نشأة اللغة العربية

د. كمال مقابلة

احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية أقامت رابطة الأدب الإسلامي العالمية/ مكتب الأردن الإقليمي في مقرها الدائم في عمان ندوة علمية بعنوان(العربية لغة الألفية الثالثة) وكان ذلك يوم السبت الموافق 27/12/2014م.

شارك في الندوة التي أدارها الدكتور كمال مقابلة رئيس مكتب الرابطة في الأردن كل من الأستاذ الدكتور عمر لحسن أستاذ اللسانيات في الجامعات الجزائرية والدكتورة مها مبيضين أستاذة الأدب القديم في جامعة آل البيت الأردنية.

عرض الدكتور لحسن لتاريخ اللغة العربية حيث أكد بأنها نضجت قبل الإسلام بخمسة قرون ثم شهدت نقطة تحول مع انبلاج الإسلام حيث ارتبطت بالدين الجديد فنمت نموا جديدا، هذا النمو جعلها تعيش حالة من التحديات منها:

أن أهلها احسو بخطر ذهاب سليقتهم بدخول السنة أعجمية في الإسلام وظهور المولّدين. فكان ذلك حافزا لأهلها لحفظها وضبط قواعدها خوفا من ضياعها وحرصا على حفظ القران الكريم الذي نزل بها وثاني هذه التحديات ظهور علوم جديدة لم يألفها العرب سابقا من نحو وفلسفة وفقه وعلوم طبيعية. وقد وفقت العربية أيما توفيق في استيعاب هذه العلوم والتعبير عنها. كل ذلك أدى إلى اهتمام العرب بعلم النحو ومن ثم ظهرت الترجمة ونمت حركة التأليف فأصبحت العربية لغة اختصاص تمنح كل علم ما يناسبه من الألفاظ والتراكيب فظهر علماء كبار عنوا باللغة وعلومها من أمثال البيروني والفارابي والغزالي وابن رشد وغيرهم الكثير.

ثم انتقل الأستاذ المحاضر إلى واقع العربية اليوم وأكد أنها قوية بذاتها ولا ينقصها سوى تفعيلها بدراستها وإثرائها بالمصطلحات الجديدة وتسخيرها لخدمة العلوم بشتى أصنافها مؤكدا على أن أوروبا أقامت نهضتها الحديثة على الترجمات العربية للمؤلفات القديمة حيث ارتقت العربية إلى المستوى القادر على الإنتاج والعطاء.

ولم يغفل الدكتور لحسن الدور الفاعل لارتباط العربية بالدين الإسلامي الذي شكل الأساس الأول في الحفاظ على مكونات الأمة وحفظ لها هويتها.

وبما أن اللغة جزء من المكون الحضاري للأمة الإسلامية فقد اكتسبت قوتها من ارتباطها بالدين الإسلامي. والقوة هنا هي قوة الحضارة والأخلاق لا القوة العسكرية.

ومع أن الدكتور لحسن بدى متفائلا بمستقبل العربية إلا انه اقر بأنها تعيش حالة انتكاس وتراجع غير أنها من باب(اشتدي أزمة تنفرجي) وفي أخر محاضرته دعا المحاضر جمهوره الذي غصت بها القاعة. دعاهم إلى البحث عن أسباب القوة في دواخلنا إن أردنا حقا أن نعيد لغتنا إلى ألقها وأوج قوتها مؤكدا على أن العربية لها حضور على وسائل التواصل التكنولوجي أكثر من اللغة الفرنسية وحتى نحقق ذلك فلا بد من العزوف عن تقليد الترجمات التي طغت على لغتنا.

فلا بد عندها أن نخلق حالة خاصة بلغتنا. هذه اللغة المطواعة والمؤهلة بصفاتها لان تكون لغة الألفية الثالثة.

بعد ذلك عرضت الدكتورة مها مبيضين أستاذة الأدب القديم في جامعة آل البيت مادة فلمية من إعدادها طوفت بالجمهور برحلة الحرف العربي عبر التاريخ ودوره في العلوم الأخرى وبينت جماليات الخط العربي إلى جانب الوظائف التي أداها رسم الحرف العربي، تلك الوظائف التي حفظت للعربية خصوصيتها عبر الزمان . مما ترك أثرا طيبا عند الجمهور . وبانتهاء المادة الفلمية دارنقاش مثمر وحوار مطول اثريا أفكار الندوة.

وختمت الندوة بتكريم الضيفين المحاضرين بشهادة تقدير لكل منهما قدمها الدكتور كمال مقابلة باسم الرابطة.

الدكتور كمال مقابلة

رئيس مكتب الأردن لرابطة الأدب الإسلامي العالمية