من سخافات بشار

حسام العريان

في البداية أود أن أشير إلى رفضي نشر الجانب المأساوي من النقاش سابقاً, وقد تم نشر ما صرحت به عبر الهاتف لجريدة السفير بجملة واحدة مفادها أننا ذهبنا لطرح الحلول لا إستجرار مطالبنا الشخصية ومع ذلك فقد كان جزء من الحاضرين يحملون مطالباً شخصية ..

كما أود أن أسخط جملة "ماهي مطالبكم" حيث كانت تتردد على لسان كل مسؤول نصادفه وفي وقت سابق عبر إذاعة صوت الشباب أيضاً, وكأننا ذهبنا للتسول ..

في الـخامس من أيار لسنة 2011 وعبر اتصال هاتفي من الاتحاد الوطني لطلبة سورية أبلغت بأنه تم طرح إسمي مع مجموعة من شباب سورية من مختلف المدن السورية, لمقابلة الرئيس الأسد للبحث في الشؤون العامة واللقاء بعد يومين أي بتاريخ 7/5/2011, قبلت وسافرت إلى دمشق ..

في القصر الجمهوري هناك كان اللقاء, دخلنا جميعاً 14 شاباً وبعد الترحيب والتعارف بدأت الجلسة, فضلت أن أكون آخر الطارحين للمشاكل والحلول لكي لا أسرق فكرة أحدهم عن طريق الصدفة, لكن هنا سأسرد لكم بعض مما أذهلني بطريقة الردود أو التعامل المنتظر ..

- يجب تفعيل دور حزب البعث لأنه خلال العقود الماضية, المواطن السوري لم يلمس أهمية الحزب القائد في الدولة ..

هذه الإجابة كانت من الرئيس الأسد على مداخلة لفتاة أتت من حمص حين طرحت فكرة إلغاء المادة الثامنة من الدستور بأسرع وقت ممكن لكي لاندخل في سجالات جديدة, والسماح للمعارضة بحرية التعبير, وتأسيس الأحزاب المعارضة لحزب البعث ..

- خدمة العلم بمفهومها الحالي هي خدمة للوطن وحتى لو كان الطبيب يقف عند الحواجز العسكرية ويحارب فهو بذلك يخدم وطنه ..

جواب مختصر تلقاه أحد الأعضاء المشاركين معنا وكان آتياً من القامشلي, حين طرح فكرة تحويل مفهوم خدمة العلم إلى خدمة الوطن بوضع الاختصاص المناسب في المكان المناسب عبر إرسال المهندسين على سبيل المثال للمشاركة في المشاريع التابعة للحكومة وإرسال الأساتذة للتدريس في القرى, بهذه الطريقة الدولة تحقق فائدتين الأولى منهم هي تحقيق تغطية للمدارس في كافة الأراضي السورية, والثانية هي توفير مبالغ لابأس بها ويمكن الاستفادة منها في تحسين مستوى المدارس عمرانياً في بعض المناطق ..

- وصل الدور لشاب قدم من الحسكة حين أدلى بمداخلة بسيطة, وهي توقف الأمن عن الضرب والقتل وإن كان هدفه الاعتقال فليعتقل وليحقق لكن بشكل محترم ..

الرد كان, نحن نسعى لتدريب رجال شرطة مختصين في التعامل مع المتظاهرين وسيباشرون عملهم خلال أشهر قليلة ..

كان ذلك أهم ما تم طرحه, حسب وجهة نظري آنذاك قبل أن أتوجه بثلاث نقاط للرئيس الأسد أولها كانت ..

طالما أن رواية الحكومة صادقة ولا  تحمل أي نوع من الأكاذيب والتلفيق, إذاً فلندع الإعلام يدخل إلى سوريا وليرى بأم عينيه ما يدور على أرضنا ولتثبت الحكومة السورية أنها أصدق منهم ..

جاءني الرد, نحن لسنا بحاجة للإعلام الخارجي لسببين, أولهم أن وكالات الأنباء العالمية لديها مراسلين في شتى أنحاء العالم, عدا سورية .. فلذلك ينبغي عليهم أخذ أخبارهم من إعلامنا نحن ونحن من سيعطيهم الأنباء الواقعة على أرضنا,أضف إلى ذلك أن إعلامنا على طول السنين الماضية لم تسمح الفرصة لكي يبرز عالمياً واليوم ها هو يغتنم الفرصة لزيادة خبرته في هذا المجال …

مداخلتي الثانية :

الشعوب العربية بغالبيتها تميل للناحية العاطفية, ومع أن هذه الصفة هي من الصفاة الحسنة لكنها قد تكون نقمة على البعض الآخر إذا لم يتم التعامل معها بشكل جاد, لذلك أرى أنه ينبغي على رجال الأمن الابتعاد عن الاعتقال العشوائي والتعامل مع المعتقلين بشكل حضاري وإنساني ..

الرد:

نحن عاطفيون فعلاً, لكن حتى نتغلب على كل ما ذكرت يجب علينا أولاً وأخيراً متابعة الإعلام الصادق والمتواجد على الأرض ومن هنا نستطيع أن نحدد إلى أين ينبغي أن تسير عاطفتنا..

وكما أجبت أحد أصدقائك هنا, نعم نحن نعد كوادر مدربة على التعامل مع المتظاهرين بكل أدب واحترام ..

القيادة والحكمة والقضاء لديكم, لماذا لم نرى حتى اليوم محاكمة للمتورطين في سفك دماء السوريين كعاطف نجيب على سبيل المثال..

أجل عاطف نجيب متورط "مع طأطأة للرأس" لكن لم يرفع أي شخص دعوى في المحكمة عليه ليتم محاكمته, أضف إلى ذلك هو إبن خالتي وصرلي 22 سنة ما شفته ..!!

هنا أنا لم أستطع أن أتمالك أعصابي قبل أن أقاطعه قائلاً, لكن في الأمس فقط تم اعتقال عدد من أصدقائي في مظاهرة لم يكونوا مشاركين فيها بالأصل لكن الاعتقال العشوائي طالهم, وعندما ذهبنا للمطالبة بهم وعن طريق محامي, أتانا الرد التالي "أنت ضد مين بدك توكل محامي" ..؟!

هنا طلب مني أن أعطيه أسماء المعتقلين من أصدقائي, لكن بقي لدي سؤال مبهم, ما مصير باقي المعتقلين حتى هذه اللحظة ..؟!

أكمل حديثه مع المجموعة قائلاً "مبارح 19 واحد بسيف الدولة وكلهم عاطلين العمل" قاطعته من جديد, من بين ال19 شخص هنالك خمسة أطباء وهم اللذين تحدثت عنهم, بالإضافة لذلك الاعتقالات في تلك الليلة تجاوزت المئتين معتقل

..

ثم تابعت

ماذا بالنسبة لقانون التظاهر الذي لم يطبق بعد..؟

لا نحن لا يهمنا من يتظاهر, لكن ما يهمنا أمره هو من يصور ومن يرسل المقاطع للإعلام الخارجي ..

بعد لحظات

دخل علينا الحارس الشخصي ليبلغنا بانتهاء الوقت المحدد ..

وقبل مغادرتنا, طلب الرئيس الأسد متطوعاً في لقائنا على قناة الدنيا لكي يدلي على الهواء مباشرة مادار بيننا في اللقاء, لم يجبه أحد من بين الحاضرين ..

صمت الجميع لبرهة, وقاطع الصامتين هو بعبارة "لهالدرجة" ..؟؟

أجبنا سويةً, أنا ومن في جانبي .. وأكتر كمان ..