هل كانت زينب الحصني ... أم زينب الشامي؟

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

خرج التلفزيون السوري بخبطة إعلامية عن زينب الحصني ! بتصريح على لسانها وبصورتها ، لتصرّح بأنها حية ترزق ولم تعتقل وإنما هربت من أهلها ، ليدلل هذا النظام على زيف الخبر الذي تناولته وسائل الاعلام والقنوات الفضائية عن استشهادها تحت التعذيب وتقطيع أوصالها ... ولعل هذه اللعبة المفبركة والسر المخبوء ، هو الذي كان وراء ردة فعل نقيب التشبيح الإعلامي السوري طالب ابراهيم في مناظرة على الجزيرة ، عندما تكلم المناظر المرزوقي عن جريمة زينب الحصني وتقطيع أوصالها ، لينتفض طالب ابراهيم  واثقا من نفسه يتحدى خصمه أن بثبت أن النظام قد قتل زينب الحصني أو مثلّ  بها ، بل إن ثقته الزائدة وجزمه بالموضوع دعاه أن يتحدى المرزوقي وخالقه على أن يثبت ذلك ! ! .

وطبعا لم يدرك المستمعون والمتابعون حينها سرّ هذا الاندفاع  لتحدي الخالق عن إثبات هذه الحادثة !  والكل يعلم كما سمع ورأى الخبر أن الجثة هي لزينب الحصني ،  وقد سلمت لأهلها من قبل أمن النظام وأجهزته البوليسية .

وأما الآن فإن صحّ ما ذكر عن زينب الحصني بأنها حية ترزق وهي التي تكلمت ، بعيدا عن الطريقة والأسلوب والكيفية التي تكلمت بها ، فإن هذا يوكد مما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشبيح الإعلامي طالب ابراهيم كان على علم بدقائق هذه القضية وتفاصيلها ، بل يؤكد ذلك ضلوع طالب ابراهيم في أجهزة المخابرات السورية وتنظير الدجل الإعلامي لها ، إن لم يكن هو المسؤول والمستشار الإعلامي للتضليل والفبركة ... وما ذلك عن أخلاقه وسلوكه ... ببعيد ! .

وأخوها الذي قضى تحت التعذيب ولوحق واعتقلت بسببه ؟

أليست هذه جريمة ، وهل ينكرها غدا هذا النظام ويخرج بتصريح جديد يفاجئنا به من محمد ديب الحصني ؟

وإن لم تك تلك لأوصال المقطعة والأشلاء الممزعة لزينب الحصني ، فلمن هي إذن ؟

هل هي لزينب الحسني ؟ أم فاطمة العمري ؟

هل هي لفتاة حرة أخرى اسمها ليلى الشامي ، أم خديجة الإدلبي ، أم سمية الحموي أم شيماء الحمصي ، أم زينة الدرعاوي ، أم أسماء الديري ، أم سلوى اللاذقاني ..... أم .... ؟ ؟ ؟ ! .  

كيف خرجت تلك الجثة المجهولة من المشفى ... وسلمت لأهل زينب الحصني ؟  

كيف سلم أهل زينب الحصني  شهادة الوفاة ؟

إن كانت تلك التي الجثة لزينب الحصني فتلك جريمة فظيعة ، وإن لم تكن فقد أضافوا إلى تلك الجريمة الفظيعة الثابتة ، لعبة هزيلة حقيرة سخيفة ، تضاف إلى سجلهم الحافل بالكذب والدجل والتضليل الإعلامي ، ولو اقتضى ذلك اللعب بدماء المواطنين ، والرقص فوق جراحهم الأليمة ، ليقوموا بفبركة سخيفة يحاولون من خلالها  التشويه والتشويش للنيل من المحطات الفضائية التي تنقل أخبارالثورة السورية ، وتفضح أباطيل هذا النظام القمعي البائس وجرائمه . 

إن لعب هذا النظام باتت مكشوفا لكل ذي بصر وبصيرة ، إلا من أعمى الله بصره وختم على قلبه ، فلا يسمع إلا مايراد  له أن يسمع ، ولا يرى إلا مايريدون له أن يرى أو يروه  إياه ، على الطريقة الفرعونية : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) .

لقد سبق وأقدم هذا النظام  على لعبة سخيفة بالتنسيق مع السفيرة السورية في باريس ، إبان إجتياح جسر الشغور من قبل جحافل النظام  القمعية وأدواتها التشبيحية ،  عندما اتصلت إحدى زميلاتها من عناصر مخابرات النظام السوري ، وانتحلت شخصيتها واتصلت بالقناة الفرنسية وأعلنت تخليها عن منصبها في السفارة وتبرئتها من النظام ... ثم لتخرج لنا السفيرة المحترمة في اليوم التالي لتكذب الخبر وتدعي أن ما نسب إليها عار عن الصحة ومكذوب على لسانها ، مما أوقع المحطة الفرنسية في حرج ، وسارعت للتحقيق وفحص رقم المتصلة السابقة بالمحطة وموقع الإتصال ، ليكتشف أن الرقم تابع للسفارة السورية في باريس ! 

إن العالم الحر ينظر للجريمة بمقاييس الجريمة ومعاييرها بغض النظر عن اسم الشخص وموقعه وحاله ، والشرع والقانون يحاسب على الجريمة كان من كان صاحبها من المواطنين ، وكان من كان وراءها من المسؤولين والدجالين .

إن هذا النظام المجبول على الكذب والدجل مازال يعيش بعقلية متخلفة ، ومازال يظن أن كذبه الذي كان يمليه سابقا على شعبه البائس المقهور قبل أن ينتفض ، ويقابل بهز الرؤووس من المواطن المغلوب ، مازال ساري المفعول ، بل إنه يحاول تطبيقه على العالم الخارجي الحر ، الذي يعيش في عصر غير عصر هذا النظام المتخلف الرجعي البائس .

إن جميع الناس يعرفون كيف تنتزع الاعترافات من المواطن داخل سورية ، وكيف يقوّل غير ما يقول أو يدعي ، وكيف ينسب له ما لم يقله أو يعلم به ، وكيف يجبر على توقيع أقوال تنسب له قد تم طباعتها وفبركتها وانتاجها وإخراجها داخل مكاتب أجهزة المخابرات البوليسية ، ومستشاريها الإعلاميين من شبيحة هذا النظام البوليسي البائس .

إن جميع المواطنين الأحرار والشرفاء يعلمون أن هذا النظام لا يتقن غيرفن الكذب والدجل والتضليل في وسائل الإعلام ، بل إن ما يتداوله الناس في سورية من نكات

حول كذب هذا النظام حتى في نشرة الأخبار السورية عن الأحوال الجوية : عن درجة الحرارة  وشدة الرياح وهطول المطر،  وهذه الأخيرة تذكرنا بمذيعة المطر التي أذاعت  النبأ عن التظاهرات المعارضة ، التي خرجت في ذلك اليوم في دمشق وأنحاء سورية ، ولم يستطع شبيحة النظام وأجهزته البوليسية تفريقها قبل أن تصور وترسل للمحطات الفضائية ، زعمت مذيعة المطر بحسب النشرة المكتوبة أمامها أن الناس في دمشق وسورية خرجوا بتظاهرات في دمشق وغيرها  تعبيرا عن البهجة والفرح بهطول المطر ... ولعل هذا أخف من تبني المظاهرات المعارضة التي تنادي بإسقاط النظام ، بعد أن تقوم أجهزة القمع البوليسية مع مفرداتها من الشبيحة وملحقاتها من العصابات السوداء ، بقمع التظاهرة وتفريقها وما ينتج بعد ذلك من قتلى  وجرحى ، ومعتقلين ممن لم يتمكنوا من الهرب من هذه الأجهزة القمعية .

إن هذا النظام يتخبط يمنة ويسرى مما يدل على إفلاسه ، فكلما حاول أن يرمي سهما على معارضيه إرتد إليه سهمه خائبا حسيرا ، وكل ما يقوم به من تضليل ودجل أو ألعاب سخيفة يستهين بها بدماء أبناء الوطن من الشرفاء والأحرار،  ظنا منه أنه يغطي خرقا من ثقوب ثوبه الكاسي العاري ،  أو يشير بآلته الحادة القذرة نحو ثياب الآخرين لتمزيقها ، تعلق سكينته المعكوفة المسمومة في ثيابه المهترئة الرثة المهلهلة المخرقة ، فتمزق ثيابه لتكشف حقيقته وتفضح عورته أمام جميع الناس .