اللحمة وأنا
أ.د/
جابر قميحةسمعتهم قالوا: المثلْ بيقولْ:
"والمثل ماكَدبَشِ".
يا ميت ندامة على اللي حب ولا طلشِي
لكن ندامةْ الندامه على اللي جاع
ولا كَلْشِي
وألف مليون ندامة عليه لما تْمنَّى
ولا خَدْشي
مش بس يعني انحرمْ
لكن خرج بالعلقهْ مزازيكِي
لكن الكلام ده ليه
وقولوا عايز تقول للحبايب إيه؟
حقول حكايتي بصراحهْ وزي ما تيجي
وإنْ كنت عايز تجرب
ما تيالّهْ ما تيجي..
تشوف بعِينكْ اللي أنا شفتُهْ
وتعيش بنفسك اللي أنا عشته:
في يوم لقيت أم العيالْ
قاعدة وضربهْ بوزْ
وبوزها م العكنـنة فَشَر صباعْ الموزْ
ـ مالِكْ يا ستي بصراحه
من إيه زعلانه؟
ـ قالت لي مش شايف؟
ضعفانَهْ ... هفتانَهْ..
ـ من إيه يا ستي...؟
ـ قالت: سيرتنا بقَتْ تعرّ في جوانب الحارة
ما هُو أنتَ عارف كل يوم
أكْـلِـنا يا عدس يا بصاره!!!
ارحم شويه دا ربنا
قد أوجب الرحمهْ.
قلت لها قولي بصراحهْ أنت عايزه إيه؟
قالت لي" يعني أنت مش فاهم؟
نفسي في اللحمهْ..
يا الله اشتري لنا كيلو؟ ولَّا حتى اتنين
وسّع علينا.. ربنا يدّيك
وإنْ جِبتْ لحمهْ حاعْملْ معاها فَــتّْ
واطبخ معاها كمان محشي وجَنْبهْ فـريـكْ
****
من حسن حظي جنبنا جزارْ
كاتب "جزارة السلامة"
واسمه "عبده الفار"
ورحت سائلُهْ: بكام الكيلو يا معلمْ؟
لقيته كشَّرْ.. وبص لي.. وبعدها بـلّـمْ
لكنه ردْ بأدب وقال لي: أهلاً بيكْ..
عايزْ من الفخدهْ ولا أجيب بفتيك؟
وقال لي: "وشك غريب.. أنتَ شغلكْ إيه؟
قلت: أنا .. أنا .. يعني بشتغل دكتورْ
قال لي: أموت فيكم ..
قل لي: عيادتك فين؟
يمكن أجيلك في كشفْ...
قل لي أجيلك فينْ..؟
ضحكت .. قلت... دا أنا في الأدب دكتورْ
قام قال هَأْ أوْ: غريبه واللهِ
هو الأدبْ طلعوا له في البلد شهاداتْ؟
طب حاجه حلوه عشاني
طب أنا مؤدبْ
يعني أكون زيك في الأدب دكتورْ؟
وبيتنا كله دكاترهْ
أدب... وأخلاءْ... وذمهْ... وراحةْ بالْ
ابني حمادهْ... وسكرهْ... والبِكري عبد العالْ
****
مسك الساطور وقطع لي كيلو عالْ العالْ
وحطه في كيس بلاستيكْ
لميع وآخر فُــلْ
حاجة تِسِيلْ اللعاب وتشد عينْ الكلْ
مديت له ايدي وفيها عشره جنيهْ
قام قال لي لسّه خمسة زيهم يا سيدي البيه!!!
الكيلو ستين جنيه من غير كلام وحديتْ
والأحسن ادفَعْ لتقول يا ريتني يا ريتْ..
ـ لكن أنت كاتب:
الكيلو عشرهْ جنيهْ..
قام قال لي يا محترمْ سيبك من المكتوبْ
خلينا في المطلوبْ
ونصيحه لله ادفع بالتي هي أحسنْ
قلت له: لأ دا فيه أنونْ
وأجيب البوليس أحسنْ
قام قال: حلاوتك.. عامل لي من عيلهْ ..
وطالع لي في العالي..
ما دام مالكشي في اللحمهْ
حتدفع التمنْ غالي..
****
وشفت في عِنِيهْ شرارْ
ووشّه قايدْ نارْ
وقال: "يا أنْسْ .. دنـا اسمي عبده الفارْ
لكني سبعْ السبوعْ يا سعادة الدكتورْ
رجع لي خطوه ورا .. وجالي
من تاني
وراح هـافِـفْنـِي روسية في دماغي
ودماغه وحياتك فشرتْ دماغ الطورْ..
بعدها شفت نفسي قاعدْ ألف وأدورْ
أُدّامي ضَلمهْ .. وبعدها أنا شفت كومةْ نورْ
وبقيت أشوف الواحد .. أربعة
قول سبعةْ.. قول عشرينْ
أنوار تروح وتيجي بعدها ظلماتْ
ظلمات تروح وتيجي بعدها أنوارْ
وشفت عبده الفار قدامي ميتْ جزارْ
لكن الحقيقة حسيت بأني خفيفْ..
وأني طاير وطاير في قلب جو لطيفْ
***
وبعدها فقت.. شفت جو غريبْ
في أوده واسعة وفيها بياضْ في بياضْ
حَوليّ ناسْ لبسهم أبيضْ
راقد على سرير فارشينه بالأبيض
بصيت لقيت أم العيالْ
غاسلْ وشها دموعْها..
سألتها: يا أم العيال أنا فين؟
ـ قالت: سلامتك يا خويا ألف سلامه ألفين".
قلت لها: إيه اللي حصل؟
قالت دي غيبوبة..
أسبوع بحاله وأنت على دي الحالْ
ـ أسبوع بحاله.. كنت أنا مع مين؟
قالت قطيعه: تقطع اللحمة
واللي بيكْلوها
دي اللحمه قالوا تجيب "الكرستون"
والدبحة والأزمة...
قلت لها: والعدس...؟
قالت لي: كله فوايد..
ـ قلت: هِـيـهْ... والبصارة..؟
ـ قالت لي: آه كلها فيتامين.