حول تشكيل المجلس الوطني رأي وتعليق

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

اجتمعت تكتلات المعارضة السورية منذ أيام وتعدنا بالخروج بتشكيلة مرضية للشعب السوري , وكان يوم الأحد الموافق الثاني من تشرين الأول الإعلان عن تشكيل المجلس , والذي يضم تكتلات سياسية سورية معروفة منها اعلان دمشق , والمجلس الوطني الذي سقط قبل تكوينه , وشخصيات وأحزاب كردية , والاخوان المسلمين , وتم الإعلان عن المجلس ببيان صحفي, وبيان موجه للعالم والشعب السوري , وذكروا أنه يمثل ثمانين بالمائة من المعارضة السورية  , ولم ينتخب رئيس للمجلس وستكون الرئاسة دورية , كالمجلس الذي أنشأه بريمر في العراق ومكث أحد عشر شهراً , فالشعوب يجب ان تتبادل الخبرات فيما بينها , وكذلك الحال في هذا المجلس  , كان البيان مختصراً نوعاً ما ومحدد بنقاط هلامية غير مفهومة , فدعا البيان إلى دعم الداخل , ورفض التدخل الأجنبي في حل الأزمة السورية  والتدخل العسكري لحماية المدنيين , وأكد على اللاءات الثلاثة , لا لعسكرة الثورة لا للتدخل الأجنبي لا للطائفية , مع استمرار سلمية الثورة , والتحول لدولة مدنية ديمقراطية في سورية

لن أكون ضد هذا المجلس , وطالما المظاهرات في سورية أعلنت تأيدها اليوم لهذا المجلس فلن أكون خارج رغباتهم ولكن توجد أمور لابد من توضيحها حول هذا المجلس ومن أهم النقاط والتي يمكن الاشارة إليها هي الآتي :

1-    نسي المؤتمر أو تناسى بشكل عمد أو بدون قصد فلا اعلم , الجيش السوري الحر , والجنود الأحرار والذين وقفوا مع الثورة ويبذلون الغالي والنفيس في تحقيق نجاحها وحماية أهلهم في سورية , وجميعهم هدفاً للتصفية الجسدية في سورية من قبل النظام المجرم  , مع أن نجاح الثورة واسقاط النظام يقع على عاتقهم , والمظاهرات السلمية هي الرادف لهم ولن تكون السلمية هي السبب في اسقاط النظام الهالك , والسؤال هنا لقيادة المجلس وأعضائه :

هل أن دعم الجيش الحر سيقف حجر عثرة في طريق السلمية , حتى أنه لم يذكر أبداً في اعلانكم الموقر؟

2-    في تعبير عند بعض الطوائف تقول عن الخمر بأنه ليس حراماً , ينطلقون في قولهم هذا على أن كلمة حرام لم تذكر في القرآن الكريم , وبيان المؤتمر لم يذكر كلمة اسقاط وإنما ذكر كلمة  التخلص من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطي , وهنا يوجد منفذ دستوري في حال أراد المجلس الجلوس للتفاوض مع النظام , يعتمد في ذلك على أنه لايوجد نص كلمة اسقاط في بيان المجلس

3-    الكل يعلم أن المجلس مخترق من قبل المخابرات السورية , فمنهم ماهو معروف , ومنهم مازالت سوآته مغطاة حتى حين , وهنا يصبح هذا المجلس شر لابد منه وعلى صيغته ولكن يجب الحذر , فالحذر يكون هنا على الشكل الآتي :

من المعروف عندنا في سورية وعلى الأرض قوتين فاعلتين المجالس الثورية والتنسيقيات والجيش الحر , فهذه الفئات الثورية عليها التعامل مع هذا المجلس بحذر كبير , حتى لايتم اختراقهم وتصفيتهم في الداخل , أي أن يبق فقط عمل هذا المجلس في الخارج فقط , وإن أراد المجلس الدعم اللوجستي للثورة , فيجب أن ترسل الطلبات برسالة مختصرة وبدون اعطاء أي تفاصيل تعبوية وعسكرية وقيادية وتمركز معين

4-    ولا يمكن تفادي ذلك إلا بتشكيل مجلس قيادة الثورة في سورية من قبل الضباط الأحرار والمجالس الثورية , وهذه القيادة الثورية هي التي تتعامل مع هذا المجلس من قبل مندوبين لها في الخارج حتى لايكون عندهم أسرار قد يفشونها , وفي هذه الحالة يمكن افشال المندسين في المجلس الانتقالي وعدم تمكنهم من التأثير على مسار الثورة

5-    هذا المجلس أي مجلس قيادة الثورة هو الضامن الحقيقي للثورة في الحاضر وفي المستقبل , وهو الضامن لاسقاط النظام بشكل كامل وافشال أي خطة لسرقة الثورة السورية المباركة .

فقرة للمداعبة

أنا مع المجلس المكون ومؤيد له بشرط , أن أكون وزيراً للخارجية فيه والسبب ناتج عن أن مجلسنا الموقر هذا يقول , نرفض رفضاً قاطعاً التدخل الخارجي ونرفض عسكرة الثورة , والثورة هي سلمية وستبقى سلمية , وعندما يسأل أحدهم عن الموضوع يقول هناك قوانين دولية لحماية المدنيين , وعندما أسمع هذا القول منهم أجد في نفسي المقارنة التالية :

كمجموعة من الأشخاص  ومحاطين بمجموعة من الوحوش , ثم يخرج ممثل هؤلاء ويطلب من جاره تعالى خلصنا من هؤلاء الوحوش ولكن لاتجلب معك أي سلاح وتعالى لتخلصنا من هؤلاء الوحوش لأننا لانريد أن تستخدم سلاحك لقتلهم وتخليصنا , فما الفائدة منه إذا ؟ وياعجبي , بينما لو كنت وزيراً للخارجية سأقول له تعال خلصني من هؤلاء الوحوش , في مقابل هدية ثمينة أقدمها لك وحسب امكانياتي , والتي لاتؤثر على الجمع الموجود لاحاضراً ولا مستقبلاً.