن ينتصر ـ وما أنتصر يوماـ ذلك "التحالف الشيطاني" الذي يقتل المصريين ويهدم مصر.
ولن ينتصر ـ وما أنتصر يوماً ـ القتلة والطغاة المستبدون الفاسدون المفسدون.
ولن ينتصر ـ وما أنتصر يوماً ـ أعداء حرية الشعب المصر وتحرره وكرامته وعدالته الإجتاعية.
تحية لشهداء مصر والربيع العربي.
تحية من شهيدة مصر الطبيبة " رانيا فؤاد" إلي شقيقتها "زهرة الشام".
تحيا مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس.. رغم أنف القتلة والشبيحة والبلاطجة والمرتزقة والمأجورين.