الشبيحة جاءوا إلى مصر

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

ضربني وبكى وسبقني واشتكى

والمبادرة الوطنية المشبوهة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

اتصالات جاءتنا الى تنسيقية الثورة السورية في مصر قبل حادثة الأمس الأحد المؤسفة أمام الجامعة العربية ، عن وصول شبيحة النظام السوري بهيئة كتاب وفنانين وما أشبه من ذلك ، وما هم إلا شبيحة متسترين بهذا الرداء ، وكان يسود تخوف كبير من استهدافهم لخيمة الوطن المُقامة امام الجامعة العربية التي يشارك فيها كل أبناء الوطن بكل أطيافهم ، وكانت تعليماتنا على الدوام بالسلمية ، وكنا نُهدئ من روع المتخوفين ، ونقول لهم أن لاخوف منهم ولاممن أرسلهم ، لأننا في حمى الشعب المصري الحبيب ، وأن الثورة والثوار السوريين في قلوب المصريين ، وأن أي تجاوز سيواجه مصرياً قبل أن يكون سورياً ، لأن سورية ومصر إيد وحده ، وبالتالي هم يألمون مثلما نتألم ، ويستشعرون بخطر عصابات آل الأسد على المنطقة ، ويعتبرون حمامات الدم السوري التي تسيل أنهاراً على يد جزار سورية اللعين المجرم بشار إبن المغضوب عليه الضال المأفون حافظ عليهما لعنة الله وملائكته والناس اجمعين ، وهذا ماكنا نُراهن عليه وحصل ، وصدق حدثنا وثقتنا بالمصريين العرب والمسلمين

والقصة تبدأ منذ وصول هذه الحثالة إلى أرض المطار على دفعات من سورية ، بعددها المتجاوز المئة والخمسين شبّيح ، وقد ابتدأت رحلتها بمشاجرات وتحديات مع السوريين الذين كانوا ينتظرون أقاربهم في كل مرة هناك ، ومصريين عاديين اُستفذوا لوجود صور الجرثومة اللقيط بشار على ثُرى ترابهم الطاهر ، وكانت مسيراتهم الى الفندق تمّر بسلام ، فقتلهم مثلما يقولون حلم مُعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بما رُوي عنه ، بأن لم يعترض أحد استفزازهم بما يجب، وقد جاءوا لتنفيذ مخططهم المشؤوم الذي ابتدأ قبل يوم ، أثناء احتجاجات وقعت مابين الجيش والمتظاهرين المصريين ، ليندس أحدهم أو أحد المأجورين لصالحهم عند ضرب الغاز المُسيل للدموع بالقرب منّا ، وابتعاد شبابنا عن المكان قليلاً ويُشعل خيمتنا فقط دون خيمة اليمنيين والبحرينيين الذين لم يقترب منهم أحد ، ويحرق مولد الكهرباء والكراسي والسماعات واللوحات وغير ذلك ، إيذانا بما هم ناوين عمله ، وما رسموه لليوم التالي ، الذين سربوا فيه خبر مجيئهم للجامعة على أساس الساعة الثانية بعد الظهر ، وكان احد الشبان واسمه طارق الشرابي بزيارة الى فندق نوفوتيل ويحمل معه علم الاستقلال ، وإذا بمجموعة من هؤلاء الأوغاد تلتف حوله تُريد تصيده ، فاستطاع الخروج بسلام بمعاونة أصدقائه الذين كانوا معه ، ولكن ماذا حصل بعد ذلك

في الساعة التاسعة صباحاً تقريباً ، هاتف يصلني وكنت نائم ، أن مجموعة كبيرة تحمل صور اللعين السفاح بشار ، بشعارات مُقززة ، تخترق الطريق قادمة الى الجامعة العربية ، وهذا المتصل يقول بانهم يسيرون بصورة استفزازية ، وبدأوا يُشيرون الينا بحركات مُعيبة كالتي فعلها الشبيح يوسف الأحمد للسوريين في الجامعة العربية من قبل ، ونحن لسنا أكثر من خمسة فماذا نفعل ؟ قلت لهم دعوهم وليس لكم أي علاقة بهم ، لأننا سلميين ولا نُريدها إلا سلمية ، وأصررت على تلك المقولة التي تنم على الترفع والسمو، وقلت لهم أنهم إخواننا في الوطن أضلهم الشيطان وبشار ، وأغواهم بالمال ، ونسأل الله لهم الهداية ، ولكن انصحوهم بألا يستفزوا المصريين الثوار بهذه الصور إن أرادوا الوصول للجامعة العربية لكي نستطيع مناقشتهم وثنيهم عن المنافقة للحقير بشار، وهي – الجامعة - لاتبعد عن ميدان التحرير موطن الثوار المصريين إلا أمتار ، الذين يشعرون بأن دم الشعب السوري الذي يسفكه المجرم السفاح بشار هو دمهم ، وقلت لهم بأنني قادم إليهم ، ولكن وقع المحظور وما لا أُريده وأنا وأصدقائي في التنسيقية في الطريق ، فسلميتنا أطمعتهم فينا ، فتصيدهم المصريين الغاضبين من حركاتهم واستفزازهم ، وهم ظنوا بأن اعدادهم الكبيرة تحميهم ، ولكن بالفعل لم يكن لهم عاصم من أمر الله شيء ، ليقع أول جريح مصري نتيجة غرورهم بعددهم ، لينشب العراك المؤسف الذي ابتدأته تلك الحثالة ، لتدفق جموع المصريين الغاضبة لتنتقم من فعلتهم وتعديهم على شعب وأرض مصر ، في نفس الوقت الذي لا أنفي فيه مشاركة بعض السوريين الخمسة الذين كانوا متواجدين في الخيمة ، دفاعاً عن إخوانهم المصريين ، الذين انبروا في الأساس لحمايتهم 

لأؤكد في الختام وبصورة قاطعة : بأنه لم يكن من السوريين في ذلك المكان عند خيمة الوطن ، المُقامة أمام الجامعة العربية أكثر من خمسة ، مُتحدياً لكل الأبواق التي تكلمت وخاضت في هذا الحديث ، وإن دمج تلفزيون الدنيا بعض صور التظاهرات السابقة لأشخاص كأسلوب خداع ، ليس لها علاقة البتّة بما جرى ، وكان الشعب المصري قد آخذ على عاتقه حماية أحرار سورية من أي عدوان ، وبالتالي كانت مواجهة هذه الحثالة ليست مع أبناء الجالية السورية بكل أطيافها وتنوعها ، والتي لاتتواجد في مثل هذه الفترة بأعداد كبيرة ، بل هم من أراد مواجهة إرادة المصريين ، فنالوا مايستحقون من جنس العمل الذي أرادوه 

وأخيراً : لأخوض في موضوع المبادرة الوطنية ، التي سأتكلم عنها طويلاً باعتباري قد غُيبت عنها لأسباب لا أجهلها ، وهي تُهدد الوحدة الوطنية بكل معاني الكلمة ، وهي تُريد زعزعة الاستقرار وبث التفرقة ، والتي أطلقتها مجموعة من المعارضة أتت بأسماء بقصد الإيهام علو شأنها ، وما تلك الأسماء إلا للإمتطاء عليها ، إرتات بنفسها أن تشق الصف بقصد الزعامة والتريث ، وقد شهدت إحدى لقاءاتها ، التي تكلمنا فيها عن توسعة المجلس الوطني ، ليشمل البعض الوطني ممن هُمشوا ، أو لم يُستشاروا ، واتفقنا على ذلك ، وإذا بي أُفاجأ بلقاءات تمّت بتغيبي عن قصد كي لايكون للرأي الحر المعارض كلمة ، ليلد هذا المسخ المُسمى بالمبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية ، أو لتفتيتها ، وهذا مايجب أن أُحذر منه جماهير شعبنا ، وما سأتناوله في المقالات القادمة بأشخاصه ودوافعهم ، لأحذرهم في نفس الوقت من شؤم مخططهم ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم 

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري : 

* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

* استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد وخاصة في القامشلي عام 2004 ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله 

* ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة 

* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماة بالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية بما فيها الطائرات والسفن الحربية مؤخراً ، والتي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنع الإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل الأسد ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم ، وهو اليوم قد حقق الإنجاز الأعظم إذ وصل الى مرحلة النهاية من عمر النظام بإذن الله .. ولا للحوار مع القتلة ولتسقط الدولتين المارقتين روسيا والصين عدوتا الشعب السوري والعروبة والإسلام.