وفد الجامعة العربية يقول كانت المحادثات صريحة
وفد الجامعة العربية
يقول كانت المحادثات صريحة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كما أكد السيد وزير الخارجية القطري , بأن مهمة الوفد هي عرض نقاط المبادرة العربية على الحكومة السورية وبحثها نقطة نقطة وبصراحة ,وقد تمت الموافقة على بعض النقاط , والأخرى لم ترفض ولم تقبل وسيكون الرد النهائي يوم الأحد القادم .
وتسعى جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية , وذلك لمنع التدخل الدولي الخارجي في القضية السورية , وإقرار الاصلاحات المفترضة , وأن يتم الحوار في مبنى الجامعة العربية , وفي حال عدم موافقة دمشق على المبادرة سيبحثون عن محاولات أخرى حتى يصلوا لقناعة تامة أن الحل لن يكون عندهم وعلى رأي المثل (الحق الكذاب لباب الدار) .
لو ناقشنا الأمر موضوعياً بعيداً عن العواطف الجياشة
ففي اجتماع قطر اليوم والمجلس الانتقالي الليبي , ذكر السيد وزير الخارجية القطري , أن مساعدتهم لليبيا جاءت من واقع مساعدة وحماية الشعب الليبي من آلة القمع التي كان يستخدمها القذافي ضد شعبه .
هو موقف كان جيداً , ولكن أمن الواجب على كل سوري أن يسأل السؤال الاتي :
فاعل الخير يستمر في عطائه , ولا يفرق بين فلان محتاجاً للخير وآخر عنده نفس الحاجة , ففي ليبيا أشقاء للعرب احتاجوا الدعم والعون فلم تقصروا في ذلك , وفي سورية وشعبها يتعرض منذ سبعة أشهر لأبشع انواع الجرائم من قبل عصابات اجرامية , شهدها العالم أجمع ويشهدها في كل وقت , فمن الواجب لفاعل الخير أن يقف في جانب الشعب السوري كما وقف بجانب الشعب الليبي .
ولو فرضنا بثار وافق على نقاط المبادرة , جوهر المبادرة ينص على بقاء النظام الحالي مع اجراءات إصلاحية كما يدعيها مجرموا النظام , ويدعوإليها قرار الجامعة العربية والمبادرة العربية
عندها سيكون أمامنا مواقف قد لانحسد عليها :
الثوار يرفضون الحوار مع هذا اللانظام بسبب جرائمه التي لاتعد ولا تحصى
ومبادرة الجامعة العربية سوف تجد الدعم لها من قبل الدول العربية والغربية وعلى رأسها أمريكا
اللانظام وافق وتبنى المبادرة , والدعم العربي والدولي مع المبادرة , والسؤال هنا :
هل سيفرض الحل على الثورة وعلى المعارضة ؟
يمكن الضغط على المعارضة والممثلة بالمجلس الوطني وبقية الأحزاب والتكتلات والتي لم تنضم إلى المجلس في الخارج , بحيث توضع في موقف لاخيار لهم فيه , ألا وهو قبول الحل المطروح في المبادرة العربية .
بينما في الداخل وعند الثوار عقيدة راسخة , ألا وهي الاستمرار في الثورة حتى اسقاط النظام .
والمتتبع اليوم للأحداث على الساحة السورية يجد أن الثورة قوية جداً , واستمرارها بهذا الشكل ستزيل هؤلاء المجرمين من الوجود , فالاضراب التجريبي نجح نجاحاً كبيراً والحمد لله , وحتى حلب استجابت بنسبة كبيرة لهذا الاضراب , وضربات جيشنا الحر البطل تتصاعد قوة وعزيمة وأثراً .
وما تتعرض له حمص الأبية من هجمة شرسة , يتحتم على جميع المحافظات الثائرة تصعيد عملها والاستمرار بالاضراب والتظاهر لتخفيف الضغط عن حمص , وحمص ستخرج قوية بإذن الله أقوى من السابق , كما خرجت درعا وحوران وريف دمشق من قبل .
ونصيحة للكثير من الأخوة ورجاءاً أيضاً البعد عن الشتائم الموجهة للعربي أو غيره من زعماء الدول العربية , ننتقدهم ولا نشتمهم , فالشتم يكون له مردود لانريده , ونبيل العربي هو شخصية رمزية لجامعة الأنظمة العربية , وليس بيده سلطة قرار.