عجائب.. وغرائب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

  شعوب خائنة عميلة !:

غريب عجيب أمر تلك الأبواق الناعقة المأجورة ..أوالفلول المغرضة الموتورة .. التي لا تخجل أن تتهم ثورات الشعوب ضد الطغيان بالعمالة والخيانة ..إلخ ..إلى آخر ما يتصف به أؤلئك الأصنام – الذين يعبدهم الناعقون ويدافعون عن جرائمهم – وهم الذين ولاهم الأعداء على رقابنا في غفلة منا ومن الزمن ..أو ضعف وجهل وإذعان- وغالبا - بانقلابات مشبوهة دبرتها المخابرات الأمريكية -..ووزعوا أدوارهم بين يمين ويسار ..ومتظاهر بالوطنية ..أو بالاعتدال ..وبين مجاهر أو متستر ..إلخ ..ولكل دوره .. ولكل [ أبواقه ونابحوه ] الذين ينهشون من يحاول كشفه أو تغييره ..وهذا مشهود في كل طول أوطاننا وعرضها .. لا يحتاج إلى براهين !!.. فكأن الجميع  [ قرأوا على شيخ واحد ] كما يقال أو ألأصح [ صنعهم ولقنهم وبرمَجهم .. شيطان واحد ]! ..بل هم كذلك : .. نفس الأجهزة ..ونفس الدعاوى تقريبا ..مع اختلاف في بعض الإجراءات ..كما أشار أحمد مطر في إحدى روائعه:

( وطني ثوب مرقع..

كل جزء فيه مصنوع بمصنع..

وعلى الثوب نقوش دموية ..!

فرقت ما بينها الأهواء..   لكن ..وحدت ما بينها نفس الهوية..

عفة واسع تشقى ,..وعهر يتمتع..!   )

المشكلة أن الذين يرمون الشعوب الثائرة ...والمطالبة بحرياتها وبعض حقوقها .. أو يرمون معظم جماهيرها بالخيانة يدَّعون – غالبا – لأنفسهم وللدكتاتوريين الفاسدين الذين يدافعون عنهم – وعن باطلهم وإجرامهم وقمعهم وسياطهم..إلخ .. يدعون الحصانة ويحتكرون الوطنية والتحرر ! ..ويرون لأنفسهم   الأفضلية والنزاهة دون  كل هذه الشعوب ( المشبوهة ) – في زعمهم !

كنا نظن أن [ عبادة الأصنام ] قد ولت إلى غير رجعة !..حتى رأيناها تظهر ثانية في القرن العشرين والواحد والعشرين .. في عباد [ يتبتلون ] لأصنام من البشر الدمويين اللصوص العملاء .. ليس إلا لأنهم يرفعون شعارات [ براقة كاذبة ] – أو يلقون لعُبُّادهم –وعبيدهم بعض فتات مما نهبوه من الشعوب المغلوبة المقهورة ! فيما هم – أي الأصنام المعبودة -عملاء – حتى النخاع - غارقون في العمالة حتى أذقانهم ! .. اسألوا [ السي آي إيه ] والموساد ودوائرها وفنونها ..إذا شئتم !

.. لاشك أن أعداء الأمة التاريخيين من الصهاينة والصليبيين وسائر الطامعين والمعتدين – لا يمكن أن يسلموا بسهولة ..وسيحاولون [ مصادرة ] كل جهد وكفاح شعبي ..أو إحباطه ..أوتحويره ..أو تدميره ..أوتجييره لصالحهم ..أو تعويقه وتشتيته – على الأقل – حتى لا تتحقق نتائجه المرجوة بسلام وسلامة ..وفي وقت مناسب ..!

ولا شك أنهم يكيدون ويتآمرون ليل نهار ..وأن لهم أجهزتهم وخبراتهم وقدراتهم ..التي يكاد يعجز عن إدراكها كثير من الواعين ( بله ..عن مواجهتها) ! فكيف بجماهير [ بريئة عفوية التحركات والمظاهرات ]..وليس هناك فكر أو موقف منظم موحد يقارع المتآمرين..أو يواجههم ..إلا القليل ..والقليل –غالبا غير موحد ولا منسجم ..وقد وصف الله مكر المجرمين بأنه فظيع وشديد..

" وقد مكروا مكرهم .. وعند الله مكرهم ..وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .."!  

مما يعني أن مهاراتهم ..وقدراتهم في التآمر والدس والكيد .. فاقت قدراتهم وقواهم التقنية.. وحتى النووية ! ..التي لم تصل بعد إلى إزالة جبال بكاملها – كما تصرح الآية ..ولكن مكرهم ..كاد..!

ولكن .." ويكيدون كيدا ..وأكيد كيدا ..فمهل الكافرين ..أمهلهم رويدا .."

".. ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ..وهم لا يشعرون ..."

وقد حاولوا من قبل ..وتدخلوا وأحبطوا ونجحوا في أكثر من موقع ومن واقعة ..فقد استطاعوا أن يحرفوا الثورة الجزائرية عن هدفها ومسارها ..ثم ..حينما كادت تعود لذلك الهدف والمسار الذي ضحت من أجله بالملايين ..- وكانت محاولة الشعب الجزائري – عبر [ صناديق الاقتراع ]- بنفس الأساليب والوسائل الديمقراطية الغربية التي يتشدقون بها ..ففجروا نتائج الديمقراطية ..وأغرقوا – بواسطة عسكرهم الوكلاء ..وخونتهم العملاء- أغرقوا الجزائر في بحار من الدم والفوضى لا زالت تعاني من آثارها ..وتتوثب ..للعودة لأهداف ثوراتها النقية ..التي قامت على أيدي ( الرجال العاديين الذين يحافظون على صلواتهم الخمس في المساجد مثل العربي التبسي وبن بوالعيد وأمثالهما ) كما قال لي شخصيا المفكر والفيلسوف الجزائري الكبير المعروف ( مالك بن نبي)!!

..إذن ماعلى الشعوب إلا أن تثق بخالقها ومدبر أمرها ..وتتمسك بثوابتها العقدية والوطنية والخلقية - فهي بوصلة الثبات والاهتداء وسفينة النجاة - ..وتلتف حول المخلصين من أبنائها الواعين الأنقياء – لا اللصوص طلاب الدنيا والزعامات !-وتستعين بالله أولا وآخرا لمواجهة مؤامرات الكائدين ..من كل الجهات والأطياف وبمختلف الوسائل والدعاوى والشعارات ..!

فالحق حق واحد لا يتعدد ..والباطل شتات !

فلسطين: دكتاتورية وعمالة..وإصرار على (العودة )!:

كنا نظن شعبنا الفلسطيني عصيا على الدكتاتورية ..والفساد .. لأنه لم يخضع – من قبل - لحكم فردي انقلابي أوغيره .. فطول عمره وهو يقارع الاستعمار البريطاني والاحتلال والطمع والتزوير الصهيوني..مما مكن فيه الوعي !

وكنا نتصور أنه لو حكم نفسه لكان نموذجيا في سلوكه مع بعضه البعض ..وحبه لوطنه ومواطنيه ووحدته ونقائه في مواجهة أعدائه ..إلخ

ولكن خاب ظننا حين تمخضت [ الثورات حتى النصر – ومن النهر إلى البحر ] فولدت فأرا بل ماهو أحقر من الفأر !!= كيانا ممسوخا تحت سلطة الاحتلال : يحمل عنه أوساخه وتبعاته ومسؤولياته التي يجب أن يُسأَل عنها أمام العالم ..

ولا تكتفي [ سلطة أوسلو الممسوخة ] بذلك فقط .. بل تحمي العدو وتنسق معه امنيا وتسلمه كل ما يمكنها الوصول إليه من[ رؤوس ورقاب المقاومين والأحرار] وأية معلومات عنهم ..!!

..واستطاعت [ المنح والدول المانحة ] أن توجد مجتمعا تابعا يعيش منتظرا منحها [الورقية – مع التعليمات لسلطتها ] ..فإذا توقفت المنح ..توقفت الحياة ..ولذا حصلت [عملية بيع كبيرة ] بواسطة سماسرة منتقين منسقين ..باعوا الشعب بكامله – مع الوطن ..أو ما بقي منه ..بالدولار والشيكل واليورو ..إلخ

.. ثم تدور الخلافات بين المتسلطين والناهبين ..ويُنبذ دحلان من الصفوف ..والغريب أنه- مع أنه جاسوس ولص كبير وعميل واضح مفضوح من الدرجة الأولى والصريحة – يجد له أبواقا ومدافعين ..وممن؟ من الشعب الفلسطيني نفسه ..الذي قضى مائة عام في مقارعة الصهاينة والمستعمرين والجواسيس والعملاء والسماسرة !!

.. ثم تتوجه [ السَّلَطة] ورئيسها البائس – وبالطبع لا يتحرك إلا بإذن خروج أو مغادرة - من الدولة الصهيونية مانحة [ بطاقات ال: في –آي- بي].. يتوجه إلى المحافل الدولية ليحصل على اعتراف بدولة فلسطينية وهمية ..- تحت سيطرة وهيمنة صهيونية كاملة وفعلية .. وعلى جزء ضئيل من فلسطين ..شوهته        [ الخُرَّاجات والعاهات = المستوطنات اليهودية ]..مما يعني تنازلا أبديا وعمليا عن بقية فلسطين !!.. وبالتالي [ نسيان أو إسقاط ] حق العودة !

..ولا زلنا ننادي ونقول لمحمود عباس ..ولكل الناس : أين وطننا ؟ نريد القدس الغربية ومعها ومنها عين كارم ولفتا والولجة والمالحة..إلخ ونريد يافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان والمجدل واللد والرملة وبئر السبع وقيسارية وطبريا وجبل الشيخ ..إلخ فكل هذه وتلك من ( فلسطيننا ) التي نعرفها ..ولا نقبلها ناقصة عضوا أو شلوا أو شبرا واحدًا!!

باختصار ..ما دام هنالك لاجيء لم ينل حقه في العودة إلى بلده الأصلي ..وما دام هنالك شبر من ( فلسطيننا) التي نعرفها لم يتحرر ..فكل الحلول ناقصة وباطلة ..حتى يعود الكل إلى أوطانهم : الفلسطينيون واللاجئون والنازحون جميعا إلى    ( فلسطينهم ) واليهود إلى أوطانهم التي [ استُجلبوا] منها ..

حكام العراق : من أية طينة من [ المركوبات المزدوجة ] أنتم؟.. هل من خُلق العرب والمسلمين أن ينكلوا بالضيف و المستجير ؟!

مَن أمَرَكم بالتنكيل بضيوف العراق :سكان معسكر أشرف واللاجئين الفلسطينيين..؟

.. لا ندري ماذا جرى لهؤلاء [ الأشقياء ] الذين كتب على العراق والعراقيين ..أن يُبتلوا بسيطرتهم عليهم ؟

معروف أن ( مجاهدي خلق ) فئة إيرانية تمثل قطاعا كبيرا من الإيرانيين ويتعاطف معها كثير من العرب والمسلمين وغيرهم – وبغض النظر عن مواقفهم وآرائهم - فهم يعارضون الوضع الحالي في إيران..- كما عارضوا الشاه من قبل وأعدم منهم الكثير!.. وقدموا في سبيل ذلك الكثير من الضحايا والتضحيات – أكثر بكثير مما قدم أنصار [ ولاية الفقيه ] ! ثم أعلنوا وقف (الكفاح المسلح ) ورُفعوا من [ قوائم الإرهاب والإرهابيين ] ..وقد كانوامن قبل يستغلون الخلاف بين العراق وإيران- كما هو طبيعي في معظم حركات التحررر- ولكن بعد سقوط العهد السابق ..وجدوا أنفسهم – فجأة في مواجهة خطر الانتقام ..والتنكيل من القوتين المسيطرتين على العراق.. الحكام الطائفيين الجدد الذين نصبهم الغزاة الأمريكان ؛ وفي مواجهة هؤلاء الغزاة أنفسهم .. فما كان منهم إلا أن أي مطايا الاحتلال المتحالف المزدوج المتحالف في العراق وأفغانستان – جارتي إيران من الشرق ومن الغرب ! فما كان أمامهم إلا أن يضعوا السلاح – مضطرين – ويكتفوا بالمقاومة [ السلمية والسلبية –التي لا تحرر وطنا ..ولا تجلب حقا ]!

فعفا عنهم الأمريكان ..وخصصت لهم العراق ( معسكر أشرف ) ووعدهم الأمريكان بالحماية من انتقام [ مطايا إيران – وهم مطايا الاحتلال الأميركي في نفس الوقت !!].. ولكن [ غزوات القوات العراقية  .. لم تتوقف لهؤلاء [ اللاجئين الضيوف المساكين] فقد شنوا عليهم- بأمر القيادة المأمورة من إيران – أكثر من هجوم ..وأوقعوا فيهم الكثير من القتلى والجرحى ..ونكلوا بهم وآذوهم كثيرا ..وهم بمثابة الضيوف ..والمستجيرين الذين يجب إكرامهم ورعايتهم!

كل ذلك والقوات الأمريكية تتفرج ..ولا تحرك ساكنا لحمايتهم - كما وعدتهم - إن هم ألقوا السلاح - !

.. لقد دمعت عيناي وأنا أشاهد تشييع سكان معسكر أشرف ل[36] شهيدا وشهيدة ..سقطوا في آخر غزوات الجيش العراقي على معسكرهم ..ومنع قومهم من دفنهم في المقابر المعتادة ..ولم يدفنوا إلا بعد مضي 38 يوما في مقبرة أخرى ..وقد كان  تشييعهم في شكل مهيب ..مع بعض كلمات التأبين المؤثرة ..وقراءة وترديد آيات من القرآن الكريم!

لقد آن لهؤلاء 0المظلومين  أن ينصَفوا ..ولمشاكلهم أن تجد لها حلا ..

. ومن ناحية ثانية ..عادت القوات العراقية الطائفية والعصابات الباطنية ..في التهجم على [ مابقي من الفلسطينيين ] في حي البلديات ببغداد..واعتقال بعض وجهائهم ..والتنكيل بهم..بعد أن كانوا قد [ شتتوا ] معظمهم.. عقب دخول الاحتلال الأمريكي ..حتى ذهبوا في مخيمات بائسة جهنمية في الصحراء العراقية والسورية ببادية الشام – في مخيم التنف والهول ..وغيرهما.. ثم تشتت كثير منهم من جديد في أربعة أركان الأرض من قبرص إلى الهند إلى تشيلي والبرازيل ..وأوروبا ونيوزيلندا وغيرها..!!

..والآن عادت قوات النظام المزدوج الخُنوع – للأمريكان وإيران – لتتهجم – من جديد على ( ضيوف لاجئين بائسين ) ينتظرون بفارغ الصبر من يعينهم في العودة إلى وطنهم ..بدلا من أن يشتتهم ..ويستعرض مراجله عليهم - كما في لبنان وغيرها كذلك !

لقد سبق أن رفعنا أصواتنا – مرارا - ..وناشدنا [ ملالي إيران ] الذين يدّعون نصرتهم لفلسطين وقدسها ..أن يقفوا بجانب الفلسطينيين المنكوبين في العراق والذين تسلط عليهم أتباعهم ..وطالبنا[ السيستاني ] وغيره أن يفتي بحرمة التعدي على هؤلاء الضيوف المؤقتين ..ولكن بدون جدوى .. لقد قتل [الاحتلاليون الروافض ] المئات من الفلسطينيين الضيوف لديهم ..وسجنوا المئات وعذبوا ونكلوا وشردوا – من جديد – عشرات الآلاف ...!! ولا نصير ولا مغيث .. فإلى الله المشتكى ..

إن من بديهيات الأخلاق العربية والإسلارمية ..: إكرام الضيف ..وحماية المستجير ..حتى يبلغ مأربه أو مأمنه ..

فأين حكام العراق وعصاباته الحاقدة ..وآمروهم المتآمرون من الاستعمارين       [ أو الاستعمار المزدوج ] .. أين هم من العرب والإسلام ..وحتى من الإنسانية ..ومواصفاتها ؟؟!!

ومتى يطلع فجر جديد ..يجد فيه المظلومون من ينصفهم؟!