ليبيا والمستقبل المجهول ؟

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

بعد سقوط عميلهم [ المستهلك] ؛ مدمر ليبيا ؛ وسقوطها تحت وطأة ديون عمليات الناتو !

من أسرار اغتيال القائد الليبي عبدالفتاح يونس رئيس أركان الثورة : انتقاده الحاد للصوصيتهم!

 في البدء: تهنئة لشعب ليبيا وتمنيات :

.. إننا بداية – نهنيء الشعب الليبي بزوال كابوس العميل الدكتاتور السفاح اللص [ المتظاهر بالجنون ].. ناهب ليبيا ومدمرها وقاتل أبنائها على مدى عقود طويلة !

.. ونتمنى أن تجتاز المحنة ( بنجاح ) وأن تتعافى سريعا من آثارالحرب ودمارها ..وأن تستطيع التخلص – بأقل قدر من الخسائر والتبعات ..من دينها الجديد للحلف الأطلسي ..وأن تستطيع إنتاج نظام عادل ( ديمقراطي) حقيقي ممثل للشعب فعلا ..وأن تتجاوز الماضي الأسود الدامي لعهد [ الدخيل اليهودي: مدمر ليبيا ربيب محمد منيار القافي]

فقد بدأ (الجهاد الأكبر ) ..ونسأل الله أن يعينهم على الانتصار الحاسم التام فيه..وأن يجنبهم كل كيد ومؤامرة على بلدهم وعلى ثرواتهم وعلى استقلالهم وحريتهم التي انتظروها طويلا !

..وقد كان واضحا أن الشعب ينتظر الخلاص بفارغ الصبر ..فبمجرد ما اقترب الثوار من طرابلس العاصمة ..انضم إليهم أواستسلم الكثيرون الذين كانوا مسايرين للنظام – تحت ترهيب شديد ..او ساكنين ساكتين ..فبمجرد ما تزلزل سلطان الطاغية انقلبت عليه معظم أدواته ..أو تخلت عنه.. فهرب [ كالجرذ ] كما كان يطلق على الثوار ورافضي مظالمه وحماقاته !.. ولم يبق إلا جيوب من بقايا من تربطهم به علاقات وهمية ويظنونه منهم مثل القذاذفة..أو فلول مع بعض أولاده..أوأذناب عديله مدير المخابرات السفاح عبدالله السنوسي ..!

 ولا شك ان الشعب الليبي – وكل المظلومين والموتورين – يفضلون محاكمة للجناة في أوطانهم ..لا تسليمهم للمحاكم الدولية التي قد تسجنهم في سجون مرفهة ولا تحكم بالإعدام – خصوصا لأمثال القذافي الذي في رقبته آلاف الأرواح المقتولة ظلما على مدى 42 عاما من البطش المجنون ..من أهمها [ مجزرة سجن بوسليم ]والتي قتل فيها أكثر من[1200 سجين ]من صفوة أبناءالمجتمع الليبي- علما وخلقا !

.. ونتمنى أن تنتصر سائر الشعوب المظلومة المضطهدة ..والتي تحكمها دكتاتوريات دموية – وخصوصًا الشعب السوري المظلوم المكلوم ..الذي كثرت وارتفعت معاناته..وقل معينوه ..! ولكن العاقبة واضحة ..والظلم إلى زوال..مهما طغا وتجبر ..وهذا هو منطق التاريخ الذي لا مفر منه !

( ملاحظة طريفة : ..نخشى – إن تم القبض على القذافي حيا ..أن تدبر له حيلة – كما تدبر الآن لحسني مبارك – لينجو من العقاب !

..ولكن الحيلة هذه المرة أن [الدفاع المنتظر ] قد يستصدر شهادة طبية بجنون القذافي واختلال قواه العقلية .. وهنالك شواهد كثيرة من تاريخه وتصرفاته الحمقاء ربما تساعد على هذا – فيتم إعفاؤه من العقاب ..وربما [ حجزه ] في إحدى المصحات العقلية ! وقد تكون [ مستوى خمس نجوم ] ليقضي بقية حياته يمثل [ جنون العظمة والملك المتخيل ] على من حوله من المجانين – إن وجدوا !!!

________________

وضوح تباطؤ [الناتو] – ولكثرة انتقاداته ..ربما أسرع في الحسم:

... لقد كان واضحا وفاضحا في نفس الوقت تأخر وتباطؤ الحسم في ليبيا – بعد تدخل قوات حلف الأطلنطي التي قيل حينها أنها تتدخل بدافع إنساني !

ولا يخفى ما يعنيه ذلك التباطؤ من استمرار الخسائر والمعاناة للشعب الليبي – بطرفيه المتنازعين - !

..ولكن الجميع يعلم :

أن الحلف ليس مؤسسة خيرية!

-..وأن عملياته مكلفة ..وتحسب أضعافا مضاعفة..!

- ..وأن لمعظم دوله ماضيا استعماريا بشعا ..ورائحة النفط تلوح من [ نياتهم الإنسانية ]!!

-.. وأن بعض دول أوروبا بدأت تترنح تحت أعباء [ إفلاس ظاهر محتمل - أو خفي قادم ]..وبالطبع أمريكا مفلسة فعلا ..ومدينة بما هو كفيل ببيعها كلها في المزاد الدولي !

- .. وتدخلهم في [ليبيا النفطية ].. فرصة ذهبية [ لدجاجة تبيض ذهبا ] أو بقرة حلوب – خصوصا وأن القذافي – ابن اليهودية – حجب معظم نعمة النفط وخيراته عن الشعب الليبي .. ولم ينفعه بمعشار مقدار ما كان يجب أن تتطور فيه حياته ويتحسن مستواه – أسوة بالدول النفطية !.. وهاهي أرصدته المجمدة – وربما اختفى كثير منها أيضا– قد تكون [دفعة على الحساب ] للأطلنطي [ المنقذ الشهم ]!

..وقد تكاثرت – مؤخرا – الانتقادات على تباطؤ وتواطؤ حلف الناتو .. حتى من الليبيين الضحايا الذين تدخل الحلف لصالحهم !.. فقد سمعنا عدة انتقادات من أعضاء من المجلس الانتقالي المؤقت ومن غيرهم..!

ولكن [أحدّ انتقاد].. كان من ( عبد الحميد يونس )– رحمه الله – قائد القوات الليبية الثائرة – ومنظمها عسكريا والذي كان- ككثير غيره انضم إلى الثورة متمردا على القذافي ومظالمه وحماقاته المقصودة - ..مما حدا [بالناتو] إلى [ تدبير اغتياله ]- كما سنعلم لاحقا .

.. وقد سبقوا ذلك [ بإثارة بلبلة ] حول ذلك القائد الشهيد ..حول ماضي علاقته بنظام القذافي ..واتهامه (هو بالذات ) بتأخير النصر وإبطاء التقدم عمدا !!مما حدا بالمجلس ليدعوه – من الميدان - للتحقيق ! 

..ومن أوضح الأدلة أن القذافي صرح قبل الاغتيال بيوم أو يومين لأذنابه وغيرهم: ستسمعون نبأ مهما قريبا مفرحا عن عبدالفتاح يونس !

.. ويبدو أن القذافي [ صديق برلسكوني الفاسد الحميم ] ..كان على صلة وتنسيق مع أصدقائه ..ولربما قدم [رشوة هائلة ] لبرلسكوني ..ليقوم [ بالمهمة القذرة ] قكان ما كان !

وننقل فيما يلي الواقعة كما وردت من مصدرها – بحذافيرها وتفاصيلها - :

 

 يونس شتم مسؤول حلف الناتو وبيرلوسكوني أمر بقتله

 المخابرات الإيطالية قتلت عبدالفتاح يونس بأمر من برلوسكوني

 

نقل موقع "دنيا نيوز" عن مصادر استخبارية ايطالية التفاصيل التالية حول اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس:

قمنا بالإتصال ببعض المطلعين على كواليس المشهد الأمني الأوروبي والذين لهم بعضالإتصالات مع قنوات استخبارية هناك ، ومع مصادر اعلامية لنستوضح بعض تفاصيل المشهد السياسي والأمني الليبي ولنسأل عن عبد الفتاح يونس الذي لم يستطع أحد حتى الآن أن يفك لغز مقتله ، دنيا نيوز جمعت أكبر كم ممكن من الخيوط والتفاصيل التي تشير بصورة أو بأخرى الى سيناريو الأحداث ومع هذا فإن كل المعلومات التي نوردها من مصادر صحافية واستخبارية نضعها أمام القاري بدون اضافة حتى نستجلي الموقف ونفهم بعض خفاياه .

من ناحية ثانية ، كان عبد الفتاح يونس يسبب احراجا كبيرا لأوروبا ، فقد كان دائم الإنتقاد لحلف النيتو ولقوات اوروبا في تعاطيها مع الأزمة الليبية وكان التقى بمندوب من الحلف وحصل بينهما حوار صاخب بحسب التسريبات الأوروبية حيث اتهم يونس حلف النيتو والدول الأوروبية باطالة امد الحرب وربما حتى بالإنقلاب على الثورة الليبية واعادة ليبيا الى ماكانت عليه قبل الثورة بينيدي القذافي عندما يصل عداد المطالبات المالية الأوروبية من ليبيا الى المبلغ المحدد ، وقد قال مندوب الناتو ليونس انكم مدينون لنا بألف مليار دولار حتى الآن وصعق الرجل الليبي ، وردد على ذمة التسريبات الأوروبية ، الف مليار ؟ تريليون دولار في خمسة شهور ، ماذا فعلتم هل كانت القنابل والرصاص الذي استخمتموه مصنوعا من الذهب الخالص ، هذه أكبر عملية سرقة في التاريخ ، هذه ليست سياسة ولا تعامل اخلاقي ، هذا عمل عصابات مافيا وليس عاملا بين دول!.

وانتهى اللقاء بين الإثنين بصورة دراماتيكية وجه الجنرال الأوروبي ليونس تهديدا من العيار الثقيل ، ولم يسكت يونس بل نقل التهديدات التي تعرض لها لبعض أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي كما ابدى رأيه في تقرير قدمه لهم بأن الغرب سيبقى يراوح في مكانه في القضية الليبية حتى يضمن مصادرة النفط الليبي للمائة سنة القادمة على الأقل .

الأوروبيون اتهموا يونس في اجتماعاتهم بأنه رجل أمريكا القوي في المجلس الليبي للثوار وبأنهم سيخرجون من "المولد بلا حمص " اذا مابقي هذا الرجل ، رئيس الوزراء الإيطالي بيرلوسكوني اجتمع مع رئيس جهاز الإستخبارات الإيطالي الSISMI

او ما أصبح يعرف بال AISE و الذي يرأسه الجنرال ادريانو سانتيني Adriano Santini ، وهذا الجنرال معروف لدى رئيس الوزراء الإيطالي بأنه من المدرسة البريطانية في عالم الإستخبارات ومستعد لكل الأمور التي يمكن أن يحتاجها الموقف على عكس كثيرين من الجنرالات الإيطاليين الذي يتبعون المدرسة الناعمة والتي لا تؤمن بالتصفيات والعنف الجسدي او مايعرف ب " العمليات القذرة " Dirty Jobs والتي كانت سائدة لدى السي أي ايه في اوقات ماضية ثم غابت لتعود مع الرئيس جورج بوش.

التقى رئيس الوزراء الإيطالي مع الجنرال سانتيني وسأله عن رأيه فيما يجري في ليبيا ، ويبدو أن الجنرال قد أكد الى أن كل الأمور تسير على مايرام لصالح ايطاليا الا ان الجنرال الليبي عبد الفتاح يونس يسبب المشاكل للأوروبيين هناك .. ورد بيرلوسكوني على الفور " fatte lo fuori “ " وجم الجنرال وسكت للحظات ثم استوضح من الرئيس ماذا قلت سيدي الرئيس ؟ ، وكرر بيرلوسكوني " Fatte lo fuori " وهذا يعني ماترجمته "اقتلوه " ، كان الأمر مباشرا وحاسما وغير معتاد في الأوساط السياسية الإيطالية ولا حتى في الأوساط الأمنية وبعد نقاش بين الرجلين أصر الرئيس على أن يونس يقوم بالتسبب بدمار للأمن القومي الإيطالي الذي يستفيد من الوضع الليبي بصورة لم يكن يحلم بها .؟

وعلى الفور تم تشكيل Task Force من عدد قليل من كبار الضباط الإيطاليين الذي قاموا بالإتصال برجالهم على الأرض في ليبيا وصدرت الأوامر بتصفية عبد الفتاح يونس ، وقد استغل الإيطاليون ضعف المجلس الوطني الليبي الإنتقالي ، وعدم وجود اي سرية في تنقلات اعضاء المجلس والقيادات العسكرية وعدم وجود اجهزة امنية للثوار ، وقد تم تسريب معلومات للمجلس بأن يونس مايزال يعمل مع القذافي وأنه يدير القتال بصورة تعرقل انتصار الثورة ، وبدأت القصة مقنعة بعض الشيء للمجلس مما حداهم الى استدعاء الجنرال يونس للتحقيق معه في بنغازي ، وقد عاد الجنرال دون تردد الا أنه وجد الموت بانتظاره ، طلقات في الرأس والصدر ومن ثم احراق للجثة لإخفاء اي اثار قد تقود لأي شيء .

لم يستطع المجلس سوى أن يذرف دمعة او دمعتين وأن يترحم على الشهيد ويواريه الثرى دون أن يدري شيئا عما يحصل ، ماحصل هو مسرحية اوروبية قامت بها ايطاليا لتصفية أحد الرجال الأقوياء في الثورة الليبية ولإطالة عمر الحرب الليبية ... ربما حتى تسقط ليبيا مترنحة بين ايدي الأوروبيين وحتى يستريح الشعبان الإيطالي والألماني وحلفائهما وهم يحصلون على النفط الليبي كما تحصل الولايات المتحدة على النفط العراقي .

هذه قصة الرجل الذي مات دون أن يدري لماذا استدعوه ولماذا قتلوه قبل أن يسألوه أو يحاكموه"..