هل ينجح نبيل العربي فيما فشل فيه أوغلوا التركي

هل ينجح نبيل العربي

فيما فشل فيه أوغلوا التركي؟

د.هشام الشامي

و أخيراً و بعد طول انتظار و مماطلة وافق النظام في سوريا على استقبال رئيس الجامعة العربية يوم غد الأربعاء ولكن وحيداً و دون بقية اللجنة المشكلة لزيارة سوريا من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب نهاية شهر رمضان الفائت

فبينما قال السيد نبيل العربي في مؤتمر صحفي أنه سينقل مبادرة السادة وزراء الخارجية العرب حول سوريا ، أعلن الإعلام الرسمي السوري أن زيارة نبيل العربي تأتي بصفته رئيساً للجامعة وبدون مبادرات أو طروحات أو حتى مشاورات في الشأن الداخلي السوري الذي هو حكر على النظام السوري و لا يحق لأحد كائناُ من كان التدخل فيه

و كانت وسائل الإعلام قد سربت بعض بنود المبادرة العربية لحل الأزمة السورية و التي تقوم على أساس الوقف الفوري للعنف و القتل و سحب الجيش و الميلشيات من المدن و المناطق السكنية و الإفراج عن المعتقلين و إنهاء الحل الأمني للأزمة و تعويض المتضررين و تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية معارضة و الإعداد لانتخابات تعددية مع نهاية فترة رئاسة بشار الأسد في عام 2014م0

و مما لا شك فيه أن النظام في سوريا سيرفض هذه المبادرة جملة و تفصيلاً تماماً كما رفض من قبل المبادرة التركية التي لا تختلف كثيراً في جوهرها عن المبادرة العربية 0

و كيف يوافق النظام على المبادرة العربية و هو لا يعترف أن هناك مشكلة أو أزمة وطنية ، و إنما هي مؤامرة خارجية تستهدف النيل من مواقفه الممانعة و المقاومة !!

و أن كل هذه المظاهرات السلمية اليومية و على مدى ستة أشهر و التي تطالب بإسقاط النظام على طول و عرض مساحة الوطن رغم كل العنف و القتل و التنكيل الذي تواجهه من قبل النظام ما هي حسب وصفه إلا عصابات مسلحة مندسة من الخارج و عناصر إرهابية سلفية

و لو كان النظام لديه أدنى استعداد  لحل الأزمة لكان الأولى له أن يوافق على المبادرة التركية ، خصوصاً و أن الحكومة التركية بقيادة أردوغان – و هي من وقفت معه في السابق عندما تخلى عنه الآخرون و كان لها الفضل بإعادة تسويق النظام السوري إلى العالم بعد الحصار الذي فرض عليه إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005 - أقرب إليه من القادة العرب الذين وصفهم بشار الأسد نفسه و بعظمة لسانه في خطابه الحماسي الشهير و على العلن بعد حرب تموز 2006 في جنوب لبنان بأنصاف الرجال.... فبينما رفض النظام السوري أي وساطة مع دولة إسرائيل – و التي يفترض أنها عدوة - لا تكون الحكومة التركية وسيطاً فيها ، رفض بالمقابل أي مبادرة من الحكومة التركية لحل الأزمة بين النظام و المعارضة .

فليس تشاؤماً و لا من نافل القول أن نقول أن المبادرة العربية ميتة قبل أن تولد

و أظن أن القادة العرب يسمعون و يرون الإعلام السوري و أبواقه الذين لا يرون حلاً للأزمة إلا بقتل المتظاهرين (الذين هم إرهابيون حسب وصفهم ) و إخماد كل المظاهرات و الاحتجاجات  ( التي هي حوادث شغب و مؤامرة خارجية كما يقولون )0

فقبل أمس و في برنامج حصاد اليوم الإخباري سأل المذيع المتميز في قناة الجزيرة الإخبارية جمال ريان البوق المعروف بسام أبو عبد الله قائلاً : اليوم قتل 17 متظاهراً في مناطق مختلفة من سوريا و كل يوم و منذ ستة أشهر يقتل مثل هذا العدد أو يزيد إلى متى ؟

فأجاب البوق الذي ينعق كبقية رفاقه من أقبية المخابرات المظلمة حيث تربوا و تخرجوا: ستسمع مثل هذا ستة أشهر أخرى ...

فما كان من الإعلامي جمال ريان إلا أن  قاطعه مستنكراً : أنت دكتور و تدرِس في الجامعة و تقبل القتل أن يستمر ستة أشهر أخرى ..

يجب أن يعرف الأستاذ جمال ريان و بقية الأخوة العرب و أخص هنا القادة  العرب أن ما يسمعونه من بسام أبو عبد الله هذا و بقية الأبواق و ما يشاهدونه على القناة الرسمية السورية و قناة الدنيا التشبيحية و القناة الإخبارية السورية من تحريض و كذب و افتراء يعبر عن جزء بسيط جداً من حقيقة ما يحمله هذا النظام السلطوي الفئوي العائلي المخابراتي الحاقد على شعبه و أمته

و أن ما تشاهدونه من تسريبات قليلة لبعض المقاطع عن طريقة تعامل الأمن و الشبيحة مع المتظاهرين و المعتقلين في المعتقلات الدائمة و المؤقتة – كالمدارس و الملاعب و الحدائق العامة و المستشفيات - من إهانة  و تنكيل و تعذيب و قتل و تمثيل و من اعتداء على دور العبادة و رموز و عقائد الأمة  و المصاحف و العلماء و المثقفين و الفنانين  هو غيض من فيض إجرام هذه العصابات التي عانى منها شعبنا السوري الشجاع على مدى أكثر من أربعة عقود و ما يزال

و السؤال المشروع  و المطروح اليوم ماذا بعد المبادرة العربية ؟؟؟؟؟

هل سيعتبر أخواننا العرب أنهم فعلوا ما عليهم و بالتالي سيتركون الشعب السوري الأعزل و المسالم مرة أخرى يواجه مصيره الأسود لوحده و بصدور عارية أمام أحدث و أعتى دبابات و مجنزرات و آليات و مقاتلات و أدوات التنكيل الروسية و الصينية و الإيرانية  و التي هي بيد لئام و مجرمي النظام الطائفي الحاقد و مخابراته و شبيحته و قناصة حزب الله الطائفي و ميلشيات العراق السوداوية و فرق الموت الإيرانية ؟؟!! ..

ألا هل بلغت ، اللهم فأشهد

مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية