مخاطر الخارج ومشروع الدعوة المفتوحة
د. أسامة الملوحي
المنسق السياسي للهيئة العامة
لمشرفي مجموعات الثورة السورية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان في جزأين اثنين : للنشرالواسع والبيان الواضح ومناصرة الفكرة
القسم الاول : المخاطر الرئيسية في الخارج: تبيان وخروج
- 1- قصور جهود نصرة الثورة في الخارج .
- 2- الإقصاء الذي يمارسه الجميع بنيات مختلفة .
- 3- تنحية الممارسة الديمقراطية تماما عن مؤتمرات وملتقيات المعارضين في الخارج .
- 4- اعتماد المحاصصة بشتى صورها في معظم المؤتمرات وهذا تكريس خطير مدمر .
- 5- استعمال هيئات وتنسيقيات الداخل كأوراق نفوذ وضغط بين الأطراف المشاركة في المؤتمرات والمجالس في الخارج , رغم ان عمل الخارج يديره الخارج وعمل الداخل يديره الداخل ولا اشتراك في الادارة والتنظيم ولايمكن أن يكون.
- 6- العمل عند البعض على أساس الحزب أو الكيان أولا ثم الثورة ثانيا
القسم الثاني :
- تفاصيل مشروع الدعوة العامة المفتوحة لعقد مؤتمر الشعب السوري في الخارج لانتخاب المجلس السوري الاستشاري في الخارج والمجلس السوري الانتقالي في الخارج.
البيان الاول :
تحذيرات جادة من المخاطرالرئيسية في العمل خارج سورية لنصرة الثورة السورية
- أولا : قصور جهود نصرة الثورة في الخارج:
بعد ستة أشهر من انطلاق الثورة السورية المباركة كان من الواجب والمفترض أن تكون هناك جهود ضخمة قد تكونت وتراكمت لنصرة الثورة السورية والأمر الطبيعي الأساسي الذي يجب أن يكون بعدها أن تجتمع هذه الجهود في مجلس ادارة يديرها ويوحدها وتكون رئاسة هذا المجلس لأكثرالاعضاء جهدا ومساهمة .
أما وأن ذلك لم يحصل ربما لقصور الجهود وعدم العلم والتقدير لكثير من أصحاب الجهود الفردية الذين كانت لهم المراتب الاولى في قائمة اصحاب الجهود , وتأخرت جهود الاحزاب والكتل والهيئات المنبثقة الى آخر القائمة مع أن إمكانياتهم التنظيمية والمالية والبشرية مع الامتداد الواسع لهم عبر بلدان العالم المختلفة كل ذلك يمكنهم من بذل أضعاف ما يبذلون .
وسؤال سألته للمئات من السوريين في الخارج : لو امسكوا بطفلك وحيدك في سورية وقطّعوه ودفنته بيديك وكنت قد حصلت على جنسية ألمانية من سنين ألا تنسى الدنيا وما فيها وتنسى نفسك وتثور أشد من بركان ,ألا توصل الرأي العام الألماني وحدك بإثارة كل من حولك ألا توصل كل الألمان الى تبنّي قضيتك عاجلة طارئة تضغط على كل مؤسسات ألمانيا لمحاربة النظام الذي فعل بطفلك ما فعل ؟...لقد كان الجواب دائما نعم أستطيع .وعلى هذا السؤال وهذا الجواب أقيس الجهود المجتمعة وأجدها مازالت بعيدة عن تكوين الرأي العام المحلي في كل دولة والرأي العام الدولي تجاه النظام السوري الفاشي .
ولو بذلت الجهود السورية كما يجب وحشدت في الخارج منذ البداية ولم نصل لستة اشهر كما اليوم , ووجهت ضد هذا النظام الفاشي لوصلنا الى تكوين رأي عام محلي في كل دولة مهمة وتكوين رأي عام دولي بأن هذا النظام نظام معاد للإنسانية وأسوأ من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقية الذي كان وزال بالضغط الدولي ومن قبله النظام النازي الذي تكاتفت ضده معظم دول العالم وأزالته .
رأي عام محلي ودولي كفيل بالضغط على الحكومات باستمرار لمراقبة وعزل ومحاربة هذا النظام بسرعة وقوة واستمرار الى ان يصل الى الضعف الشديد المؤدي لانهياره بإذن الله , ولا ننسى رقابة دولية سلّطت على حماة حمتها لشهر من القتل والاعتقال .
هذا هو الطريق الوحيد للثورة السلمية الإيجابية الفعالة , وهذا هو السبيل الوحيد لابقاء الثورة سلمية : ( ثورة سلمية في الداخل في كل مكان وثورة مؤازرة مناصرة حشّادة في الخارج في كل مكان )
- ثانيا :الإقصاء الذي يمارسه الجميع أويسكت عنه الجميع :
الاقصاء .. الاقصاء يسري في عروق الجميع الا من رحم ربي , البعض يقصي من سبق وتمكن لتكون غالبية الاسماء من العلمانيين , والبعض يقصي لتكون الغالبية من الاسلاميين , والمحزبون والمنضوون يقصون من لا يوافقهم حتى ضمن تنظيماتهم , والكل يقصي من يختلف معه في الرأي ان تمكن , وهناك من يختار لمؤتمره من صنعته الفضائيات وقدمته ويقصي من لم يسمع هو به او غير مقتنع به , ومؤكد ان هناك من يقصي لاسباب شخصية أتفه مما ذكرنا وهناك من يتمنى ان يقصي لأسباب مذهبية أوعرقية وووووو...
إقصاء في إقصاء ونحن ندعي مواجهة نظام يقصي الجميع , ومع ما يدبر سرا وعلنا لن يكون هناك نجاح الا للنظام الذي سيحظى ربما بشهادة من البعض أن النظام أصلا محق باقصائنا لان لنا صفتين مأخوذتان عنه نقصي ولا نتفق , وربما يكون الاقصاء بحسن نية أو غفلة وربما يكون غير ذلك ولكنه اقصاء عجيب مدمر .
- ثالثا : تنحية الممارسة الديمقراطية تماما عن مؤتمرات وملتقيات المعارضين في الخارج .
كل المعارضين اتفقوا في رؤيتهم لمستقبل سورية على دولة مدنية ديمقراطية ولكن معظم المعارضين لم يحرصوا أبدا على ممارسة الديمقراطية في مؤتمراتهم وملتقياتهم , وقد كان ذلك من اهم الأمورالواجب التقيد بها ليكون ذلك دليلا على صدقيتهم في الادعاء والممارسة , وأعلى ما بدا منهم في هذا المجال أن رتبوا الامور وطبخوها خلف الابواب المغلقة ووصلوا الى تفاهمات ثم انطلقوا امام الكاميرات يكررون ما حسم مسبقا , وتحدد من قبل بإجراء ديمقراطي زائف او شبه زائف .وهم لا يعلمون انه لن ينجح أي مؤتمر او لقاء مع الاقصاء وتجاهل الممارسة الديمقراطية الصحيحة .وهم يتعبون ويجهدون بالالتفاف على الديمقراطية وممارسة الديمقراطية اسهل لهم وأضمن ولكن غريب ما يصنعون .
-
رابعا : اعتماد المحاصصة في معظم المؤتمرات وهذا تكريس خطير مدمر .
لقد أدخلت المحاصصة لتشكل ثالثة الكوارث مع الاقصاء وتجاهل الممارسة الديمقراطية في المؤتمرات والملتقيات , وسارع البعض الى تشكيل كيانات جديدة ليحصل على حصة جديدة لها .ولم ينتبه المؤتمرون الى خطورة ذلك اذا تكرس , وستنبثق على اساس المحاصصة كيانات دينية و طائفية وقومية اخرى جديدة وستتشكل كيانات الفئات والفلاحين والعمال والموظفين وربما ولم لا كيان للعاطلين , وكل كيان يطالب بحصة تمثيلية وبرلمانية الان وفي المستقبل , إنه أساس يشجع على تفتت الشعب السوري وتكتل مكوناته الاجتماعية والعرقية والمذهبية والطبقية بشكل تقسيمي.. تكتلات تشرذم وتباعد وتكريس لمبدأ خطير وكأننا أمام لبننة وعرقنة جديدة لسوريا الغد .
- خامسا : استعمال هيئات وتنسيقيات الداخل كأوراق نفوذ وضغط في المؤتمرات والمجالس في الخارج رغم ان عمل الخارج يديره الخارج وعمل الداخل يديره الداخل ولا اشتراك في الادارة والتنظيم ولا يمكن أن يكون.
العمل في الخارج هو لنصرة ودعم الثورة السورية في الداخل واجتماع العاملين في الخارج لتنظيم جهودهم في الخارج في كيان عريض له مجلس استشاري وينبثق عنه مجلس تنفيذي بأي اسم هو أمر صحيح , ويكسب التمثيل امام الهيئات والدول ويدير جهود من في الخارج وكل الثمار ستصب لصالح الثورة في الداخل , والسؤال المطروح : هل سيدير اي مجلس انتقالي يشكل هل سيدير العمل الثوري في الداخل ؟ هل سيوجه المظاهرات والاعتصامات ؟ هل يستطيع ؟ والاجوبة قاطعة انه لن يستطيع ولن يفعل ذلك فعمل الداخل يديره اهل الداخل على الارض , اذاً اي مجلس يتكون هو لادارة عمل الخارج وهو عمل مهم جدا التأخر فيه يطيل زمن المعاناة في الداخل , فلم يتسابق أهل الخارج للحصول على دعم تنسيقيات واتحادات الداخل ؟ ولم يضغط البعض على الداخل ليحصل على الاعتراف والاعلان ؟ هل يريدون نقل خلافاتهم الى الداخل ؟هل يريدون الهاء التنسيقيات والهيئات العاملة على الارض بمسائل خلافية وتمثيلية ؟ هل يريدون للانقسام ان يدمر الثورة فيكون هناك لكل مجلس دعم من بعض التنسيقيات ؟ ولربما تعقد المجالس المختلفة في الخارج مؤتمرا لتقاسم التنسيقيات في الداخل .. هذه لي وهذه لك !! .
عمل الخارج يقوده العاملين في الخارج وعمل الداخل يديره اهله , ومن اراد ان يدير في الداخل فعليه ان يكون بين الثوار في الداخل , ومن يخرج من الداخل بحجة التمثيل والتفويض فقد اصبح من اهل الخارج , ولا يتوهمن ان النظام لم يعرفه او لم يشك فيه .
- سادسا : العمل عند الكثيرين على أساس الحزب أو الكيان أولا ثم الثورة ثانيا
وقد صرح بذلك البعض علنا وقال أن حزبه أدوم وأسبق عنده من الثورة , وكثيرون لا يصرحون بهذا الكلام ولكنهم يعملون وفقه , ونذكرالجميع ان الثورة هي التي انعشت كل الاحزاب والكيانات السياسية وقد كانوا من قبلها في ركود ونسيان .
ويبقى أن نطرح السؤال الأهم الى السوريين المعارضين من غير المحزبين وغير المنضوين , أليس عددكم بالألوف ؟ فلم رضيتم الجلوس على مقاعد الجلوس .. تراقبون وتتأخرون ولا تشاركون ؟ ابقوا كما شئتم تحت أسمائكم المستعارة ولكن اعملوا .. اعملوا وأروا الله جهودكم .
وبعد هذا العرض للمخاطر التي ادلهمت وتكاتفت فإنني أدعو كل المعارضين شخصيات واحزاب وكيانات ومنبثقات , أدعوهم إلى تبني ورقة عمل ( مشروع الدعوة المفتوحة ) , الذي يدعو جميع المعارضين بدعوة مفتوحة بلا استثناء أو إقصاء أو محاصصة , يدعوهم بصفاتهم وذواتهم الشخصية كمعارضين الى مؤتمر الشعب السوري العام في الخارج , لاختيار مجلس سوري استشاري وينبثق عنه مجلس تنفيذي ليدير الجهود ويفجرها في الخارج , وليمثل السوريين المعارضين في الخارج امام كل الجهات والدول , مجلس لا يتداخل مع الداخل الا في تقديم ثمار الجهود والنصرة و تبادل الافكار والمعلومات , وأهيب بالنيابة عن كثيرين أهيب بكل الاخوة ان يشاركوا بكثافة وأن يعطوا الالوية لمصلحة الثورة المباركة , وسنحرص انا ومن معي في اللجنة التحضيرية على ممارسة الاجراءات الديمقراطية والانتخابية بأمانة تامة وكفاءة عالية بإذن الله تبارك وتعالى , وسيكون لنا قُسمٌ خاص امام الله أن نحرص على ذلك .
وإنني أخرج نفسي من الترشح للمجلس الاستشاري وحكما أخرج نفسي من الترشح للمجلس التنفيذي المنبثق .
هذا ما يؤسس الى مجلس ناجح وعمل ناجح باذن الله تبارك وتعالى وما كان على أسس سليمة ذكرناها ينجح بتوفر الارادة والنية الصادقة لدى المعارضين الأحرار في الخارج , وقد استمزجت رأي الثوار في عدة اماكن داخل سوريا وقد أكدوا جميعا انهم سيسعدون ويباركون أي مجلس شامل يتكون على اسس صحيحة يحظى بمشاركة الجميع وينتظرون .
وبياننا هذا لتجنب الأخطار مع مشروع الدعوة المفتوحة ليس حكرا علينا أو على أحد وأي مجموعة من المعارضين تتبناه بقوة نحن معها مؤيدون عاملون .
ودعوة ملحة مكررة آملة للجميع أن لا يقفلنّ أحدنا على رأي أو قول سابق له ولا يقفلنّ على سلوك أو عمل بدأ به , فمن لا يريد الضعف والموات لهذه الثورة العظيمة المباركة فليأتينّ الى مشروع الدعوة المفتوحة بقلب مفتوح ونية صادقة وأن ينصر الثورة ويدفع عنها الأذى .
وتفاصيل مشروع الدعوة المفتوحة افردها في البيان الثاني لتكون واضحة مقنعة بإذن الله .
هذا البيان بجزيئه سينشر في داخل وخارج سورية وسيتداول بشكل علني من الجميع , وسنحرص على ايصاله الى كل المدن والبلدات الثائرة في سوريا حتى يتابع الثوار ويعرفوا ويتفاعلوا,وسنوصل اليهم بأمانة مواقف المعارضين في الخارج وجهودهم .
بوركت كل يد تمتد لنصرة وحماية الثورة السورية المباركة وبترت بإذن الله وأمره كل يد تؤذي الثورة وتضعفها ... عاشت سوريا حرة ....عاشت الثورة السورية المباركة التي ليس كمثلها ثورة منذ قرون .. سلام على شهدائها والله أكبر .
نهاية الجزء الأول للبيان ويتبعه الجزء الثاني : تفاصيل مشروع الدعوة المفتوحة.